كشف تقرير فاينانشال تايمز، أن الطفرة المتسارعة في الذكاء الاصطناعي تحولت خلال عام 2025، لمحرك رئيسي لإعادة توزيع ثروات رجال المال والأعمال داخل الولايات المتحدة، بعدما أضافت شركات التكنولوجيا الكبرى ما يزيد على 500 مليار دولار إلى صافي ثروات مؤسسيها وكبار مساهميها، في واحدة من أسرع موجات تراكم الثروة في تاريخ القطاع.وبحسب تحليل بيانات قامت به الصحيفة، سجّلت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة ارتفاعات قياسية، مدفوعة بالطلب المتنامي على مراكز البيانات، والحوسبة فائقة الأداء، والرقائق المتقدمة اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.إيلون ماسك في الصدارةوحافظ إيلون ماسك على موقعه في صدارة قائمة أثرياء العالم، مستفيداً من توسع استثماراته في الذكاء الاصطناعي عبر شركاته المختلفة، وعلى رأسها "تسلا" وXAI حيث لعب الرهان المبكر على التكنولوجيا دوراً محورياً في تعزيز ثروته خلال العام لتتجاوز ثروة ماسك 600 مليار دولار.وأشار التقرير إلى أن هذا الزخم عزز مكانة القطاع كقاطرة رئيسية للنمو في الأسواق العالمية، ورسّخ نفوذ عدد محدود من الشركات في قلب الاقتصاد الرقمي.إنفيديا تربح من الـ"AI"وسلط التقرير الضوء على الأداء الاستثنائي لشركة “إنفيديا”، التي تحولت إلى العمود الفقري لصناعة الذكاء الاصطناعي عالمياً، مع تجاوز قيمتها السوقية مستويات غير مسبوقة، حيث نفذت الشركة هذا الأسبوع صفقة شراء إحدى الشركات الناشئة بأكثر من 20 مليار دولار.
هذا الصعود انعكس مباشرة على ثروة الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ، الذي بات أحد أبرز المستفيدين من الطلب العالمي المتزايد على الرقائق المتخصصة، في ظل اعتماد شركات التكنولوجيا الكبرى على منتجات “إنفيديا” لتشغيل نماذجها المتقدمة.شهية استثمارية مرتفعةوأشار التقرير إلى أن موجة الصعود الحالية تعكس تغيراً واضحاً في توجهات المستثمرين، الذين ضخوا مئات المليارات في أسهم الشركات القادرة على تحويل الذكاء الاصطناعي إلى تطبيقات تجارية.
في المقابل، حذّر عدد من الخبراء من مخاطر المبالغة في التقييمات، واحتمالات تشكّل فقاعة سعرية، خاصة مع تصاعد مستويات الديون المخصصة لتمويل التوسع الضخم في مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية، وجرى اختبار أسهم شركات التكنولوجيا في أكتوبر الماضي وتعرضت لهبوط كبير بفعل تشكيك في مستقبل إعادة هذه الاستثمارات التي تم ضخها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.ويخلص التقرير إلى أن عام 2025 سيبقى علامة فارقة بوصفه عام التحول المالي للذكاء الاصطناعي، لكنه يضع تساؤلات مفتوحة حول قدرة عمالقة التكنولوجيا على الحفاظ على نفس وتيرة النمو خلال 2026، في ظل تشديد الرقابة التنظيمية، وارتفاع الضغوط لتحويل التفوق التقني إلى أرباح تشغيلية مستدامة.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
