يشهد قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات تحولًا جوهريًا يتماشى مع مفهوم "السياحة العلاجية النوعية والمتميزة" والذي يجمع بين جودة الخدمات الطبية والابتكارات التقنية والكفاءة الاقتصادية في إطار تجربة متكاملة للتعافي. وتدعم هذا التوجه بيئة تشريعية متطورة وحلول جراحية مبتكرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وكلها تعزز مكانة الدولة كوجهة عالمية موثوقة للخدمات الطبية المتقدمة.
في هذا السياق وضمن قمة فوربس الشرق الأوسط للسياحة العلاجية والرفاهية الصحية، ناقشت جلسة حوارية دور التكنولوجيا في تعزيز تنافسية القطاع الصحي في الإمارات وقدرته على استقطاب المرضى الدوليين. أثرى النقاش نخبة من صناع القرار والخبراء هم مروان عبد العزيز جناحي، النائب الأول للرئيس في مجمع دبي للعلوم ومدينة دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية مجموعة تيكوم، ود. رمضان البلوشي، المستشار الأول للمدير العام ومدير الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي، ود. حيدر أرجوماند، الرئيس التنفيذي الطبي للمجموعة في المستشفى الأمريكي بدبي؛ وأدارت الحوار راميا فرّاج، المذيعة والمنتجة في فوربس الشرق الأوسط.
الابتكار يتمحور حول "التكامل البشري" تسريع الابتكار في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والعلاجات الدقيقة لا يتوقف عند توفير المرافق المتطورة والمختبرات فحسب، بل يرتكز في جوهره على "العنصر البشري". وقد أوضح مروان جناحي أن القيمة الحقيقية للقطاع تكمن في تفاعل العقول المبدعة مع هذه المساحات، وبناء قنوات تواصل لمناقشة المشاريع المستقبلية وربطها بمنظومة شاملة.
وأشار جناحي إلى أن دور "مجمع دبي للعلوم" يتجاوز كونه مزوداً للبنية التحتية، ليعمل كحلقة وصل استراتيجية تجمع الأطراف الفاعلة في القطاع؛ بدءًا من الحكومة بصفتها الجهة التنظيمية، وصولًا إلى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، والشركات العالمية والناشئة. وشدد على أن هذا "النظام التشاركي" هو المحرك الأساسي الذي يحول الأفكار إلى واقع ملموس، ويعزز قدرة الإمارات على توفير عروض طبية استثنائية ضمن مفهوم "السفر العلاجي النوعي والمتميز".
التشريعات الاستباقية ضمانة لثقة المرضى نجحت دبي في إرساء منظومة تشريعية استباقية تجعل منها واحدة من أكثر الوجهات أمانًا وابتكارًا في دمج الروبوتات والذكاء الاصطناعي بالقطاع الصحي.
وفي هذا السياق أشار د.رمضان البلوشي إلى أن الإمارات كانت سبّاقة في إصدار القوانين المنظمة للتقنيات الناشئة، ما أتاح لهيئة الصحة بدبي صياغة سياسات واضحة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسات السريرية، وتجيب عن تساؤلات المؤسسات الطبية حول آليات التطبيق الآمن لتلك التقنيات.
وأوضح البلوشي أن دبي أظهرت مرونة استثنائية في تقنين التقنيات الحديثة، مستشهدًا بتجربة تنظيم "الطب عن بُعد" التي بادرت بها الإمارة، ومؤكدًا أن مفاهيم مثل "البلوكتشين" والروبوتات ليست غريبة على المنظومة القانونية القائمة. إن "التنظيم هو العمود الفقري لثقة المريض" لذلك من الضروري تحقيق توازن دقيق بين محاور رئيسية هي دعم نمو الأعمال، وحماية خصوصية البيانات، والالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة، بما يضمن سلامة المريض في كافة مراحل رحلته العلاجية.
تمكين الكوادر الطبية أساس لنجاح الجراحات التقنية أكد د.حيدر أرجوماند أن كفاءة الفريق الطبي هي المحرك الفعلي لنجاح الجراحات الروبوتية وتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ وأن على القيادة القوية خلق بيئة تعليمية تتيح التدريب المستمر وتصحيح المسارات. ويرتكز هذا النموذج على ترسيخ ثقافة الأمان المهني والعمل الجماعي كضمانة لتحقيق أعلى معايير الجودة السريرية، حيث لا قيمة للتقنيات المتقدمة دون كوادر متمكنة قادرة على توظيفها بدقة لخدمة المريض.
وأجرى د. أرجوماند مقارنة استراتيجية بين قطاعي الطب والطيران، فالرعاية الصحية يجب أن تتبنى معايير السلامة الصارمة ذاتها المعمول بها في الطيران للوصول إلى "أقصى درجات الأمان السريري". وأشار إلى أن بناء المرونة المؤسسية يتطلب تحويل التدريب إلى مسار دائم، مع ربط نتائج الأداء بمؤشرات قياس واضحة وشاملة تبدأ من الهرم القيادي وتصل إلى كل كادر في المنشأة، مؤكدًا أن "التقنية لا تنجح إلا عندما يكون البشر متمكنين من استخدامها بالشكل الصحيح".
ربط التعليم بالصناعة لرعاية مواهب المستقبل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
