«ليل الشتا ما له سوى شبّة النار *** لا زاد برد الليل زدنا حطبها».. في ليالي الصقيع حين يشتد البرد، وتحتفي المجالس بأمسيات السمر وحديث الذكريات، فإن «شبّة النار» في ركن خيمة منزوية في الصحراء تصبح «فاكهة الشتاء» التي لا استغناء عنها.
وعلى الرغم من تاريخها منذُ عصور، إلا أن استخدامها في الأماكن المغلقة قد يتحول إلى مأساة تخلف ضحايا لا يدرون أن القاتل الصامت يتربص بهم بمجرد إشعال قطع من الحطب في «المشبّ»، أو ترك الفحم مشتعلاً داخل غرف النوم ووسط خيام المبيت المغلقة.
وزارة الصحة والدفاع المدني يواصلان نشر رسائل التنبيه والتحذير عن مخاطر إشعال النار لغرض التدفئة موضحين أن: « شبّة النار هي فاكهة الشتاء، ولكن مطلوب الحذر»، فالتعرض لغاز أول أكسيد الكربون الذي يتصاعد من الخشب والفحم تتمثل في الصداع والدوار والغثيان والتقيؤ وآلام الصدر وفقدان الوعي، وقد يسبب الوفاة دون أعراض مسبقة.
غاز سام غير مرئي
تخلف «الشبّة» المحببة للأنفس أدخنة قاتلة تحاصر ضحاياها بصمت، قبل أن تطبق عليهم دون أن يشعروا بها فتتركهم مصابين بتلف مزمن في الدماغ، أو موتى، فالدخان قاتل صامت يتسلل لضحاياه ويؤثر على خلايا مخ الإنسان بعد استنشاقه ويؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز فيه مستنشقه عن القيام أو الوقوف أو حتى طلب الاستغاثة وقد يسقط ميتاً خلال دقائق.
وتتجدد التحذيرات والتنبيهات في كل عام مع اشتداد برد الشتاء، وتنبه الجهات المعنية الى عدم استخدام الحطب والفحم للتدفئة داخل أماكن مغلقة لإنتاجه غاز أحادي أكسيد الكربون وهو «غاز سام وغير مرئي وعديم الرائحة» وقد يسبب الوفاة تحديداً مع الأشخاص النائمين.
الرحيل في دقائق
وصف خبراء الدفاع المدني غاز أول أكسيد الكربون بأنه غاز سام عديم الرائحة وعديم اللون. ومن المستحيل رؤية الأبخرة السامة أو تذوقها أو شمها، فيمكنه قتل الشخص الذي يتعرض له قبل أن يدرك وجوده في المنزل أو يشعر به، وتختلف آثار التعرض لغاز أول أكسيد الكربون بين الأشخاص حسب عمر المصاب، وحالته الصحية، وفترة التعرض للغاز.
وأكد الدفاع المدني ضرورة اتباع إرشادات وتعليمات السلامة عند استخدام الفحم والحطب للتدفئة، وشدد على أهمية إطفاء النار الناتجة عن الفحم والحطب عند الخروج من المنزل، والحذر من النوم أثناء اشتعالها؛ فاحتراق الفحم والحطب ينتج غاز أول أكسيد الكربون، الذي يسبب الاختناق والموت عند إشعاله في الأماكن المغلقة، ويؤثر على خلايا مخ للإنسان ويؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز فيه مستنشقه عن القيام أو الوقوف أو حتى طلب الاستغاثة وقد يسقط ميتاً خلال دقائق.
ويؤكد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ
