ما الذي حدث لشلالات أوزود؟ .. تفسير علمي لتوقف مياه العيون عن الجريان

خلال الأسابيع الأخيرة، انتشرت تفسيرات متباينة بخصوص توقف أو تراجع صبيب بعض العيون التي تغذي شلالات أوزود، حيث عزاها البعض إلى موجات البرد القارس وما قد يرافقها من تجمد للمياه، فيما ربطها آخرون بإقامة سدود أو منشآت مائية في أعالي الحوض. كما أفادت عمالة أزيلال لجنة الى عين المكان من أجل الوقوف على حقيقة الامر. وأمام هذا التباين في التأويلات، تبرز الحاجة إلى مقاربة علمية رصينة تستند إلى الخصائص الطبيعية للمنطقة، ولاسيما بنيتها الجيولوجية والهيدروجيولوجية، من أجل فهم هذه الظاهرة في إطارها الصحيح بعيدًا عن التفسيرات الظرفية أو غير الدقيقة.

ويسعى هذا المقال إلى تقديم قراءة علمية مبسطة ومتكاملة، تقوم على إعادة تنظيم وتحليل المعطيات المرتبطة بالمجال الكارستي لحوض وادي أوزود ودينامية المياه الجوفية داخله، مبرزًا أن توقف جريان العيون في مثل هذه البيئات يُعد في كثير من الأحيان سلوكًا طبيعيًا ومؤقتًا، تحكمه آليات معقدة مرتبطة بتخزين المياه وتسربها داخل المنظومة الكارستية.

بنية جيولوجية معقدة وتشكيلات صخرية متنوعة: مرحلة مهمة في بناء تفسير علمي للظاهرة

يندرج حوض وادي أوزود ضمن مجال الأطلس الكبير الأوسط، وتحديدًا بإقليم أزيلال، وهو مجال جبلي يتميز بتعقيد بنيته الجيولوجية وتنوع تشكيلاته الصخرية. وتُعد شلالات أوزود من أبرز المظاهر الجيومورفولوجية بالمنطقة، إذ يرتبط وجودها مباشرة بخصائص النظام الهيدروجيولوجي المحلي.

تسود في الحوض التكوينات الكربوناتية، خاصة الصخور الكلسية والدولوميتية العائدة إلى العصر الجوراسي (اللياس السفلي والمتوسط). وتظهر هذه الصخور على شكل شرائط متواصلة، لا سيما في الجزء الغربي من الحوض، بينما تتدرج شرقًا نحو تكوينات مارنية وصخور رملية.

كما يلاحظ وجود تكوينات ترافرتينية، ورواسب فيضية رباعية، وتكتلات صخرية (كونغلوميرات) متفاوتة التماسك، يُرجّح انتماؤها إلى البليوسين أو الرباعي القديم، إضافة إلى صخور رملية تعود إلى الطباشيري السفلي. ويعكس هذا التنوع الليثولوجي تباينًا واضحًا في النفاذية وقدرة الصخور على تخزين المياه ونقلها.

تتميز المنطقة ببنية تكتونية معقدة، تتجلى في طيات محدبة غير متناظرة ومكسّرة (Anticlines)، تشكل أعلى القمم. كما تنتشر شبكة كثيفة من الفواصل والشقوق الناتجة عن الحركات التكتونية، ما يسهّل تسرب مياه الأمطار إلى العمق، ويعزز تطور نظام كارستي نشيط .ويؤدي التماس بين الصخور النفوذة (الكلس والدولوميت) وغير النفوذة (المارن والطينيات) إلى تركز المياه الجوفية وظهور العديد من العيون التي تغذي الأودية، ومن بينها تلك التي تشكل شلالات أوزود.

جيولوجية حوض واد اوزود

عموما يندرج مجال أوزود ضمن بيئة جبلية تنتمي إلى الأطلس الكبير الأوسط، ويتميز ببنية جيولوجية خاصة تهيمن عليها التكوينات الكربوناتية القابلة للذوبان، إلى جانب تعقيد تكتوني واضح. وقد أفرز هذا السياق الطبيعي مجالًا كارستيًا متطورًا، تتداخل فيه أشكال السطح مع الشبكات الباطنية لتخزين المياه ونقلها. وفي مثل هذه المجالات، لا تنتظم الموارد المائية وفق منطق الجريان الدائم، بل تخضع لدينامية متغيرة ترتبط بقدرة الصخور على التسرب والتخزين وبشروط التغذية المطرية. وتشكل العيون التي تغذي شلالات أوزود أحد تعبيرات هذه الدينامية، حيث يعكس تذبذب صبيبها السلوك الطبيعي لمنظومة كارستية حساسة للتغيرات المناخية والظروف الهيدرولوجية. ومن ثم، فإن فهم هذا المجال يقتضي مقاربته في إطار شامل يدمج بين الجيولوجيا والهيدروجيولوجيا، ويعتبر الدينامية الكارستية مفتاحًا أساسيا لتفسير الظواهر المائية المسجلة به.

علاقة النشاط.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من هسبريس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من هسبريس

منذ 10 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
هسبريس منذ 11 ساعة
هسبريس منذ 11 ساعة
هسبريس منذ 15 ساعة
هسبريس منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 5 ساعات
هسبريس منذ 12 ساعة
Le12.ma منذ 10 ساعات
هسبريس منذ 3 ساعات