"عدسات الانتقاء".. عندما يتحول الإعلام من ناقل للحقيقة إلى باحث عن الوهم

و المثير للسخرية في الصورة المتداولة هو المجهود الذي بذله طاقم القناة لإيجاد "بقعة مظلمة" أو "أرضا قاحلة" في قلب مدينة الرباط التي تُلقب بـ "مدينة الأنوار". فبينما تتلألأ شوارع العاصمة المغربية بأحدث التجهيزات، أصرّ هذا المراسل على الوقوف في زاوية موحشة، في محاولة بائسة لتصدير صورة ذهنية توحي بـ"العدم"، وكأن المغرب عبارة عن مساحات فارغة بلا حياة.

هذا السلوك ليس زلة مهنية عفوية، بل هو تضليل ممنهج يعكس عقدة واضحة من النجاح المغربي في التنظيم. فالمعايير الصحفية تقتضي من المراسل أن يضع المشاهد في قلب الحدث (الملاعب، الفنادق، الساحات الكبرى)، لكن حين يتحول "الميكروفون" إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية، تصبح "الخربة" أو "الأرض الخلاّء" هي الاستوديو المفضل.

إن تجنب إظهار جمالية المغرب وتطوره ليس مجرد إهمال، بل هو خوف من المقارنة. إظهار الحقيقة كما هي (ملاعب بمواصفات عالمية، قطارات فائقة السرعة، وتنظيم محكم) سيكشف زيف الخطابات التي تحاول رسم صورة سوداوية عن الجار المغربي أمام المواطن الجزائري.

إن محاولة حجب "شمس نجاح المغرب" بغربال "كاميرا النهار" هي محاولة فاشلة بامتياز. فالعالم اليوم لم يعد يثق في الشاشات الموجهة؛ لأن السائح والمشجع والمؤثر الأجنبي ينقلون الحقيقة بضغطة زر من هواتفهم، مظهرين المغرب الحقيقي: مغرب الجمال، الكرم، والحداثة.. أما "المناطق المظلمة" فلا توجد إلا في مخيلة من يرفض الاعتراف بالواقع.


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
هسبريس منذ 6 ساعات
هسبريس منذ 8 ساعات
هسبريس منذ 10 ساعات
جريدة أكادير24 منذ 4 ساعات
هسبريس منذ 11 ساعة
هسبريس منذ ساعة
هسبريس منذ ساعة
وكالة الأنباء المغربية منذ 9 ساعات