إشكالية التدخين وآليات المواجهة

د. إبراهيم بدران كانت مفاجأة غير متوقعة للأردنيين عموما عندما قرر مجلس الوزراء تخفيض الرسوم على السجائر الإلكترونية وأدوات تسخين التبغ وتوابع ذلك. ما هي الغاية المقصودة من هذا القرار؟ وبأي اتجاه سيدفع عادة التدخين المستفحلة في البلاد؟ وما هي القيمة المعنوية أو الاجتماعية أو الاقتصادية لكل ذلك؟.

فكما هو معروف وحسب الأرقام الدولية فإن الأردن يحتل المرتبة الثالثة بين دول العالم في التدخين. أما الخسائر الاقتصادية بسبب تعاطي التبغ فإنها تتجاوز 1600 مليون دينار سنوياً. وبسبب انتشار التدخين على نطاق واسع لدينا، فإن الدراسات تبين أن الشرائح محدودة الدخل تنفق على السجائر 25 مرة أكثر مما تنفق على العناية الصحية. كما أنهم ينفقون على السجائر 10 أضعاف ما ينفقون على الطعام. وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن عدد المدخنين في الأردن تجاوز 2.8 مليون شخص في عام 2022 منهم 2.3 مليون من الذكور و0.5 مليون من الإناث. وتشير عدد من التقارير إلى أن نسبة المدخنين من الرجال تصل إلى 66 % بينما هي بين النساء 13 %. وفوق كل ذلك يستخدم 25 % من المراهقين بين 13 سنة و15 سنة يستخدمون السجائر بشكل أو بآخر. ويأتى الإنفاق على السجائر كثاني أعلى إنفاق بعد اللحوم والدواجن بالنسبة للأسرة الأردنية، بكل ما يعني ذلك من تبعات سلبية على الصحة المجتمعية. وبالتالي حين يكون الحديث عن التدخين فنحن نتحدث عن إشكالية اجتماعية واقتصادية وصحية بالغة التعقيد والخطورة. وهنا لا بد من الإشارة إلى عدد من النقاط المهمة وعلى النحو التالي:

اولاً: إن هناك إستراتيجية وطنية للأعوام 2024- 2030 لخفض نسب التدخين بأنواعه وأشكاله المختلفة. وبالتالي فإن القرار بتخفيض الرسوم على السجائر الإلكترونية وتسخين التبغ يناقض هذه الإستراتيجية التي أقرتها الدولة والتي تهدف إلى تخفيض نسبة التدخين عموما وحماية الفئات الأكثر عرضة لاكتساب عادة التدخين والإدمان على النيكوتين ومشتقاته بأضراره القاتلة مثل الشباب والأطفال والحوامل.

ثانياً: إن جميع الدراسات والأبحاث تؤكد أن أخطار وأضرار السجائر الألكترونية وملحقاتها لا تقل أبدا عن أخطار السجائر العادية إن لم تكن تتعداها. وبالتالي فإن تسهيل الحصول عليها بصورتها الإلكترونية أو الأرجيلة من خلال تخفيض الرسوم، وبالتالي انخفاض الأسعار يمثل دفعة قوية باتجاه مزيد من التدخين وخاصة بين الشباب والمراهقين والإناث، وهم الأكثر انجذابا واستعمالاً للسجائر الإلكترونية والأرجيلة.

ثالثاً: إن الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة المترتبة على التدخين بأنواعه وإشكاله المختلفة تتجاوز بالنسبة لاقتصادنا 6 % من الناتج المحلي الإجمالي بسبب الأمراض وتراجع الإنتاجية لدى المدخنين وتراجع ساعات العمل الفعالة وغير ذلك.

رابعاً: إن كل دينار.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 11 ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
خبرني منذ 5 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ 4 ساعات
خبرني منذ 17 ساعة
وكالة عمون الإخبارية منذ 7 ساعات
خبرني منذ 9 ساعات
خبرني منذ 18 ساعة
خبرني منذ 11 ساعة