في إطار نهج وطني متكامل يضع الإنسان والأسرة في صدارة الأولويات، واصلت دولة الإمارات، تسريع وتيرة العمل المحلي عبر حزمة واسعة من المشاريع التنموية والمبادرات المجتمعية، التي تستهدف تعزيز جودة الحياة، وترسيخ الاستقرار الأسري، وتطوير الخدمات الأساسية، بما ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة في جعل رفاه المواطن أساس التنمية وغايتها، ويضع الإنسان والأسرة محوراً أساسياً للتنمية، وهو ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: إن الأسرة الناجحة هي أساس المجتمع القوي والمستقر، وأن نمو الأسرة الإماراتية يمثل أولوية رئيسية ضمن منظومة التنمية الشاملة للدولة.
يأتي هذا الزخم في سياق «عام المجتمع» الذي يجسد توجهاً عملياً لترجمة القيم الوطنية إلى سياسات ومشاريع ملموسة تمس حياة الناس بشكل مباشر، وهو ما برز خلال الربع الثاني من عام 2025، إذ جاء اللقاء الذي جمع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليؤكد رسالة مركزية مفادها بأن الوطن والمواطن على رأس أولويات الدولة، وفي جوهر خططها وأهدافها التنموية خلال المرحلتين الحالية والمستقبلية.
هذا التوجه تُرجم عملياً إلى قرارات ومشروعات ومبادرات غطّت مختلف إمارات الدولة، وبأبعاد اقتصادية واجتماعية وإنسانية متكاملة، كان في مقدمتها ملف الإسكان باعتباره أحد أهم ركائز الاستقرار الاجتماعي.
دعم مستمر
اعتمد مجلس الوزراء في اجتماعه بقصر الوطن في أبوظبي في 17 يونيو الماضي، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، موافقات إسكانية لأكثر من 1838 مواطناً بقيمة 1.2 مليار درهم، في تأكيد أهمية تعزيز الاستقرار الأسري، وهو ما أكده سموّه حينها بذكره أن الدعم مستمر لتأمين المسكن الكريم والدعم سيبقى متواصلاً لتعزيز استقرار الأسرة في دولة الإمارات.
وفي أبوظبي، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، اعتمد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، 14 مشروعاً سكنياً متكاملاً في لتوفير 35 ألف منفعة سكنية جديدة تشمل 26 ألف وحدة سكنية جاهزة للمواطنين بقيمة إجمالية تبلغ 82.7 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى تطوير نحو 9 آلاف قطعة أرض سكنية.
كما اعتمد سموّه، مجموعة من التسهيلات الإضافية في منظومة سداد القروض السكنية تشمل اعتماد 250 ألف درهم كدعم مجتمعي يُخصم من قيمة قرض الإسكان وتطبق بأثر رجعي وتلقائي على جميع المستفيدين من القروض التي تبلغ قيمتها 1.750 مليون درهم، والممنوحة حسب سياسة المنافع السكنية لعام 2023، إلى جانب اعتماد سموّه قراراً بتخفيض قيمة الأقساط الشهرية لقروض الإسكان من خلال تمديد مدة سداد القروض السكنية لفترة تصل إلى 30 عاماً.
بيئة عمرانية
في دبي، وجه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، باعتماد حزمة إسكانية تتجاوز قيمتها ملياري درهم، ضمن مشاريع إسكان المواطنين في الإمارة، مع توجيه سموّه باعتماد تصاميم مساكن حديثة تلبي تطلعات الأسرة الإماراتية، ضمن بيئة عمرانية متكاملة، حيث توفر المشاريع الجديدة جميع مقومات الحياة الكريمة، من بنية تحتية متقدمة، وخدمات نوعية، ومرافق مجتمعية متكاملة.
وتشمل المشاريع الإسكانية تنفيذ أكثر من 1100 وحدة موزعة على وادي العمردي، ومنطقة العوير، وحتّا، وعود المطينة، ضمن بيئة عمرانية متكاملة تراعي الخصوصية وجودة التصميم وتواكب احتياجات الأسرة الإماراتية.
وفي سياق متصل، أعلنت جمعية دبي الخيرية، تقديم دعم مالي ب5 ملايين درهم إلى مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، بهدف تعزيز جهودها في توفير حلول إسكانية مستدامة للأسر ذات الدخل المحدود في إمارة دبي.
دعم مجتمعي
استكمالاً لمنظومة الدعم الاجتماعي، جرى اعتماد إعفاءات إسكانية شملت 426 مواطناً من المتعثرين في سداد قروض الإسكان بقيمة 146 مليون درهم، إضافة إلى إعفاء 303 مواطنين من قروض إسكانية متبقية بلغت 101 مليون درهم، في خطوة جاءت في إطار حرص القيادة الرشيدة لإمارة دبي على توفير كل أوجه الدعم للمواطن وتهيئة كل الظروف التي تضمن له الحياة الكريمة والاستقرار الأسري.
وعلى صعيد البنية التحتية، شهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الاحتفال بوضع حجر الأساس لبدء تنفيذ الخط الأزرق لمترو دبي، الذي يمتد 30 كيلومتراً، وإجمالي 14 محطة، ويخدم تسع مناطق حيوية يقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة، وفقاً لخطة دبي الحضرية 2040.
وفي الإطار ذاته تنفذ هيئة الطرق والمواصلات في دبي 57 مشروعاً، تتضمن طرقاً بطول 226 كيلومتراً، و115 جسراً ونفقاً، علاوة على تنفيذ 11 محوراً رئيسياً في مختلفة مناطق الإمارة، وذلك ضمن جدول زمني حتى عام 2027.
خطط تعليمية
في إطار ترسيخ التعليم كأحد أعمدة التنمية، ومواكبةً للتقنيات الحديثة، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مايو الماضي، اعتماد حكومة الإمارات المنهج النهائي لاستحداث مادة الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم الحكومي، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، بدءاً من العام الدراسي القادم بإذن الله.
وذكر سموّه وقتها عبر حسابه على موقع «إكس»: «هدفنا تعليم أطفالنا وأجيالنا الفهم العميق للذكاء الاصطناعي من الناحية الفنية.. وترسيخ وعيهم أيضاً بأخلاقيات هذه التكنولوجيا الجديدة.. وتعزيز فهمهم لبياناته.. وخوارزمياته.. وتطبيقاته.. ومخاطره.. وكيفية ارتباطه بالمجتمع والحياة.. مسؤوليتنا هي تجهيز أطفالنا لزمن غير زماننا.. وظروف غير ظروفنا.. ومهارات وقدرات جديدة تضمن استمرار زخم التنمية والنهضة في بلادنا لعقود طويلة قادمة بإذن الله».
مدينة ذكية
شهدت الشارقة خلال الفترة نفسها إطلاق مشروع مدينة خالد بن سلطان بكلفة تصل إلى 5 مليارات درهم، كنموذج لمدينة ذكية ومستدامة تتمحور حول الإنسان، وتجمع بين التخطيط العمراني الحديث والتكنولوجيا والثقافة، والتواصل الإنساني.
كما مثل إنشاء صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي، خطوة استراتيجية تؤكد الرؤية العميقة للإمارة في اعتبار التعليم ركيزة للتنمية المستدامة، إذ جاء المجلس كإطار مؤسسي جامع لتنظيم وتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وضمان جودة الأداء الأكاديمي والإداري في الجامعات والأكاديميات، وربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل وتطلعات المستقبل.
مبادرات مجتمعية
في موازاة المشاريع الكبرى، حضرت المبادرات المجتمعية والإنسانية كجزء أصيل من المشهد المحلي، وفي مقدمتهما مبادرة «بركتنا» والتي أطلقها صاحب رئيس الدولة، حفظه الله، في 22 إبريل الماضي، وتستهدف كبار المواطنين، ضمن منظومة أبوظبي للرعاية المجتمعية الشاملة للارتقاء بجودة حياتهم، وضمان رفاهيتهم إضافة إلى دعم قيم الترابط الأسري والتماسك المجتمعي.
وتهدف المبادرة التي تشرف على تنفيذها دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية وعدد من الجهات والمؤسسات المعنية بالقطاع الاجتماعي في الإمارة، إلى تعزيز كفاءة تقديم الرعاية المنزلية الضرورية لكبار المواطنين في ظروف عائلية مناسبة تضمن لهم حياة مستقرة وصحية بين أبنائهم وأفراد أسرهم.
فيما دشّن صاحب السموّ حاكم الشارقة، مشروع وقف «جيران النبي»، الذي أطلقته مؤسسة «الشارقة للتمكين الاجتماعي»، ليكون انطلاقة لسلسلة من الأوقاف المخصصة لدعم الأيتام وذلك في منطقة الجادة.
وأعلن سموّه تكفّله بالوقف الأول للمشروع بكلفة 40 مليون درهم، داعياً الخيّرين وكل من رقّ قلبه على الأيتام للمساهمة في هذه المشاريع الوقفية، والتي ستقام على مواقع إضافية سيمنحها سموّه للمؤسسة.
ويعكس هذا الحراك المحلي المتنوع نموذجاً إماراتياً متكاملاً في إدارة التنمية، يقوم على الإنسان أولاً، ويوازن بين المشاريع الكبرى والمبادرات المجتمعية، وبين التخطيط طويل الأمد والاستجابة المباشرة لاحتياجات المواطنين، في مسار يؤكد أن الاستقرار الأسري وجودة الحياة سيظلان العنوان الأبرز للسياسات المحلية في دولة الإمارات.
الهند شريك
في آسيا، كرّست الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية
