في البطولات الكروية الكبرى، لا يُقاس النجاح بما يحدث داخل المستطيل الأخضر فقط، بل بما يُدار خارجه من تفاصيل دقيقة تصنع الفارق بين حدث يقام وينتهي، وآخر يبقى في الذاكرة، فالتنظيم المحكم، والتخطيط السليم، وحسن قراءة المشهد العام، عناصر لا تقل أهمية عن الأداء الفني، بل قد تكون العامل الحاسم في ترسيخ قيمة البطولة ومكانتها.
هذا المفهوم لم يعد نظرياً، بل أصبح واقعاً تؤكده تجارب رياضية حديثة أثبتت أن الرؤية التنظيمية المتكاملة هي الأساس الحقيقي لأي نجاح مستدام، فالبطولة الناجحة لا تبنى على جودة المباريات وحدها، بل على قدرة الإدارة على صناعة تجربة جماهيرية متكاملة تعكس قيمة الحدث وتمنحه بعده الحقيقي.
وفي هذا الإطار، فإن بطولة كأس سمو الأمير تحظى بقيمة رياضية ووطنية خاصة، كونها حدثاً جامعاً يلتف حوله المجتمع بمختلف أطيافه، وتحمل رمزية تتجاوز حدود المنافسة داخل الملعب، ومع هذه المكانة، تصبح الإدارة الحديثة ضرورة حتمية لا خياراً إضافياً، لأن نجاح البطولة لا يُقاس فقط بالمستوى الفني، بل بقدرتها على استقطاب الجماهير وصناعة مشهد رياضي يليق بتاريخها ومكانتها.
إن إدارة بطولة بهذا الحجم تتطلب رؤية شاملة تبدأ من أدق التفاصيل، وفي مقدمتها توقيت إقامة المباريات، وهو عنصر تنظيمي محوري كثيراً ما يُساء تقديره، فالجمهور هو الركيزة الأساسية لأي حدث رياضي، وتشكل فئة الشباب والطلبة نسبة كبيرة من جماهير كرة القدم، وهم القلب النابض للمدرجات وصنّاع الأجواء الحماسية.
ومن هنا، فإن تجاهل اختيار مواعيد تتوافق مع مواسم الامتحانات أو الالتزامات الدراسية لا يمكن اعتباره خطأً عابراً، بل خللاً تنظيمياً يؤثر بشكل مباشر في الزخم الجماهيري، ويُفرغ المدرجات من أحد أهم عناصرها، فإقصاء هذه الفئة زمنياً عن الحضور يعكس ضعفاً في قراءة الواقع المجتمعي، ويطرح تساؤلات مشروعة حول كفاءة التخطيط للبطولة.
ولم يعد فن الإدارة قائماً على الأساليب التقليدية، بل أصبح علماً يعتمد على.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من جريدة النهار الكويتية
