تستعد عاصمة سوس، مدينة أكادير، لإنهاء عام 2025 بحدث تاريخي غير مسبوق في سجلاتها السياحية، حيث تشير كافة التوقعات والمؤشرات الرقمية إلى تجاوز عتبة مليون ونصف المليون سائح وافد على المؤسسات الفندقية المصنفة.
هذه القفزة النوعية، التي عززتها استضافة المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وضعت الوجهة على سكة نمو مستدام يتجاوز الأهداف المسطرة ويؤسس لمرحلة جديدة من الإشعاع القاري والدولي.
أرقام قياسية
بعد أن أغلقت سنة 2024 أبوابها على رقم 1.37 مليون وافد، نجحت وجهة أكادير، التي تضم النطاق الحضري للمدينة وخليج تغازوت وإيمي ودار، في تسجيل مليون و380 ألف سائح حتى نهاية شهر نونبر 2025، ما يمثل نمواً ملموساً بنسبة 9.07%.
ولم تقتصر هذه الدينامية على عدد الوافدين فحسب، بل امتدت لتشمل ليالي المبيت التي يُتوقع أن تتجاوز سقف 6.3 مليون ليلة بحلول نهاية دجنبر، مدعومة بأداء قوي خلال الأشهر الأحد عشر الأولى التي سجلت بالفعل قرابة 5.9 مليون ليلة مبيت.
تأثير الكان
لعبت بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 دور المحفز القوي لهذا الانتعاش الاستثنائي، حيث استفادت أكادير بصفتها مدينة مضيفة من إشعاع دولي واسع ساهم في رفع نسب الحجز بشكل ملحوظ من قبل الوفود الرياضية والمشجعين والوسائل الإعلامية الدولية.
وقد تزامن هذا الزخم الرياضي مع طفرة في الأسواق التقليدية، حيث برز السوق البريطاني كمحرك رئيسي بنمو مذهل بلغت نسبته 32.68%، يليه السوق الفرنسي الذي أبان عن صمود كبير بنمو قدره 15.80%، في حين ظل السوق الوطني المصدر الأول للسياح من حيث الحجم رغم تسجيله تراجعاً طفيفاً.
طفرة في نسب الإشغال
انعكست هذه الجاذبية المتزايدة بشكل مباشر على المردودية الفندقية، حيث قفز متوسط معدل الإشغال إلى 66.54% مقارنة بنحو 62% في العام الماضي.
وتجلت هذه الطفرة بشكل خاص في فنادق الخمس والأربع نجوم ونوادي العطلات، مما يؤكد نجاح المدينة في استقطاب فئات سياحية ذات قدرة شرائية عالية.
وقد سجل شهر نونبر وحده زيادة في معدل الإشغال بنسبة تجاوزت 7%، مع استقرار متوسط مدة الإقامة في حدود أربعة أيام ونصف، مما يعزز من المداخيل السياحية الإجمالية للمنطقة.
تحديات الاستدامة
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، تظل استدامة هذا النمو رهينة بمواجهة تحديات هيكلية ملحة، على رأسها ضرورة تنويع الأسواق الإقليمية لتقليل الارتباط بالثلاثي التقليدي (المغرب، فرنسا، بريطانيا) الذي يستحوذ على أكثر من 70% من التدفقات.
كما تبرز قضية الطاقة الاستيعابية كأولوية قصوى في ظل التطور المتسارع للطلب، حيث تتطلب المرحلة المقبلة تسريع وتيرة الاستثمارات الإيوائية لتجاوز سقف 31,400 سرير الحالي، مع إيجاد حلول جذرية لملف الفنادق المغلقة لضمان مواكبة الطموحات السياحية للمملكة في أفق عام 2026 وما بعده.
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
