وسط الفوضى الاقتصادية في 2025.. أين وجد المستثمرون الأمان؟

شهد عام 2025 تقلبات استثنائية في الأسواق العالمية جمعت بين صعود اقتصادي مفاجئ، وتوسع نقدي من الحكومات، وموجة مضاربية على خلفية الذكاء الاصطناعي، إلى جانب توترات جيوسياسية متصاعدة في عدة مناطق حول العالم. في هذا المناخ المتقلب، برزت المعادن الثمينة كالرابح الأكبر، إذ ارتفع الذهب 70.6%، وتضاعفت أسعار الفضة والبلاتين، محققة أفضل أداء لها منذ عقود، في حين فشلت معظم الاستثمارات التقليدية «الآمنة» مثل السندات والعملات الرئيسية والأسهم الدفاعية وحتى العملات الرقمية في حماية المستثمرين.

لقد أثبتت المعادن الثمينة، بفضل الطلب المركزي القوي ودورها الحيوي في قطاع التكنولوجيا، أنها ليست مجرد ملاذ آمن، بل أداة استثمارية فعّالة في بيئة مالية مضطربة، بينما تكشف الأسواق الأخرى عن هشاشتها أمام الصدمات الاقتصادية والجيوسياسية. الذهب والفضة والبلاتين تتصدر الأسواق كانت المعادن الثمينة الرابح الأكبر في 2025، بينما أخفقت معظم الاستثمارات التقليدية الآمنة الأخرى، وقد جاء ذلك في عام شهد تقلبات وصراعات ومخاوف متصاعدة حول فقاعة الذكاء الاصطناعي. وتجاوز أداء الذهب والفضة والبلاتين الأسواق الأخرى كلها، حيث تضاعف سعر الفضة والبلاتين أكثر من مرة ونصف، وارتفع الذهب بأكثر من 70% بالمقارنة، حققت مؤشرات الأسهم العالمية نحو 20% فقط.

وعلى الرغم من لحظات التوتر في الشرق الأوسط في 2025 ومخاوف ارتفاع الخام إلى 100 دولار للبرميل، انخفضت أسعار النفط 17% على أساس سنوي، لتستقر عند نحو نصف هذا المستوى. من 2624 إلى 4480 دولاراً.. رحلة الذهب الصاروخية خلال عام واحد سجلت أسعار الذهب العالمية مساراً تصاعدياً قوياً على مدار عام كامل، عاكسة تحوّل المعدن النفيس إلى أحد أبرز الأصول جذبًا للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية. وبدأت الأسعار في ديسمبر كانون الأول 2024 عند مستوى 2624 دولاراً للأونصة، قبل أن تدخل عام 2025 على موجة صعود متسارعة. ومع بداية يناير كانون الثاني 2025، ارتفع سعر الأونصة إلى 2798 دولاراً، مدفوعاً بتزايد الطلب الاستثماري وتراجع جاذبية الأصول التقليدية.

واستمر الصعود في فبراير شباط ليصل السعر إلى 2858 دولاراً، قبل أن يشهد الذهب قفزة قوية في مارس آذار، مسجلاً 3123 دولاراً للأونصة، مع تصاعد التوترات العالمية وتنامي الإقبال على الملاذات الآمنة.

وخلال أبريل نيسان، واصل الذهب مكاسبه ليبلغ 3288 دولاراً للأونصة، قبل أن يستقر نسبياً خلال مايو آيار ويونيو حزيران عند مستويات 3390 و3303 دولارات على التوالي، في إشارة إلى مرحلة التماسك السعري بعد موجة الارتفاع الحادة. ومع النصف الثاني من العام، استعاد الذهب زخمه الصعودي، حيث انخفض قليلاً في يوليو تموز إلى 3290 دولاراً، ثم سجّل تسارعاً واضحاً في أغسطس آب عند 3447 دولاراً للأونصة. واستمر الاتجاه الصاعد بقوة خلال سبتمبر أيلول، مع وصول السعر إلى 3858 دولاراً، مدفوعاً بتزايد المخاوف الجيوسياسية وتراجع الثقة في بعض العملات الرئيسية. وخلال الربع الأخير من العام، دخل الذهب مرحلة ارتفاع تاريخية، إذ سجل 4002 دولار في أكتوبر تشرين الأول، وواصل الصعود إلى 4216 دولاراً في نوفمبر تشرين الثاني، قبل أن يختتم العام عند مستوى قياسي بلغ 4480 دولاراً للأونصة في ديسمبر 2025 من 28.9 إلى 71.84 دولار.. عام تاريخي يقلب موازين سوق الفضة شهدت الفضة ارتفاعاً استثنائياً على مدار 2025، حيث قفز سعر الأونصة من 28.9 دولار في ديسمبر 2024 إلى 71.84 دولار في ديسمبر 2025، مسجلة زيادة قدرها 149% خلال عام واحد، فترة اتسمت بتقلبات اقتصادية حادة وتوترات جيوسياسية متصاعدة.

وبدأت الفضة مسارها الصاعد في ديسمبر 2024 عند مستوى 28.9 دولار للأونصة، قبل أن تدخل عام 2025 بزخم قوي.

ومع بداية يناير، ارتفع السعر إلى 31.32 دولار، مدفوعاً بزيادة الطلب الاستثماري، قبل أن يشهد استقراراً نسبياً في فبراير عند 31.15 دولار، إلّا أن هذا الهدوء لم يدم طويلًا، إذ قفزت الفضة في مارس إلى 34.09 دولار، في إشارة مبكرة إلى موجة صعود أقوى. وخلال أبريل، تعرضت الأسعار لتصحيح محدود إلى 32.62 دولار، لكنها سرعان ما استعادت اتجاهها الصاعد في مايو عند مستوى 33 دولاراً. ومع دخول يونيو، تسارع الزخم بشكل واضح، لترتفع الفضة إلى 36.11 دولار، ثم واصلت الصعود في يوليو إلى 36.71 دولار. وشهد النصف الثاني من العام التحول الأبرز في مسار الأسعار، حيث سجلت الفضة 39.7 دولار في أغسطس، قبل أن تدخل مرحلة ارتفاع حاد في سبتمبر مع وصولها إلى 46.65 دولار للأونصة، مدفوعة بتزايد الطلب الصناعي والاستثماري معًا.

وخلال الربع الأخير من العام، واصلت الفضة تسجيل مستويات تاريخية، إذ بلغت 48.7 دولار في أكتوبر، ثم قفزت بقوة إلى 56.4 دولار في نوفمبر، قبل أن تختتم ديسمبر 2025 عند مستوى قياسي بلغ 71.84 دولار للأونصة. وبهذا الأداء، تكون الفضة قد حققت مكاسب سنوية غير مسبوقة، متفوقة على معظم فئات الأصول الأخرى، ومؤكدة مكانتها ليس فقط كملاذ آمن، بل كأحد أقوى الأدوات الاستثمارية في عام أعاد رسم خريطة الأسواق العالمية. قفزة غير مسبوقة للبلاتين.. ارتفاع 152% في 2025 بدأ البلاتين العام عند 896.2 دولار للأونصة في نهاية ديسمبر 2024، واختتمه عند 2254 دولاراً، محققاً مكاسب سنوية استثنائية بلغت 152%، وهو أعلى أداء بين المعادن الثمينة هذا العام. ويؤكد هذا الأداء دور البلاتين كأحد المعادن الثمينة الرابحة، في ظل تقلبات اقتصادية وجيوسياسية متصاعدة، إلى جانب الطلب الصناعي القوي في قطاع السيارات والتكنولوجيا.

وانطلق البلاتين في يناير 2025 صاعداً إلى 1032 دولاراً للأونصة، قبل أن يشهد تحركات متقلبة في فبراير عند 940 دولاراً، ثم سجل ارتفاعاً في مارس إلى 1008 دولارات، مع استمرار المخاوف العالمية وتنامي الطلب على المعادن الثمينة. وخلال أبريل، تراجع السعر قليلًا إلى 955.57 دولار، لكنه تعافى سريعًا في مايو ليصل إلى 1043 دولاراً للأونصة. ومع دخول يونيو، شهد البلاتين ارتفاعًا قويًا إلى 1352 دولاراً، قبل أن يسجل انخفاضاً طفيفاً في يوليو عند 1287 دولاراً. ومع أغسطس، عاد المعدن الثمين إلى مسار الصعود عند 1363 دولاراً، ثم شهد سبتمبر ارتفاعاً حاداً إلى 1592 دولاراً للأونصة، مدفوعاً بالطلب الصناعي القوي والتوترات العالمية. واستمر الأداء القوي خلال أكتوبر عند 1555 دولاراً، وارتفع في نوفمبر إلى 1671 دولارًا، قبل أن يختتم ديسمبر 2025 عند مستوى قياسي بلغ 2254 دولاراً للأونصة. من 75.23 إلى 62.3 دولار.. تقلبات خام برنت في 2025 أنهى خام برنت عام 2025 عند 62.3 دولار للبرميل، مسجلاً انخفاضاً قدره نحو 17% مقارنة بسعره عند بداية العام البالغ 75.23 دولار، في ظل تقلبات الأسواق العالمية والتأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية المتعددة. وشهدت الأسعار تحركات حادة ومتقلبة على مدار العام، مع تسجيل مستويات منخفضة في عدة أشهر رغم انطلاق العام عند مستوى مرتفع، نتيجة تداخل عوامل الطلب الصناعي، التوترات الجيوسياسية، وتقلبات الأسواق العالمية للطاقة.

وانطلق سعر خام برنت في ديسمبر 2024 عند 75.23 دولار للبرميل، وارتفع في يناير 2025 إلى 77.82 دولار، قبل أن يشهد تراجعاً في فبراير إلى 73.42 دولار، فيما سجّل مارس ارتفاعاً طفيفاً عند 74.54 دولار. وخلال أبريل، تعرض خام برنت لانخفاض حاد إلى 61.03 دولار للبرميل، قبل أن يشهد مايو انتعاشاً محدوداً عند 62.55 دولار. ومع دخول يونيو، عاد السعر للصعود إلى 67.55 دولار، واستمر الاتجاه التصاعدي في يوليو عند 72.49 دولار، إلّا أن أغسطس شهد انخفاضاً جديداً إلى 67.94 دولار، ثم تراجع سبتمبر إلى 66.58 دولار، وأكتوبر إلى 65.2 دولار. وانخفضت الأسعار أكثر في نوفمبر إلى 62.9 دولار، قبل أن يختتم خام برنت العام عند 62.3 دولار للبرميل في ديسمبر 2025، مسجلاً نهاية العام عند مستوى أدنى من بدايته. الاستثمارات الدفاعية في الأسهم لم تحقق نجاحاً لم يكن التوجه الدفاعي في الأسهم استراتيجية رابحة، فقد سجل مؤشرإس آند بي 500 ارتفاعاً 15% بدعم من شركات التكنولوجيا الكبرى وهوس الذكاء الاصطناعي، مع ارتفاع الأسهم النمو بنسبة 20%، أكثر من ضعف مكاسب الأسهم القيمة. بينما حققت المرافق والرعاية الصحية والقطاع المالي مكاسب أكثر من 10%، لكنها لم تتجاوز أداء المؤشر الرئيسي، في حين اكتفت السلع الاستهلاكية بزيادة حوالي 2% فقط. كما أن مؤشرات داو جونز الصناعية الكبرى أخفقت في مواكبة كل من إس آند بي 500 وناسداك.

إذا كان القلق من الصراعات العالمية، فإن أفضل استثمار لم يكن في القطاعات الدفاعية التقليدية مثل المرافق والسلع الاستهلاكية، بل في قطاع الدفاع نفسه. وارتفعت أسهم الطيران والدفاع الأميركي 36%، بينما قفزت الأسهم الأوروبية 55%، مع تسليح ألمانيا وأوروبا مجدداً.

السندات والدفاعات لم تؤدِّ وظيفتها كانت معظم الأصول التقليدية «الآمنة» عبئاً على المحافظ الاستثمارية هذا العام. حتى العملات المشفرة مثل البيتكوين أنهت العام باللون الأحمر. كان عام 2025 ضعيفاً للسندات أيضاً؛ فقد خسرت مؤشرات السندات الحكومية «خالية من المخاطر» نحو 1% بالدولار، مع عوائد كلية تزيد قليلاً على 6%. مؤشرات السندات العالمية الأوسع مثل Bloomberg Multiverse سجلت مكاسب سعرية نحو 1% وعوائد كلية تقارب 7%. العملات الآمنة لم تكن كذلك عادةً ما يُنظر إلى الين الياباني والفرنك السويسري كملاذات آمنة، لكن أحدهما خيّب التوقعات بحلول نهاية العام. وارتفع كلاهما مع تراجع الدولار في النصف الأول من 2025، لكن الين خسر كل مكاسبه لاحقاً، رغم رفع بنك اليابان سعر الفائدة.

وفي المقابل، احتفظ الفرنك السويسري بمكاسبه المبكرة وكان إلى جانب الذهب والفضة من القلائل الذين نجحوا في 2025.

وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي DXY بنسبة 12% خلال أشهر التوتر، وظل ضعيفاً رغم الفلاش بوينت في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية ومنطقة البحر الكاريبي.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 10 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 13 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 11 ساعة