ففي عاصمة المملكة، الكان حاضرة في كل مكان؛ في الساحات العمومية، وفي المقاهي، وفي المواقع الأثرية، وحتى داخل الأحياء السكنية، حيث يحتشد المشجعون المغاربة والجزائريون والتونسيون والسنغاليون، إلى جانب جنسيات أخرى، في أجواء يطبعها الدفء، إذ

من الشوارع الكبرى إلى الأزقة الأكثر هدوءا، أضحت المدينة برمتها ملعبا كبيرا مفتوحا، حيث يوحد الشغف بالساحرة المستديرة الجماهير، متجاوزا الحدود واللغات.

ففي عاصمة المملكة، الكان حاضرة في كل مكان؛ في الساحات العمومية، وفي المقاهي، وفي المواقع الأثرية، وحتى داخل الأحياء السكنية، حيث يحتشد المشجعون المغاربة والجزائريون والتونسيون والسنغاليون، إلى جانب جنسيات أخرى، في أجواء يطبعها الدفء، إذ يجمعهم الشغف والحماس ذاته.

وقد تحولت المدينة إلى فسيفساء من الألوان والثقافات، وأعلام تلف على الأكتاف، ووجوه ملونة، وقمصان ترتدى بفخر. ففي كل زاوية تنبثق لوحات تعبيرية عفوية، بينما يرقص مشجعون معا، دون لغة أخرى سوى لغة الكرة والبهجة.

ففي باب الحد، القلب النابض للعاصمة، يلتقي عشاق كرة القدم في تناغم طبيعي، يتبادلون الابتسامات والتحليلات والهتافات التي تردد جماعيا. هنا، تتجاوز كرة القدم حدود المستطيل الأخضر لتغدو لغة مشتركة ورابطا اجتماعيا قويا يمحو الفوارق ويجمع القلوب حول حلم واحد.

وفي ظل هذه الأجواء المفعمة بالأحاسيس، تصدح حناجر الجماهير بالأغاني في تناغم كبير. تتوهج الوجوه، وتتقاطع النظرات في تواطؤ جميل، ويزيد كل مقطع يردد في انسجام من قوة هذا التلاحم، إذ يذوب الفرد في طاقة جماعية مكثفة ومؤثرة.

وما الحماس الذي يملأ شوارع الرباط سوى انعكاس لحماس شعب متعلق بفريقه ورموزه. فكل فوز يحتفى به كعيد جماعي، تقرأ فيه المشاعر على الوجوه، ويتردد صداه في الأغاني، ويتجسد في تلك الطاقة التي تنتقل من مشجع لآخر، جاعلة من البطولة أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل لحظة لوحدة وتلاحم شعبي.

كان 2025 .. لحظة للوحدة والإشعاع الثقافي

بعيدا عن التنافس الرياضي، تفرض كأس أمم إفريقيا 2025 نفسها كرمز قوي للوحدة الإفريقية. ففي الرباط يبرز بجلاء الاحترام المتبادل بين المشجعين، إذ تبقى المنافسات محصورة داخل رقعة الملعب، لتفسح المجال لتعايش صادق وتواصل أخوي في الشارع، الذي يشهد نقاشات حول أداء الفرق، في أجواء تسودها الروح الرياضية.

وبذلك، تعزز كأس إفريقيا الروابط بين شعوب القارة، وتأتي لتذكر بأن كرة القدم وسيلة فعالة للتقارب الإنساني، كما تشكل واجهة لإبراز تنوع وغنى الثقافة الإفريقية.

وتجسد الرباط، مدينة الأنوار، هذا الإشعاع باستضافتها جماهير المنتخبات المشاركة في كان المغرب بكل أناقة ورقي.

كرم الضيافة المغربية.. السمة المميزة لهذه النسخة

لعل أكثر ما يؤثر في الزوار، بعيدا عن الاحتفالات والعروض الكروية، هو حفاوة استقبال المغاربة: ابتسامات عفوية، وإرشادات ودية، ودعوات كريمة لتقاسم الشاي والطعام، مما يبرز كرم الضيافة المغربية كأحد عوامل نجاح هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا.

ويجمع العديد من المشجعين الأجانب على الإشادة بهذه الحرارة الإنسانية، منوهين بكرم ساكنة الرباط ولطف تعاملها. فالأسر والتجار وجميع فئات المجتمع تساهم في هذه الأجواء الودية، وهم فخورون باستقبال إفريقيا بأسرها. ويسهم حسن الضيافة هذا في جعل التجربة عالقة في الأذهان، وترسيخ كان 2025 في الذاكرة كاحتفال ناجح، إنساني وجامع.

وقد أبرز مشجعون من جنسيات مختلفة، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، حفاوة الاستقبال الذي حظوا به في المغرب، مشيدين بسلاسة التنظيم، ولا سيما الملاعب العصرية والمجهزة، وسلاسة وسائل النقل، وكذا الأجواء التي يسودها الأمن والطمأنينة بما تتيح للجميع الاستمتاع بالمباريات في ظروف مريحة وآمنة.

وقالوا إن السكان منفتحون وكرماء بشكل لافت، والأجواء حماسية للغاية في الملاعب كما في المدن ، مؤكدين أنهم يشعرون وكأنهم في بلدانهم، مع تمتعهم في الوقت نفسه بامتياز اكتشاف كل الحماس والشغف الذي يكنه المغاربة لكرة القدم.

ففي الرباط، تتجاوز كرة القدم حدود الرياضة لتصبح لغة مشتركة ورابطا قويا بين الشعوب. وتحت ألوان الكان ، تتحول عاصمة المملكة إلى فضاء للتلاقي والتعايش بامتياز، لتجعل من هذا العرس الكروي الكبير أكثر من مجرد بطولة، بل احتفالا حقيقيا بإفريقيا المتحدة.


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
جريدة أكادير24 منذ ساعتين
هسبريس منذ 3 ساعات
هسبريس منذ 9 ساعات
هسبريس منذ ساعتين
موقع بالواضح منذ 11 ساعة
هسبريس منذ 7 ساعات
وكالة الأنباء المغربية منذ 7 ساعات
هسبريس منذ 10 ساعات