من الغارات الجوية إلى معركة تقرير المصير .. الجنوب في مواجهة العدوان والتخادم الإقليمي

مثّلت الضربات الجوية السعودية التي استهدفت مواقع القوات المسلحة الجنوبية منعطفًا بالغ الخطورة في مسار الأحداث، وفتحت فصلًا جديدًا من التصعيد المباشر ضد الجنوب العربي ومشروعه الوطني.

هذه الغارات، التي جاءت في توقيت سياسي وأمني بالغ الحساسية، وطالت قوات تؤدي مهامها الوطنية في حماية الأرض ومكافحة الإرهاب وتأمين المناطق الحيوية، لا يمكن التعامل معها كحادث عابر أو خطأ ميداني معزول، بل تعكس تحوّلًا واضحًا في طبيعة التعاطي مع الجنوب، ومحاولة مكشوفة لإعاقة مسار استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المعترف بها دوليًا قبل عام 1990م، وفرض معادلات جديدة بالقوة تتناقض مع إرادة شعب الجنوب وتضحياته الممتدة لعقود.

لم تعد قضية الجنوب العربي قضية مؤجلة على طاولة التفاوض، ولا ملفًا سياسيًا قابلًا للمقايضة أو الاحتواء، بل تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى واقع سيادي قائم على الأرض، بمؤسسات فاعلة، وقوات مسلحة منظمة، وإرادة شعبية صلبة تجاوزت مرحلة المطالبة إلى مرحلة الفعل والدفاع عن المكتسبات الوطنية.

وفي خضم هذا التحول التاريخي، يجد الجنوب نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع متغيرات إقليمية معقدة، أبرزها التحول الخطير في الموقف السعودي، من شريك عربي فاعل في التحالف إلى طرف يمارس عدوانًا عسكريًا مباشرًا على الأرض الجنوبية وقواتها المسلحة، في محاولة مكشوفة لإعاقة مسار استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المعترف بها دوليًا قبل عام 1990م.

إن الغارات الجوية السعودية التي استهدفت القوات الجنوبية، لا يمكن فصلها عن السياق السياسي والأمني الأشمل، ولا عن محاولات إعادة تمكين قوى الفوضى في حضرموت والمهرة، وفي مقدمتها المنطقة العسكرية الإخوان، إلى جانب التخادم الواضح مع الحوثيين في تقاطع مصالح معادٍ للمشروع الوطني الجنوبي.

هذه التطورات الخطيرة أعادت رسم مشهد الصراع، وكشفت الأقنعة، وأكدت أن الجنوب العربي يخوض اليوم معركة سيادة واستقلال حقيقية، تتطلب اصطفافًا وطنيًا شاملًا خلف القيادة السياسية والعسكرية، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في لحظة مفصلية لا تحتمل التردد أو الحسابات الضيقة.

*دولة الجنوب واقع على الأرض يتحدى القصف

على عكس ما تحاول بعض الأطراف الإقليمية الترويج له، فإن دولة الجنوب العربي لم تعد مجرد حلم سياسي أو مشروع مؤجل، بل أصبحت واقعًا متجسدًا في الأرض والمؤسسات والقرار.

المجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه حاملًا سياسيًا لقضية شعب الجنوب، نجح خلال السنوات الماضية في بناء نموذج مؤسسي متكامل، شمل هياكل سياسية وإدارية وأمنية وعسكرية، استطاعت أن تفرض الاستقرار في مساحات واسعة من الجنوب، وأن تدير شؤون المواطنين في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد.

إن وجود قوات مسلحة جنوبية منظمة، مثل قوات النخبة الحضرمية، وألوية العمالقة، والأحزمة الأمنية، وقوات الدعم والإسناد، يؤكد أن الجنوب يمتلك اليوم أدوات الدفاع عن مشروعه الوطني، وأن هذه القوات لم تُنشأ لمغامرات عسكرية، بل لحماية الأرض والإنسان، ومحاربة الإرهاب، وتأمين الممرات الحيوية، ومنع تهريب السلاح والمخدرات.

وبالتالي، فإن أي استهداف لهذه القوات هو استهداف مباشر لحق الجنوب في الأمن والسيادة، وليس دعمًا لما يسمى الشرعية التي باتت غطاءً سياسيًا هشًا لإعادة إنتاج الفوضى.

*التحول السعودي

يمثل التحول في السلوك السعودي تجاه الجنوب العربي أحد أخطر المتغيرات في المشهد الراهن.

فبعد سنوات من الشراكة ضمن التحالف العربي، جاءت الغارات الجوية السعودية على مواقع القوات الجنوبية لتطرح أسئلة جوهرية حول طبيعة هذا التحول وأهدافه الحقيقية.

هذه الغارات لا يمكن تفسيرها كخطأ عسكري أو سوء تقدير ميداني، بل كجزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى كبح صعود المشروع الوطني الجنوبي، ومنع استكمال استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

تجاوزت السعودية في هذا السلوك حدود التحالف والدعم المعلن، وانتقلت إلى ممارسة فعل عدائي صريح ضد قوة محلية تحارب الإرهاب وتؤمن مناطق استراتيجية. وهو ما يضع هذا السلوك في خانة الاعتداء على سيادة شعب يسعى إلى تقرير مصيره، ويعيد تعريف العلاقة من شراكة إلى صدام سياسي وأمني، تتحمل نتائجه الجهة التي اختارت التصعيد بدل الحوار والاعتراف بالواقع.

*حضرموت جنوبية

تشكل حضرموت قلب الجنوب الجغرافي والاقتصادي، واستهدافها سياسيًا وعسكريًا ليس أمرًا عرضيًا، بل جزء من مخطط طويل الأمد لعزلها عن محيطها الجنوبي، وإبقائها تحت سيطرة قوى شمالية أعجزها الفشل العسكري والسياسي عن فرض نفوذها في.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة 4 مايو

منذ ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 34 دقيقة
منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
عدن تايم منذ 4 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 7 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 4 ساعات
قناة عدن المستقلة منذ 14 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 13 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 10 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 8 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 3 ساعات