يستعد وارن بافيت لدخول أسبوعه الأخير كرئيس تنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي"، الكيان الذي صنع عبره ثروة هائلة له وللمساهمين خلال نحو 6 عقود، بحسب تقرير نشرته "CNBC".فمنذ توليه السيطرة في 1965، تحولت شركة منسوجات متعثرة إلى تكتل ضخم تتجاوز قيمته السوقية تريليون دولار، في واحدة من أشهر قصص التحول في تاريخ الأسواق، ورغم هذا النجاح، يلفت بافيت الأنظار بتوصيف صادم، وهو أن "بيركشاير" كانت "أغبى سهم اشتراه" في حياته.ويشرح أن الخطأ لم يكن لأن الشركة فشلت، بل لأن قرارًا اندفع إليه في البداية كبّله سنوات داخل نشاط ضعيف اقتصاديًا وفرض عليه كلفة فرصة ضائعة كبيرة."بيركشاير" في قلب ثروة بافيتيعتمد الجزء الأكبر من صافي ثروة بافيت المقدرة بنحو 151 مليار دولار على أسهم بيركشاير من الفئة A، ما يضعه ضمن كبار أثرياء العالم، ويشير التقرير إلى أنه لو احتفظ كذلك بحزم ضخمة من أسهم الفئة B التي تبرع بها منذ 2006 لكانت ثروته النظرية أعلى بكثير، مع استمرار التبرعات في الفترة المقبلة.يعود بافيت، إلى أوائل الستينيات حين كان يدير شراكة استثمارية صغيرة، في ذلك الوقت بدت بيركشاير "رخيصة" وفق مقاييس رأس المال العامل، لكنها كانت شركة منسوجات في مسار هبوط ممتد.وكانت تغلق المصانع واحدًا تلو الآخر، ثم تستخدم حصيلة الإغلاقات لإعادة شراء الأسهم، وكانت خطة بافيت بسيطة، شراء السهم ثم بيعه في عرض إعادة الشراء لتحقيق ربح محدود.يقول بافيت، إن نقطة التحول جاءت في 1964 بعد تواصله مع الإدارة، إذ طُلب منه تحديد السعر الذي سيبيع عنده حصته في عرض شراء، فذكر 11.50 دولار للسهم، لكنه فوجئ لاحقًا بأن العرض صدر بسعر أقل بفارق بسيط، ما دفعه إلى اتخاذ قرار وصفه لاحقًا بأنه انفعالي، بدلًا من البيع والخروج بربح صغير واصل الشراء حتى سيطر على الشركة وأقال الإدارة.ويرى بافيت، أن المشكلة الجوهرية لم تكن في الإدارة أو العمالة، بل في اقتصاديات نشاط المنسوجات نفسه. ورغم محاولات تحديث المعدات وتحسين الكفاءة، ظل القطاع يستهلك رأس المال دون عائد مجز، تحت ضغط المنافسة والدورات الصناعية، ويعترف أنه احتاج قرابة 20 عامًا قبل أن يتخلى نهائيًا عن محاولة إنقاذ هذا النشاط."بيركشاير" كان يمكن أن تساوي ضعف قيمتهافي تقييمه المالي، يعتبر بافيت أن "بيركشاير" حملت لفترة طويلة عبئا ثابت الوزن، أصول المنسوجات التي لا تولد عائدًا. وعندما ظهرت لاحقًا فرصة شراء شركة تأمين جيدة كان من الأفضل، بحسب رأيه، أن يتم البناء عبر كيان جديد غير مثقل بهذا العبء. ويخلص إلى أنه لو جرى توجيه الأموال التي ضُخت في المنسوجات إلى أعمال التأمين منذ البداية، لكانت قيمة بيركشاير أعلى بكثير، حتى أنه قدرها بنحو الضعف في ذلك الوقت.يلخص بافيت رسالته في قاعدة أصبحت جزءًا من فلسفته لاحقًاـ الأفضل شراء شركة جيدة بسعر عادل من شراء شركة رخيصة لكنها سيئة اقتصاديًا. ويضيف أن سمعة المدير لا تغير حقائق نموذج العمل، فحين يلتقي مدير لامع بنشاط ضعيف الاقتصاديات يبقى أثر ضعف الاقتصاديات هو الأقوى.كما يلفت إلى فكرة عملية للمستثمرين، صعوبة المهمة لا تمنح مكافأة إضافية في عالم الأعمال، لذلك من الأفضل اختيار أعمال واضحة الميزة التنافسية، بدلا من مطاردة رهانات صعبة على قطاعات تآكلت ربحيتها.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
