هل لاحظت يومًا أن الملابس التي تناسب ابنك المراهق اليوم قد تصبح ضيقة بعد أسابيع قليلة؟ أو ربما شعرت بنفس التجربة عندما كنت في نفس العمر؟ قد يبدو معدل نمو الإنسان في سن المراهقة سريع بشكل مذهل، حيث ينمو طول بعض المراهقين من 10 إلى 13 سم في عام واحد. ولكن هل هذه حقًا أسرع فترة نمو للإنسان؟
المفاجأة لا. طفرة النمو في سن المراهقة هي ثاني أسرع فترة نمو للإنسان، وفقًا لدراسة بقسم الصحة في جامعة باث البريطانية، والتي تم خلالها متابعة نمو الأطفال منذ الولادة وحتى سن البلوغ، وكشفت أن أسرع فترة نمو في حياة الإنسان هي أول سنتين من الطفولة.
أسرع معدل نمو للإنسان
أوضح آدم جونز، الأستاذ في كلية علم الحركة بجامعة ساسكاتشوان في كندا لموقع لايف ساينس، أن طول الأطفال الرضع يزداد بمقدار 25 إلى 30 سم تقريبًا سنويًا، أي أكثر من ضعف معدل نمو المراهقين حتى في أسرع فترات نموهم.
بالنسبة للفتيات، يصلن إلى 50% من طولهن النهائي عند البلوغ في عمر 18 شهرًا، بينما يحتاج الأولاد إلى حوالي 24 شهرًا للوصول إلى نفس النسبة. بعد ذلك، يبدأ معدل النمو في التباطؤ إلى أواخر مرحلة الرضاعة والطفولة، وينخفض ليصبح حوالي 5 إلى 6 سم سنويًا من سن الرابعة وحتى مرحلة البلوغ، حيث يمر الإنسان حينها بثاني أسرع فترة نمو في حياته.
ذروة النمو خلال فترة البلوغ
ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة صحة المراهقين، يزداد طول الفتيات خلال فترة البلوغ بمعدل 9 سم سنويًا، بينما يبلغ معدل نمو الأولاد حوالي 10 سم سنويًا، وعادةً ما تكون فترة نمو الأولاد أسرع قليلًا، وذلك لأن هرمون النمو ينتج لديهم بكمية أكبر، بالإضافة إلى تأثير هرمون التستوستيرون الذي يساهم في زيادة طول العظام.
متى يتوقف نمو الإنسان؟
يتوقف نمو الإنسان عادة بعد مرحلة البلوغ، حيث تتوقف الفتيات عن النمو في سن 16 عامًا، بينما يستمر نمو الأولاد حتى سن 18 عامًا. وبسبب استمرار طفرة النمو لدى الأولاد لمدة عامين إضافيين، يكونوا في النهاية أطول قامةً في المتوسط مقارنة بالفتيات.
طفرات النمو وشكل الجسم
تحدث طفرات النمو من الخارج إلى الداخل حيث تنمو القدمان واليدان أولاً، ثم يليهما الساقين والذراعين ثم ينمو الجذع أخيرًا، وإذا تأخر نمو الطفل، فقد لا يلحق جذعه ببقية الجسم. ونتيجة لذلك، في رياضات مثل الباليه والجمباز، تختار الفرق الأطفال الذين يتأخر نموهم لأن لديهم بنية جسدية أكثر استقامة وأرجلًا أطول، مع ذلك، يتمتع الأطفال الذين ينمون مبكرًا بمزايا رياضية خاصة بهم.
ووفقا للدراسة، إذا حدثت طفرة نمو مبكرة في سن البلوغ، يصبح الطفل أكبر حجمًا وأقوى. لكن هذا النمو السريع له ثمنه. فخلال طفرات النمو، تكون العظام أضعف وأكثر عرضة للإصابات. كما تستغرق العضلات والأوتار ما يصل إلى تسعة أشهر لتتلاءم مع نمو العظام، مما قد يؤدي إلى إصابات مرتبطة بالنمو، خاصة في منطقة الكعب والركبة وأسفل الظهر.
أما بالنسبة للآباء الذين يتساءلون عما إذا كان نمط نمو أطفالهم طبيعيًا، فقد أكد الخبراء أن التباين الكبير أمر طبيعي حيث يعتمد الطول النهائي عند البلوغ على العوامل الوراثية، حيث تعدّ اضطرابات النمو لدى الأطفال، مثل فرط نشاط الغدة النخامية، من بين الأسباب التي تؤدي إلى فرط إفراز هرمون النمو، وقد يصل معدل نمو الأطفال المصابين بهذه الحالة إلى 15 سم سنويًا.
هذا المحتوى مقدم من العلم
