عزيزة علي عمان - يجمع ديوان "من بيروت إلى غزة: نصوص مختارة (2020 2025)"، للشاعرة سامية الصلح منكو، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بين الشعر والنثر الفلسفي، ويعكس تجربة فكرية وأدبية عميقة.
ويقدم الديوان رؤية إنسانية متكاملة، تعالج الواقع اللبناني والفلسطيني والقضايا الإنسانية الكبرى، مستندة إلى ركائز الأدب الحديث في النثر من الواقعية والتجريب اللغوي، إلى الذاتية والرمزية والنقد الاجتماعي والتأمل الفلسفي.
منكو في نصوصها تمزج بين الذات والمكان، بين الألم والأمل، لتجعل من الكتابة فعل مقاومة روحية، ومن النص نافذة يلتقي فيها القارئ بمشاعر وأفكار متعددة تعكس التجربة الإنسانية بكل أبعادها.
وكتبت وزيرة الثقافة السابقة هيفاء النجار مقدمة للديوان، مؤكدة أن كل سطر فيه دفعها للتوقف عند معانيه ودلالاته، وكأنها تطل من شرفة على بساتين حياة الكاتبة سامية الصلح منكو، حياة غرست فيها بذور العمر، يشبه عمرها قصيدة ملحمية روتها الأعوام وعرق السنين.
وأشارت النجار، إلى أن البوح في نصوص منكو يعمل كمرآة متعددة الأضلاع تكشف زوايا مسكوتا عنها عبر الزمن، مطلعة القارئ على لحظات مشرقة وأخرى موجعة تشكلت خلالها ملامح شخصيتها. فقد اختارت الشاعرة أن تخلع جلباب البروتوكول الرسمي لعائلتها الأرستقراطية، لتسعى لاكتشاف ذاتها وهويتها، كامرأة تحمل نصف العالم داخلها ويكتمل بالنصف الآخر.
وأكدت النجار أن فلسفة منكو تقوم على استقلالية الفرد، بعيدًا عن أي قرارات داخلية أو خارجية، مستندة إلى قناعة وجودية تعكس رؤيتها للحياة: "خُلِقْتُ لأنشأ كأحد صنّاع هذا العالم، وما خُلِقْتُ إلا لأكون".
ورأت النجار، أن خلف هذا الديوان طفولة عريقة قضتها الكاتبة في قصور الأجداد، لكنها لم تجعلها مدللة، بل عززت وعيها بقيمة الحياة وبالقيم الأصيلة، ورسخت ارتباطها بالهوية العربية. وقد منحها هذا الإطار العزيمة والتصميم لتحقيق النجاح بالاعتماد على النفس، بعيدًا عن ثراء العائلة، وجعل من نهجها نهجًا نضاليًا في حياتها.
ورأت النجار، أن هذا المنهج أهّل منكو لتكون امرأة قوية، مثابرة في مواجهة التحديات، وقادرة على تحقيق أحلامها ورؤيتها. كما تصفها كرمز لوطن كاظم لجراحه، تحمل في أعماق روحها صوتًا داخليًا تتلاطم فيه الأفكار وتتألق المشاعر، لتشكل كلمات تعبر عن أعمق ما في الذات الإنسانية.
وأكدت النجار أن هذا الديوان ليس مجرد تجربة عابرة، بل قيمة إبداعية جادة تلتقط لحظات نادرة تتدفق فيها العواطف وتتكشف الحقائق. يشكل الديوان رحلة في عوالم النثر والشعور والتأريخ والوجع المكبوت، حيث تحولت المشاعر المكبوتة إلى أداة للتعبير عن أعمق ما في النفس الإنسانية، كما يوحي عنوانه "من بيروت إلى غزة: نصوص مختارة (2020 2025)".
وعزت النجار هذا الانزياح الواضح في النصوص إلى ما قصدته المؤلفة من انسياب الصوت الداخلي الخافت نحو الصوت الخارجي المعلن، وكأنها تؤكد أن اكتمال المشاعر الذاتية لا يتحقق إلا بذوبانها في شعور أسمى، قائم على حب الوطن، الأرض الأم. وقد بدا ذلك جليًا في الديوان من خلال نصوصه النثرية، إذ تتصدر لبنان بوصفها القضية الأولى.
وبينت النجار أن منكو تجعلنا نقف.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
