حصاد 2025- مصر تحتضن قمة السلام وتهدي العالم متحفها الكبير

لم تكن مصر بمنأى عن الحروب والصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال العام 2025، حيث كانت في قلب الأحداث تحاول إطفاء نيران حرائق الحرب في غزة، فيما تجاهد الدولة المصرية من أجل الخروج من أزمتها الاقتصادية.رغم ذلك، حمل الربع الأخير من العام بوادر انفراجة على مستويات عدة، ولعل أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار الخاص بقطاع غزة والذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية.ورغم أن المخاطر لم تنته بعد، إلا أن مراقبين يرون أن العام 2026 سيكون أخفّ وطأة من العام السابق، حيث سيسهم خفض الصراع في المنطقة في عودة قناة السويس إلى سابق عهدها بعد أن تأثرت بشكل كبير نتيجة الحرب على غزة.وقال محللون في حديث لمنصة "المشهد" إن مصر لعبت دورا محوريًا خلال العام 2025 وبرز دورها في حسم الكثير من الملفات في المنطقة، ولعل الملف الأبرز يكمن في استضافة مصر لمؤتمر السلام حول غزة.أيضًا شهد العام الذي يفصلنا عن نهايته ساعات قليلة استقرارًا ملموسًا في مؤشرات الاقتصاد المصري حيث انخفض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بشكل لافت بالإضافة إلى انخفاض معدلات التضخم. ويرى خبراء أن العام المقبل سيشهد المزيد من الاستقرار على المستويات كافة.وكانت مصر على موعد مع حدث فريد خلال شهر نوفمبر حيث افتتح المتحف المصري الكبير بعد طول انتظار ليكون منارة للعالم يطلّ منها على حضارة المصريين القدماء.على المستوى الرياضي، تمكنت مصر من الصعود إلى نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها خلال العام 2026 في الولايات المتحدة الأميركية.قمة شرم الشيخ للسلام

تُوجت الجهود المصرية لوقف الحرب على غزة بالتوصل إلى اتفاق تم وفق خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، إذ استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قمة عالمية للسلام شهدت توقيع الاتفاق وسبقتها مفاوضات ماراثونية بين الوسطاء وحركة "حماس" وإسرائيل.لم تكن قضية الحرب على غزة هي التحدي الوحيد الذي واجه الدولة المصرية خلال العام الذي شارف على الانتهاء، وبحسب المتخصص في الشأن الدولي، عامر تمام، كان العام 2025 عامًا صعبًا للغاية ليس فقط على السياسة الخارجية لمصر ولكن على المنطقة والعالم بشكل أوسع.وأوضح تمام، في حديث لمنصة "المشهد" أن حالة عدم الاستقرار التي نشأت نتيجة حرب غزة مثلت تحدياً كبيرًا بالنسبة لصانع القرار المصري. وقال تمام "في البداية كان هناك ضغط كبير لقبول مصر بتهجير الفلسطينيين أو كما كانت تروّج إسرائيل له بنقل الفلسطينيين بشكل مؤقت إلى سيناء".وألمح تمام إلى أن الضغوط الأميركية الإسرائيلية فشلت في تغيير الموقف المصري الرافض لمخططات التهجير ومن هنا تغيرت قواعد اللعبة وبدأت واشنطن في طرح سيناريوهات بديلة منها وقف الحرب وفق مبادرة ترامب.ويرى الباحث في العلاقات الدولية أن هناك الكثير من التحديات أمام الدولة المصرية خلال العام المقبل، منها إتمام اتفاق إنهاء الحرب في غزة، فضلًا عن ملف السودان خصوصًا في ظل الرغبة العربية والدولية في إنهاء الصراع هناك.ملف آخر يتعلق بمياه النيل، وفق تمام، الذي رأى أن القاهرة أمامها الكثير من التحديات للحفاظ على حصتها المائية من نهر النيل، خصوصًا في ظل التعنّت الواضح في الموقف الإثيوبي، لافتاً إلى أن استقرار القرن الإفريقي والأوضاع في ليبيا كلها قضايا تشكل تحديات كبيرة أمام الإدارة المصرية.الدولار يتراجعولأنّ الاقتصاد ليس ببعيد عن الظروف الاقتصادية التي يعيشها الإقليم، فقد تأثرت مصر كثيرًا بالصراعات ولعل أبرز هذه التداعيات التراجع الكبير في إيرادات قناة السويس خلال فترة الحرب.ولكن بعد توقيع الاتفاق، يأمل المسؤولون المصريون في عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي في الشريان المائي الأهم بالشرق الأوسط.وشهد سعر صرف الدولار تراجعًا ملحوظًا خلال العام الماضي، حيث انخفض سعر الصرف ليصبح فوق حاجز الـ47 جنيها لكل دولار بعد أن تخطى حاجز الـ50 جنيها خلال الفترة الماضية.أيضًا لعبت الاستثمارات الضخمة التي وقعتها القاهرة مع الدول الخليجية في إعطاء دفعة قوية للاقتصاد المصري ويأمل خبراء في أن يكون العام المقبل عام جني الثمار.وقال الخبير الاقتصادي المصري الدكتور كريم العمدة، في حديث لمنصة "المشهد" إنه يتوقع أن يشهد سعر صرف الدولار المزيد من التراجع خصوصًا خلال منتصف العام المقبل، خصوصًا في ظل استمرار التدفقات الدولارية سواء من الاستثمارات المباشرة أو من تحويلات المصريين في الخارج.وتوقع أن تنخفض معدلات التضخم إلى 9 % خلال 2026، فضلًا عن تزايد الزخم فيما يخص الاستثمارات الكبرى في البلاد.ولفت العمدة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ فعليًا أعمال إنشاء مناطق سياحية في مدينة رأس الحكمة فضلًا عن مشروع أرض علم الروم في محافظة المطروح.الوصول إلى المونديال

وفيما يتعلق بالإنجازات الرياضية، نجح المنتخب المصري في الصعود للمرة الـ4 إلى نهائيات كأس العالم والمقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك وكندا.كما يأمل المصريون أن يستعيدوا أمجادهم الإفريقية حيث يشارك المنتخب المصري في كأس أمم إفريقيا والتي تقام حاليًا في المغرب.ورأى الناقد الرياضي المصري محمد يحيي يوسف إن المنتخب المصري قد يصل إلى أدوار أخرى غير الأدوار التمهيدية في نهائيات كأس العالم، ولكنه يرى أن الألعاب الجماعية في مصر تعاني من مشاكل كثيرة.وقال في حديث لـ"المشهد" في العام المقبل سنشهد المزيد من التألق في الألعاب الفردية بالنسبة للمصريين، ولكن على مستوى الألعاب الجماعية فهناك الكثير من المشاكل الفنية والإدارية التي تحتاج إلى إعادة النظر في النهج المتبع حاليا.افتتاح المتحف المصري الكبيربعيدًا عن الصراعات، كانت مصر على موعد مع حدث عالميّ خلال شهر نوفمبر الماضي، إذ افتتحت القاهرة متحفها الكبير في احتفالية حضرها قادة دول حول العالم.واستغرق بناء المتحف ذي التصميم المعاصر والقاعات الضخمة العالية السقف، أكثر من 20 عاما، وتجاوزت كلفة بنائه مليار دولار. ويتوقع أن يستقطب 5 ملايين زائر سنويًا للتجوّل في قاعات تضم قطعًا أثرية مشهورة، وأخرى تعرض للمرة الأولى، من آثار الحضارة الفرعونية التي امتدّت على أكثر من 30 سلالة و5 آلاف عام.واحتفت السلطات ووسائل الإعلام المصرية في الآونة الأخيرة بالمتحف، واصفة إياه بأنه "هدية مصر للعالم"، ويشكّل افتتاحه "حدثا تاريخيا" و"فصلا جديدا في تاريخ الحضارة المصرية"، و"حلما يليق بمصر، وبحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين".عاصفة الإسكندرية وحريق سنترال رمسيس

كانت مصر خلال 2025 على موعد مع بعض الحوادث الكبيرة التي صاحبها زخم كبير سواء على المستوى المحلي أو حتى على المستوى الإقليمي.فخلال شهر مايو الماضي، تعرضت مدينة الإسكندرية لعاصفة شديدة ومفاجئة تسببت في أضرار بالممتلكات والأرواح.ورغم التعامل السريع من السلطات المصرية مع تداعيات العاصفة، إلا أنها ألقت الضوء على تأثير التغيرات المناخية التي أصبحت واقعًا يعيشه العالم في الوقت الحالي، فيما طالب خبراء بضرورة أنّ تتبنى الدول إستراتيجية عاجل للتعامل مع تداعيات التغيرات المناخية.ومن مدينة الإسكندرية، إلى العاصمة المصرية القاهرة، كانت منطقة وسط المدينة على موعد مع حادث جلل خلال شهر يوليو تسبب في تعطيل الإنترنت والاتصالات في البلاد لبضعة أيام، بعد أن تعرض سنترال رمسيس المركزي لحريق هائل استمر لساعات طويلة.(المشهد)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
قناة DW العربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات