يستعد المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، لتقديم تجربة استثنائية تتجاوز مفهوم العرض المتحفي التقليدي. وفي تصريحات حديثة، أكد أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير على المشروع أن المتحف ليس مجرد وجهة لمشاهدة الآثار بشكل تقليدي ولكن لاستحداث وسائل جديدة للعروض المتحفي وجذب الأزرار.

وأكد غنيم في حديث خاص لـCNN الاقتصادية أن الفكرة تكمن في الترميم المفتوح أمام الزائرين. وأوضح غنيم أن هذه التجربة تسمح للزائر بمشاهدة المتخصصين وهم يعملون على ترميم قطع أثرية ضخمة ومعقدة. جاءت تصريحات غنيم على هامش إطلاق عملية تركيب الألواح الخشبية لمركب الشمس الذي يقوم المرممون المصريون واليابانيون بترميمه بتمويل من هيئة جايكا اليابانية.

ومشروع ترميم المركب الشمسي الذي يبلغ 42 متراً ويعود للملك خوفو بدأ في عام 2009 بدراسة واستمر لسنوات طويلة بسبب تردي حالة الأخشاب التي تعرضت لرطوبة تتجاوز 80 في المئة، وأكد غنيم أن عملية ترميم المركب الخشبي ستستمر عدة سنوات وستتم أمام الزوار.

وتقبع مراكب الملك خوفو في مبنى ملحق بالمتحف المصري الكبير الذي تم افتتاحه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وتراهن مصر بشكل كبير على افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تتزامن معه عملية دعاية ضخمة لجذب السائحين. أشار غنيم إلى أن المتحف أحدث تغييراً جذرياً في سلوك السائحين؛ فبعد أن كانت القاهرة مجرد «محطة عبور» لزيارة العاصمة ليوم بليلة لاكتشاف الأهرامات والمغادرة سريعاً، أصبح السائح الآن يخطط للإقامة ليلتين أو ثلاث ليالٍ على الأقل. ويعود الفضل في ذلك إلى تكامل الخدمات المحيطة بالمتحف، بما في ذلك تطوير مطار سفنكس الدولي، وانتشار الفنادق الفاخرة، ما جعل المنطقة المحيطة بالمتحف والأهرامات مركزاً سياحياً متكاملاً.

وأوضح غنيم أن فوائد المتحف لا تقتصر على الجانب الثقافي فحسب، بل تمتد لتشمل الاقتصاد القومي، فزيادة عدد الليالي السياحية تعني زيادة في الإنفاق السياحي وتدفق النقد الأجنبي. وتحدث عن ما يُعرف بـ«الأثر المضاعف» في الاقتصاد؛ حيث يستفيد قطاع الضيافة، والمطاعم، والبازارات، والصناعات التقليدية المصرية من هذا الزخم، إن إنفاق السائح خارج جدران المتحف على المنتجات والخدمات المحلية يسهم بشكل مباشر في توفير فرص عمل وتنشيط الدورة الاقتصادية.

وتشهد مصر طفرة في أعداد السائحين؛ حيث نجحت مصر في تحقيق رقم قياسي في استقبال السائحين في 2025، فقد استقبلت منذ بداية العام أكثر من 18 مليون سائح وهو ما لم يحدث من قبل، وتوقع شريف فتحي وزير السياحة والآثار نمو عدد السائحين في عام 2026 بنسبة تتراوح بين 5% و6%؜.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية