عامر خطاطبة عجلون- يبدي مزارعون في محافظة عجلون، استعدادهم للتحول إلى الزراعات العضوية والحديثة والمستدامة، وذلك في حال تلقوا الدعم والتوجيه المناسبين، في الوقت الذي يؤكد فيه اختصاصيون جدوى هذه الزراعات في المحافظة مقارنة بالزراعات التقليدية، لا سيما في ظل محدودية المساحات الزراعية، وأهميتها من حيث خفض الكلف وسهولة التسويق.
وقالوا إن قرى عديدة في المحافظة، تشهد توسعا متزايدا في تبني الزراعة العضوية بوصفها مدخلا لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين دخل المزارعين، مدعومة بمبادرات أهلية ورسمية تعزز هذا التوجه الواعد.
وبحسب رئيس اتحاد المزارعين في عجلون، منيب الصمادي، فإن الإقبال على الزراعة العضوية ارتفع خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت، مرجعا ذلك إلى وعي المزارعين بأهمية المنتجات الصحية وارتفاع الطلب المحلي عليها.
وأكد الصمادي، أن العديد من المزارعين في قرى المحافظة بدأوا بالتحول التدريجي نحو هذا النمط الزراعي لما يوفره من تكلفة أقل على المدى الطويل وفرص تسويقية أفضل، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل على تقديم الإرشاد والتوعية والدعم الفني لتعزيز هذا التحول.
وقالت نائبة رئيس جمعية سيدات وادي راجب، ابتسام فريحات، إن الجمعية قامت بتقديم برامج القروض الدوارة لتمكين الأسر والسيدات من إنشاء مشروعات زراعية عضوية منزلية تشمل زراعة الخضراوات والمنتجات الريفية ذات القيمة المضافة، مؤكدة أن القروض ساعدت العديد من النساء على توفير مصدر دخل ثابت وتحويل مهاراتهن الزراعية إلى مشاريع قابلة للنمو، ما يعزز دور المجتمع المحلي في دعم الاقتصاد الريفي.
وأشارت فريحات، إلى أن الكثير من المزارعين في منطقتها انتقلوا إلى الزراعة العضوية، حيث أثبتت تجاربهم أن هذا النمط الزراعي قادر على تحسين جودة المحصول وتقليل التكاليف المرتبطة بالمبيدات والأسمدة الكيماوية، لا سيما في حال زراعة الخضراوات الموسمية العضوية والاعتماد على التسميد البلدي والري بالتنقيط، مؤكدة أن الإقبال المتزايد من المستهلكين شجعهم على التوسع في مشروعاتهم.
تجنب الزراعات التقليدية
وطالب المزارع محمد الرشايدة، بالتوسع في الزراعات الحديثة بأنواعها، وتشجيع المزارعين على الابتعاد عن الزراعات التقليدية المكلفة لما توفره من جدوى اقتصادية أعلى وقدرة على الاستفادة من الحصاد المائي والتكيف مع الجفاف.
وقال إن القصص الناجحة لبعض التجارب المحدودة للزراعات الحديثة في المحافظة ستبقى من دون جدوى اقتصادية ما لم تحظ بدعم رسمي يشجع المزارعين على مثل هذه الزراعات، مؤكدا استعداد كثير من المزارعين للتحول إلى أنواع من الزراعات الحديثة في حال توفر الدعم المادي والإرشاد من الجهات المعنية، بينما أشار إلى أن طبيعة المحافظة المناخية المتنوعة تساعد في نجاح أنواع الفاكهة الاستوائية والنباتات العطرية.
وأضاف الرشايدة، أن تراجع الأسعار مع فائض الإنتاج يدفع إلى التخلي عن الزراعات التقليدية، وأن الزراعات العضوية والحديثة مثل الخزامى أو الفاكهة الاستوائية تحقق جدوى أكبر وأسهل تسويقا.
من جهته، أكد المهندس عمر قواقنة، أهمية التعاون مع المركز الوطني للبحوث الزراعية للاستفادة من أحدث الدراسات والتقنيات في هذا المجال، مشيرا إلى أهمية المدارس الحقلية التي تعقد في المزارع وتتيح للمزارعين التعلم من خلال التجربة العملية ومقارنة نتائج تطبيق الممارسات الزراعية المختلفة، مما يساعدهم على تحسين الإنتاجية.
كما أكد، أن مديرية زراعة عجلون لها دور محوري في دعم المزارعين وتعزيز إنتاجيتهم من خلال تقديم الإرشادات والتوجيهات الفنية اللازمة لضمان الاستخدام الأمثل للموارد الزراعية، خصوصا مع موسم الأمطار والحاجة إلى الاستفادة من الحصاد المائي.
وكانت جمعية سيدات وادي راجب التعاونية، عقدت جلسات تدريبية حول المدارس الحقلية، وورشات تدريبية حول الزراعة العضوية بالتعاون مع مديرية الزراعة بمحافظة عجلون/قسم الإرشاد.
تشجيع وتدريب المزارعين
وقالت رئيسة الجمعية، موزة فريحات، إن تعلم كيفية استخدام الزراعة العضوية يسهم في تشجيع المزارعين على إدراك أهمية هذه الزراعة باستخدام الطرق الآمنة والصحيحة لإنتاج غذاء صحي وآمن للإنسان، خال من استخدام المدخلات الكيماوية المصنعة، وقادر على المنافسة التصديرية للدول الأخرى.
وأكدت أنه تم خلال التدريب توزيع استبيان قبلي وبعدي للمشاركين في الجلسة التدريبية للتعريف بأبرز الأهداف والمحاور الرئيسية حسب جدول.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
