في تحول ملحوظ، بدأت العديد من شركات تعدين عملة بيتكوين إعادة توجيه نماذج أعمالها نحو صناعة الذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من بنيتها التحتية القائمة، مثل مراكز البيانات وعقود الطاقة، لتلبية الطلب المتزايد على مراكز البيانات الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولم يقتصر أثر هذا التحول الاستراتيجي على جذب عقود طويلة الأجل مع شركات تقنية كبرى، بل انعكس أيضاً في ارتفاع ملحوظ بأسعار أسهم هذه الشركات، رغم تراجع أسعار بيتكوين نفسها.. التفاصيل في

في تحول ملحوظ، بدأت العديد من شركات تعدين عملة بيتكوين إعادة توجيه نماذج أعمالها نحو صناعة الذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من بنيتها التحتية القائمة، مثل مراكز البيانات وعقود الطاقة، لتلبية الطلب المتزايد على مراكز البيانات الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولم يقتصر أثر هذا التحول الاستراتيجي على جذب عقود طويلة الأجل مع شركات تقنية كبرى، بل انعكس أيضاً في ارتفاع ملحوظ بأسعار أسهم هذه الشركات، رغم تراجع أسعار بيتكوين نفسها.

وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت عملية تعدين بيتكوين، التي تعتمد على استهلاك كميات هائلة من الطاقة الحاسوبية لحل المعادلات الرقمية واستخراج العملة، أكثر صعوبة وأقل ربحية. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أسهمت المنافسة المتزايدة وانخفاض مكافآت التعدين في تقليص هوامش الربح، ما دفع شركات التعدين إلى البحث عن مصادر بديلة للإيرادات.

كلفة الكهرباء تجعل شراء «بيتكوين» أقل من تعدينه في الولايات المتحدة

في هذا السياق، برز قطاع الذكاء الاصطناعي، بالتزامن مع تراجع سوق العملات الرقمية، بوصفه أحد أكثر القطاعات نموا، موفرًا للمعدّنين فرصة لإعادة توظيف البنية التحتية التي يمتلكونها. فقد شهد هذا القطاع، المدفوع بالطلب المتزايد على معالجة البيانات وتدريب النماذج الذكية، نمواً هائلاً، ما جعل مراكز البيانات، وأنظمة التبريد، وعقود الطاقة التي تمتلكها شركات التعدين أصولًا ذات قيمة عالية.

وتُعد هذه البنية التحتية محط اهتمام شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «ألفابت» و«أمازون» و«ميتا» و«مايكروسوفت»، التي تضخ استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي للحفاظ على موقعها التنافسي. وبالنسبة لبعض شركات التعدين، لا يُنظر إلى هذا التحول باعتباره خطوة طارئة، بل تطوراً طبيعياً لنماذج أعمالها القائمة.

وعلى الرغم من استمرار هذه الشركات في تعدين بيتكوين، فإن تركيزها يتجه بشكل متزايد نحو توفير بنية تحتية مخصصة للذكاء الاصطناعي. فالأصول التي كانت تُستخدم سابقاً لتعدين بيتكوين، من مراكز بيانات وأنظمة تبريد وعقود طاقة، باتت اليوم تدعم عمليات الحوسبة المتقدمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ما يتيح لشركات التقنية التوسع بسرعة وكفاءة من حيث التكلفة، من دون الحاجة إلى بناء مرافق جديدة من الصفر.

وفي هذا الإطار، قال آدم سوليفان، الرئيس التنفيذي لشركة «كور ساينتيفيك»، إن «الفرصة التي أتيحت للمعدنين للتحول إلى الذكاء الاصطناعي تُعد من أعظم الفرص التي يمكن تصورها». وأشار إلى أن شركته، التي وقّعت أول عقد لها في مجال الذكاء الاصطناعي عام 2024، تتوقع الخروج بالكامل من تعدين بيتكوين بحلول عام 2028.

وألقى هذا التحول بظلاله على أداء أسهم شركات التعدين، إذ ارتفع مؤشر «كوينشيرز بيتكوين ماينينغ إي تي إف» بنسبة 90% خلال العام الحالي، رغم الأداء الضعيف لعملة بيتكوين. كما قفزت أسهم «كور ساينتيفيك» إلى أربعة أضعاف منذ توقيع أول عقد للذكاء الاصطناعي، وواصلت مكاسبها بنسبة 10% في عام 2025.

في المقابل، ترى شركات أخرى أن التوجه نحو الذكاء الاصطناعي يمثل وسيلة لتخفيف تقلبات تعدين بيتكوين، لا تحولاً جذرياً في نموذج الأعمال. فعلى سبيل المثال، جمعت شركة «كلين سبارك» مؤخرا نحو 1.15 مليار دولار لتطوير بنية تحتية لمراكز البيانات، مع استمرار التزامها بتعدين بيتكوين. واكتشفت الشركة أن تشغيل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي إلى جانب التعدين يمنحها مرونة إضافية، إذ تستطيع ضبط استهلاك الطاقة عند حدوث اضطرابات في الشبكة، ما يجعلها شريكاً جذاباً لمزودي الطاقة الساعين إلى إدارة الأحمال الكهربائية بكفاءة أكبر.

ورغم هذه الفرص، يحذّر محللون من أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي لا يخلو من التحديات، إذ يتطلب إعادة تجهيز مراكز التعدين لدعم الحوسبة عالية الأداء (HPC) استثمارات ضخمة، تشمل ترقية أنظمة التبريد، والبنية التحتية للشبكات، والمعدات التقنية.

إيران تتصدر قائمة أرخص الدول لتعدين «بيتكوين»

كما يثير هذا التحول مخاوف تتعلق بمستقبل إنتاج بيتكوين في الولايات المتحدة، وسط خشية من فقدان البلاد موقعها الريادي عالميًا مع انتقال جزء من قدرات التعدين إلى الخارج. ويُعد ذلك تحدياً للسياسات السابقة للحكومة الأميركية، خاصة في ضوء تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2020، التي أكد فيها سعيه لضمان تعدين جميع عملات بيتكوين داخل الولايات المتحدة.

وفي ظل تزايد إقبال المستثمرين على شركات التعدين الداعمة للذكاء الاصطناعي، تبرز تساؤلات حول مدى واقعية التفاؤل المحيط ببنية الذكاء الاصطناعي التحتية، وسط تحذيرات من مبالغات محتملة في تقييمات الأسهم، في وقت قد تستغرق فيه الاستثمارات الضخمة سنوات قبل أن تحقق عوائد ملموسة.

وفي هذا السياق، قال بريت كنوبلاوخ، رئيس أبحاث الأصول الرقمية في «كانتور فيتزجيرالد»: «الوضع واضح جدًا، فالمستثمرون يفضّلون مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات تعدين بيتكوين وكأن السوق يفرض على المعدنين الابتعاد عن تعدين بيتكوين والتركيز على الذكاء الاصطناعي».

ويخلص التقرير إلى أنه مع استمرار الذكاء الاصطناعي في الهيمنة على مشهد الاستثمار العالمي، يبدو أن معدّني بيتكوين يتكيفون مع واقع جديد، قد يعتمد فيه مستقبل التعدين الرقمي على الذكاء الاصطناعي بقدر اعتماده على العملات الرقمية نفسها.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ ساعتين
منذ 32 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 20 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 18 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 15 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
قناة العربية - الأسواق منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 3 ساعات