عندما عاد إلى منصبه في عام 2025، برز الشرق الأوسط كاختبار لالتزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة القوة الأميركية في الخارج وتجنب التورط في قضايا خارجية مكلفة، وفق تحليل لصحيفة "مونيتور".ومع تأمين وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواجه إدارة ترامب الآن تحديًا أكبر يتمثل في المضي قدمًا بالمرحلة التالية، والتي تشمل نزع سلاح "حماس"، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وتشكيل قوة أمنية دولية، وفق الصحيفة.وبينما تتأرجح هدنة غزة على حافة الانهيار، تحاول الإدارة أيضًا التوفيق بين إيران المنهكة التي تسعى لإعادة بناء برامجها النووية والصاروخية، ومحاولة التوسط في حرب مستمرة في السودان. ومن دون إحراز تقدم في قضية إقامة دولة فلسطينية، يبقى الاتفاق الإسرائيلي السعودي الذي طالما رغب فيه ترامب بعيد المنال، بحسب التحليل.فيما يلي نظرة على وضع بعض وعود ترامب في الشرق الأوسط بعد عام، وما يُرجّح أن تُعطيه إدارته الأولوية في عام 2026.إنهاء حرب غزةبعد تهديده بـ"إنزال جحيم" على "حماس" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى قبل تنصيبه، أرسل ترامب مبعوثه الجديد للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لمساعدة إدارة بايدن المنتهية ولايتها في التفاوض على وقف إطلاق النار في منتصف يناير، والذي شهد إطلاق سراح عشرات الأسرى المحتجزين لدى "حماس"، وتدفقًا كبيرًا للمساعدات الإنسانية إلى غزة، قبل أن ينهار بعد شهرين.استغرق الأمر 7 أشهر أخرى قبل أن تتوسط الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون في وقف إطلاق نار أكثر استدامة، والذي روّج له ترامب باعتباره بداية "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد". وبموجب الاتفاق، أطلقت "حماس" سراح جميع الأسرى المتبقين باستثناء واحد، مقابل إطلاق إسرائيل سراح ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني، وانسحاب قواتها إلى "الخط الأصفر" الذي يقسم غزة.إلا أن تأخر تنفيذ المرحلة الثانية يواجه تحديات كبيرة خصوصا فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من القطاع ونزع سلاح "حماس" والبدء في إعادة إعمار القطاع المدمر، وفق الصحيفة.خطر إيران يُلوح في الأفقوفق التحليل، بدأ ترامب ولايته بإصدار أمر تنفيذي يُعيد فرض إستراتيجية "الضغط الأقصى" للعقوبات التي استهدفت إيران في ولايته الأولى. وبعد أشهر، بدأت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة بوساطة عُمانية حول اتفاق محتمل للحد من طموحات طهران النووية مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية.تعثرت المفاوضات النووية الرسمية عندما انضمت الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، وشنّت ضربات على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وناتانز وأصفهان. وأصرّ ترامب على أن الضربات "قضت" على البرنامج النووي الإيراني، لكن طهران منعت المفتشين الدوليين من زيارة المنشآت النووية المستهدفة للتحقق من ذلك. وفي ظل حالة عدم اليقين بشأن البرنامج النووي الإيراني، حذّر مسؤولون إسرائيليون إدارة ترامب من أن إيران استعادت قدراتها الصاروخية الباليستية التي تضررت في هجمات يونيو.في الشهر الماضي، أشار ترامب إلى أن الإيرانيين مهتمون باستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة: "إنهم يرغبون بشدة في إبرام اتفاق معنا، ويتصلون بنا، وربما ننتهي إلى ذلك". إلا أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صرّح بأن بلاده "ليست في عجلة من أمرها" للعودة إلى طاولة المفاوضات، بحسب التحليل.تعثر اتفاقيات إبراهيمفي خطاب ألقاه في الرياض في مايو، قال ترامب إن انضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات إقامة علاقات بين إسرائيل والدول العربية التي توسط فيها خلال ولايته الأولى، هو "حلمه".بحسب الصحيفة، لا توجد أي مؤشرات على اقتراب السعودية من الاعتراف بإسرائيل، وهي خطوة من شأنها أن تفتح الباب أمام دول عربية ودول ذات أغلبية مسلمة أخرى للقيام بالمثل. وصرّح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للصحفيين في البيت الأبيض الشهر الماضي بأن انضمام بلاده إلى اتفاقيات إبراهيم يتطلب أولاً إحراز تقدم ملموس في قضية إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر غير وارد في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية.الحرب في السودانكما أشار التحليل إلى سعي إدارة ترامب إلى إنهاء الحرب الأهلية في السودان، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت نحو 13 مليون شخص منذ أبريل 2023.قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مؤتمره الصحفي في نهاية العام: "ما يحدث هناك مروع.. إنه فظيع"، مضيفًا: "سيأتي يوم تُعرف فيه حقيقة ما حدث هناك، وسيبدو كل من تورط فيه بمظهر سيء".
وكلف ترامب المبعوث مسعد بولس بالتعامل مع ملف السودان.فرصة سوريابعد أن وصف ترامب سوريا في ولايته الأولى بأنها "مجرد رمال وموت"، أعلن دعمه الكامل للرئيس الجديد أحمد الشرع، وفق الصحيفة.في مايو، التقى ترامب بالرئيس السوري بعد إعلانه رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقود خلال حكم الرئيس بشار الأسد، لمنح البلاد "فرصة نحو العظمة". وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن ترامب أن السفير الأميركي لدى تركيا توم براك، سيتولى منصب المبعوث الخاص لسوريا.كما استضاف ترامب الشرع في اجتماع تاريخي بالبيت الأبيض، في أول زيارة لزعيم سوري إلى المكتب البيضاوي. وفي منتصف ديسمبر، وقّع ترامب على قانون الدفاع الذي أقره الكونغرس في نهاية العام، والذي تضمن بندًا يلغي بشكل دائم عقوبات قانون قيصر.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
