لم تَعُد البنيةُ التحتيةُ الرقميةُ مجردَ كابلاتٍ أو أبراج اتصالات، بل أصبحت العمودَ الفقريَّ للاقتصاداتِ الحديثة، والأساسَ الذي تُبنى عليه المدنُ الذكيةُ، والخدمات المتقدمة، وحياة الأفرادِ اليومية. تشير البنية التحتية الرقمية إلى مجموعة الشبكات والأنظمة التي تتيح الاتصال وتبادل البيانات وتشغيل التطبيقات والخدمات الرقمية.

وتشمل هذه المنظومة شبكات الألياف الضوئية، وتقنيات الجيل الخامس، ومراكز البيانات، والحوسبة السحابية، إضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كفاءة أعلى للاقتصاد والخدمات عندما تكون هذه البنيةُ قويةً ومتطورةً، يصبح كلُّ ما يعتمدُ عليها أكثرَ كفاءة؛ إذ تتحول الرعايةُ الصحيةُ إلى رعايةٍ ذكيةٍ قائمةٍ على البيانات، ويغدو التعليمُ أكثرَ تفاعلاً، وتصبح الخدماتُ الحكوميةُ أسرعَ وأكثرَ دقة، فيما يكتسب الاقتصادُ قدرةً أكبرَ على النمو والاستدامة. الإمارات نموذج متقدم في الاستثمار الرقمي في هذا السياق، تبرز دولةُ الإماراتِ نموذجًا متقدمًا لكيفية الاستثمار في البنيةِ التحتيةِ الرقميةِ بوصفها ركيزةً للنمو الوطني.

فقد وفّرت شبكاتُ الأليافِ الضوئيةِ عاليةُ السرعة اتصالًا سلسًا للمنازلِ والشركات، فيما أتاحت تقنياتُ الجيلِ الخامس حلولًا غيرَ مسبوقة في مجالات التصنيعِ الذكي، والخدماتِ اللوجستيةِ الفورية، والتجاربِ الترفيهيةِ المتقدمة.

استثمارات استراتيجية تقودها شركات وطنية لم يكن هذا التحول نتاجًا للصدفة، بل ثمرة استثمارات استراتيجية متواصلة قادتها شركات وطنية، من بينها «إي آند»، التي كان لها دور محوري في تطوير شبكات المستقبل وترسيخ دعائم الاقتصاد الرقمي.

الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الشبكات ومع اندماج الذكاء الاصطناعي في صميم هذه البنية، لم تعد الشبكات مجرد قنوات لنقل البيانات، بل تحولت إلى منصات ذكية قادرة على التحليل والاستشراف ودعم اتخاذ القرار، ما جعل البنية التحتية الرقمية منظومة حية تعزز الابتكار، وتسرّع وتيرة الأعمال، وترفع كفاءة الأفراد والمؤسسات.

ما نشهده اليوم هو انتقالُ البنيةِ التحتيةِ الرقميةِ من دورها التقليدي إلى كونها محركًا رئيسيًا للتنمية المستدامة، وأداةَ تمكينٍ حقيقيةً لمستقبلٍ أكثر اتصالًا وذكاءً، تقوده دولٌ أدركت مبكرًا أن الاستثمارَ في الشبكات هو استثمارٌ في المستقبل نفسه.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية