تُعَد الكويت أول دولة عربية خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين، وذلك عام 1971، أي قبل 54 عاماً، حين بدأت العلاقات بالتنامي والترابط دبلوماسياً واقتصادياً واليوم أصبحت العلاقات أقرب والمسافات أقصر من خلال تعاون مختلف، التعاون الثقافي والفني بين الكويت والصين من خلال مؤسستين عريقتين بمجموعة فنية استثنائية، وهما المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب برئاسة أمينه العام د. محمد الجسار، ممثلاً وزير الإعلام والثقافة، ودار الآثار الإسلامية بإشراف الشيخة حصة صباح السالم، ممثلة بمجموعة الصباح الآثارية، حيث أثمر هذا التعاون الممتد منذ 3 عقود بين القطاعين الخاص والعام بناء شراكات عالمية بين الكويت وبلدان العالم، استكمالاً لرؤية الشيخ ناصر صباح الأحمد، يرحمه الله.
اسم الكويت كان حاضراً داخل المتحف الصيني شنتشن الذي أسس 1981
شِنْشِين...
كانت رحلتنا إلى الصين ضمن وفد «الوطني للثقافة» تجربة استثنائية، وبسردها بعيداً عن الصفة المقالية/الإخبارية الرسمية، حيث كانت محطتنا الأولى في مدينة شِنْشِين، وصلنا في رحلة خط مباشرة عبر الخطوط الجوية الكويتية الى مدينة غوانزو الصينية، ومن هناك استقلينا سيارة من المطار الى شنشين استغرقت الرحلة بالسيارة نحو ساعتين حتى الوصول للمدينة، التي سيفتتح بها أول المعارض المشاركة، حيث أمضينا 3 أيام مكثفة مليئة بالعمل الثقافي واللقاءات الرسمية.
صورة الشيخ ناصر صباح الأحمد تضيء المعرض
منذ وصولنا إلى الصين، كان في استقبالنا مشرف من القنصلية الكويتية في غوانزو، كما استقبلنا لاحقاً في الفندق القنصل العام لدولة الكويت لدى غوانزو، عبدالله التركي، الذي رافقنا واهتم بتفاصيل زيارتنا منذ اللحظة الأولى وحتى مغادرتنا.
الوفد الكويتي والألفة الصينية
تكوّن الوفد الكويتي من المجلس الوطني، برئاسة الأمين العام د. محمد الجسار، ومراقبة الاتصال والإعلام شروق القفاص، والمترجمة الأولى، المسؤولة الإعلامية لدار الآثار الإسلامية، الجازي طارق السنافي، والباحثة في التاريخ الإسلامي دانة الميال، إضافة إلى 3 من مجموعة الصباح الآثارية: أمينة مجموعة الصباح الآثارية، سلام قاوقجي، واختصاصي أول كيمياء أحمد العنزي، وكبير اختصاصيي الكيمياء، عبدالعزيز الدويش، المسؤولان عن تركيب المجموعة الفنية.
وعندما التقينا في المعارض، دارت حوارات رائعة بيننا وبين الصينيين تبادلنا فيها أطراف الحوار الشيّق حول المقتنيات والمشاركة، وقد أشادوا بفريق العمل الكويتي بأنه على قدرٍ عالٍ من الاحترافية والدقّة، وأشادوا بالمجموعة الفنية والشراكة الجديدة، وقد تعلّموا بعض الكلمات الكويتية، مثل «يالله» و«تعال»، ونحن تعلمنا بعض الكلمات الصينية مثل «ني هاو»، أي مرحبا، و«شي شي»، أي شكرا.
معرض «أزهار ونصال... ذخائر البلاط المغولي من القرن 16 - 19 الميلادي» بمشاركة 143 تحفة نادرة
«أزهار ونصال»... عندما تتحدث التحف باسم الكويت
شهدنا في شِنْشِين افتتاح معرض «أزهار ونصال... ذخائر البلاط المغولي من القرن 16 - 19 الميلادي»، بمشاركة 143 تحفة نادرة من مجموعة الصباح الآثارية. كان الافتتاح باهراً من حيث التنظيم والحضور، لكن ما أثّر فينا حقيقة هو رؤية اسم الكويت حاضراً بقوة داخل متحف صيني عريق. أُسّس متحف شنتشن عام 1981 كأول متحف في المدينة، إذ يركّز على توثيق تاريخ شنتشن وثقافتها. ويضم آلاف القطع الآثارية القيّمة، كما يُعدّ مركزاً ثقافياً بارزاً يستقطب ملايين الزوار سنوياً من خلال معروضاته المتنوعة وبرامجه وفعالياته التعليمية، وهي المرة الأولى التي يتعاون مع بلد خليجي وعربي لاحتضان مجموعة فنية نادرة، وأول مرة مع الكويت.
القطع الفنية المشاركة: 400 تحفة موزعة بين الصين والهند
تنوعت القطع بين خناجر مرصّعة بالأحجار الكريمة، وأوانٍ كريستالية، ومجوهرات ملكية، ومخطوطات تاريخية، منها صفحات من كتاب «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات»، مجوهرات، وسجاد وغيرها، حيث كانت طريقة العرض راقية واحترافية، تعكس رؤية واهتمام دار الآثار الإسلامية في تقديم واستعراض الفن كقصة إنسانية ملهمة.
معرض «روائع مجموعة الصباح الآثارية من الكويت» المعروضة في متحف غوانغدونغ ضمّت 133 قطعة فنية
مجموعة الصباح... وبطاقاتنا التعريفية
مجموعة الصباح الآثارية، التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي، تُعد اليوم من أهم وأشمل المجموعات الخاصة في العالم، إذ تضمّ أكثر من 33 ألف تحفة نادرة. هذه المجموعة هي ثمرة رؤية الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، واستمرار لنهج الشيخة حصة صباح السالم في ترسيخ حضور الكويت الثقافي عالمياً.
كنا نرتدي الكروت التعريفية التي تحمل اسم «دار الآثار الإسلامية - مجموعة الصباح الآثارية من الكويت»، ولاحظنا إعجاب المشاركين وأصحاب المتاحف وجامعي التحف واهتمامهم بالمجموعة بشكل لافت للنظر، بل إن بعضهم أقبلوا علينا بدهشة واعتزاز، وبعضهم شاركونا قصصاً شخصية قديمة جمعتهم بالشيخ ناصر، يرحمه الله، مما جعلني أدرك أن هذه المجموعة لها تقدير عالمي سابق معروف قبل أن تُعرَض في المعرض.
هونغ كونغ... كنوز البلاط المغولي وحوار الحضارات
المعرض الثاني الذي زرناه كان «كنوز البلاط المغولي» في متحف هونغ كونغ القصر، حيث شاركت مجموعة الصباح بقطع مختارة ضمن تعاون دولي واسع. الجولة داخل المعرض كشفت عن ثراء المزج بين الحضارات الهندية والفارسية والصينية والأوروبية، وبرزت مجوهرات البلاط المغولي والمخطوطات المرتبطة بتاج.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة


