الحاج صادق سعدون البهادلي
في الخامس والعشرين من كانون الأول لا يمر يوم ميلادالسيد المسيح عليه السلام كذكرى دينية عابرة بل يطل علينا كنداء أخلاقي كبير يذكر العراقيين جميعا مسيحيين ومسلمين وسائر المكونات بأن هذا الوطن لا يقوم إلا بالمحبة ولا يبنى إلا بالعدل ولا يستقيم إلا حين تتصافح القلوب قبل الأيدي.ميلاد المسيح هو ميلاد الكلمة الطيبة في زمن ضجت فيه الكلمات الجارحة وهو ميلاد السلام في أرض أنهكتها الحروب والمؤامرات. جاء المسيح رسول محبةوعدل ورحمة لا يحمل سيفا ولا راية كراهية بل بشر بالسلام وقال طوبى لصانعي السلام. وما أحوج العراق اليوم إلى هذا الصوت وسط ضجيج السياسة وتكسّر القيم واستباحة الحقوق.
إلى إخوتنا المسيحيين في العراق أبناء الأرض الأولى وحراس الذاكرة وشركاء الدم والمصيرنقول ميلاد مبارك. أنتم جذور ضاربة في عمق التاريخ من نينوى إلى بغداد ومن سهل نينوى إلى البصرة. كنائسكم ليست حجارةصامتة بل شواهد حضارة وأناشيد صبروجرح وطني لم يندمل بعد إلا بوحدتنا.
إن الاحتفال بميلاد المسيح ليس طقسا دينيا فحسب بل درس وطني: أن نعيد تعريف الدولة على أساس المواطنة لا الإقصاء وأن نقدم الإنسان على المصالح والعدالة على المحاصصة والحق على القوة. فالعراق الذي يتسع لجرس الكنيسة ويوقر الأذان هو عراق أقرب إلى الشفاء.ميلاد المسيح يضعنا أمام سؤال صريح: هل نملك الشجاعة لنكون أوفياء لقيمه؟ هل نستطيع أن نحمي الضعيف وننصف المظلوم ونقول كلمة الحق في وجه الفساد؟ هنا فقط يصبح العيد معنى وتصبح التهاني عهدا لا مجرد كلمات.
في هذا اليوم نرفع أمنية واحدة: أن يولد العراق من.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية
