سجلت أسعار المعادن النفيسة مستويات غير مسبوقة مع اقتراب نهاية السنة، بعدما تجاوز سعر أونصة الفضة، يوم الجمعة، عتبة خمسة وسبعين دولارا للمرة الأولى في تاريخه، في ظل مناخ اقتصادي وسياسي دولي يتسم بعدم الاستقرار. وبلغ سعر الفضة نحو خمسة وسبعين فاصلة واحد خمسة دولارا للأونصة، فيما واصل الذهب بدوره منحاه التصاعدي مسجلا رقما قياسيا جديدا عند أربعة آلاف وخمسمائة وواحد وثلاثين دولارا للأونصة.
وأظهرت المؤشرات أن الذهب حقق منذ شهر يناير ارتفاعا يناهز سبعين في المائة، بينما قفزت الفضة بأكثر من مائة وخمسين في المائة، في أفضل أداء سنوي للمعنيين منذ أواخر سبعينات القرن الماضي. ويعزى هذا الارتفاع القوي إلى تنامي التوترات الجيوسياسية، خاصة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بعد قيام واشنطن بنشر قوة عسكرية مهمة في منطقة الكاريبي وفرض حصار بحري على كاراكاس.
في المقابل، تراجعت جاذبية الدولار الأمريكي وسندات الخزانة، التي ظلت لسنوات ملاذا آمنا للمستثمرين، وهو ما فتح المجال أمام المعادن النفيسة لتعزيز موقعها كخيار بديل للتحوط. وساهمت حالة عدم اليقين المرتبطة بالوضع السياسي والاقتصادي الأمريكي، إضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في إضعاف العملة الأمريكية.
كما زادت مخاوف المستثمرين من تفاقم الدين العمومي للدول الكبرى ومن احتمال تشكل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، ما عزز الإقبال على الذهب والفضة ومعادن أخرى، ودفع أسعارها إلى مستويات قياسية مع نهاية العام.
هذا المحتوى مقدم من وكالة الأنباء المغربية
