أعلنت السلطات الانتخابية في هندوراس فوز رجل الأعمال المحافظ نصري عصفورة المدعوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية في هندوراس.
يأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أسابيع من فرز أصوات الاقتراع الذي اتسم بفارق ضئيل للغاية واتهامات بالتزوير وأدى إلى تآكل مصداقية النظام الانتخابي الهش في هذه الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى .. وفقا لما أوردته وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية.
يتولى عصفورة الرئاسة الهندوراسية بعد أربع سنوات من حكم الرئيسة اليسارية شيومارا كاسترو ليكون استمرارا لتوجه أمريكا اللاتينية نحو اليمين إذ يأتي ذلك بعد أسبوع واحد فقط من اختيار تشيلي للسياسي اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست رئيسا لها بالإضافة إلى صعود الحكومات اليمينية في بوليفيا وبيرو والأرجنتين ومع ذلك فإن أكبر اقتصادين في المنطقة، البرازيل والمكسيك، يحكمهما اليسار.
وقد حصل عصفورة من الحزب الوطني المحافظ على 27ر40 % من الأصوات في انتخابات 30 نوفمبر، متفوقا بفارق ضئيل على سلفادور نصر الله، مرشح الحزب الليبرالي المحافظ، الذي ترشح أربع مرات، وحصل على 53ر39 % من الأصوات.
وفاز عصفورة - الرئيس السابق لبلدية تيجوسيجالبا عاصمة هندوراس - في محاولته الثانية للوصول إلى الرئاسة، بعد منافسة حامية بينه وبين نصر الله، وهو أيضا من اليمين، خلال عملية فرز أصوات استمرت لأسابيع، وأثارت قلقا دوليا، وطالب نصر الله بإعادة فرز الأصوات بسبب مزاعم بوجود مخالفات.
وشكلت هذه النتائج توبيخا للزعيمة اليسارية الحالية، وحزبها الحاكم، حزب الحرية وإعادة التأسيس الاشتراكي الديمقراطي، الذي حلت مرشحته ريكسي مونكادا في المركز الثالث بفارق كبير بنسبة 19ر19 % فقط من الأصوات.
وهنأ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عصفورة وكتب على منصة "إكس" أن "شعب هندوراس قال كلمته، وإدارة ترامب تتطلع إلى العمل مع إدارة عصفورة لتعزيز الازدهار والأمن في نصف الكرة الأرضية الذي نعيش فيه"..كما هنأه الاتحاد الأوروبي وعدد من قادة اليمين في أمريكا اللاتينية وعلى رأسهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
وتعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الرئيسي لهندوراس، ويعيش فيها مليونا هندوراسي، وتمثل تحويلاتهم المالية ثلث إجمالي الناتج المحلي.
وعشية الانتخابات الرئاسية التي جرت في جولة واحدة في 30 نوفمبر الماضي هدد ترامب بتقليص المساعدات المقدمة لهندوراس، إحدى أفقر دول أمريكا اللاتينية في حال عدم انتخاب عصفورة.
وفي الوقت نفسه ..أصدر الرئيس الأمريكي عفوا عن الرئيس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، مرشد المرشح المحافظ، والذي كان يقضي عقوبة بالسجن 45 عاما في الولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات.
وصرح الرئيس السابق، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن هندوراس تنهي "مرحلة وتفتح فصلا جديدا" للعودة إلى المسار الصحيح.
ومن جانبه، وصف الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الوضع بأنه "هزيمة ساحقة للاشتراكية القائمة على المخدرات".
وأثارت عمليات تعليق فرز الأصوات الأولية المتكررة، والتي أرجعها المجلس الوطني للانتخابات إلى مشاكل تقنية منسوبة إلى الشركة الخاصة المسئولة عن نقل النتائج ونشرها، شكوكا حول تزوير الانتخابات.
وندد نصر الله بـ"سرقة" الانتخابات بينما شككت ريكسي مونكادا التي حلت في المركز الثالث بالنتائج بنددت بـ"تدخل" الرئيس الأمريكي في عملية التصويت ثم أُعيد فرز الأصوات نهائيًا بناءً على تقارير مراكز الاقتراع العديدة التي شهدت تناقضات.
ومع ذلك .. أشارت بعثات مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي في هندوراس إلى أنها لم ترصد أي مخالفات خطيرة.
ويحظى نصري عصفورة بضمانات دعم الجيش، كما تعهد بجذب الاستثمارات الأجنبية إلى هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وقد أعرب عن نيته تعزيز العلاقات مع تايوان، عقب استئناف الرئيسة كاسترو للعلاقات مع الصين في عام 2023 لكن سيتعين عليه حكم بلدٍ أكثر استقطابًا في أعقاب الانتخابات المتنازع عليها، ويعاني من تفشي تجارة المخدرات والعصابات، وهي مشكلة حاولت الرئيسة المنتهية ولايتها مكافحتها بإعلان حالة طوارئ مماثلة لتلك التي أعلنها نظيرها السلفادوري، نجيب بوكيلي.
ومن المقرر أن يتولى عصفورة، البالغ من العمر 67 عاما، وهو ابن مهاجرين فلسطينيين، منصبه في 27 يناير.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
