ما يزال كتاب إيمانويل تود «انهيار الغرب» (2024) يثير الاهتمام والمراجعات المؤيدة والمعارضة. فعلى غير عادة الاقتصاديين الكبار المتشائمين، يبدأ الكاتب الفرنسي من حرب روسيا وأوكرانيا، ويرى فيها فشلاً أوروبياً وأميركياً. أما الأوروبيون، والذين كان ينبغي أن يقلقهم التحرك الروسي بين 2008 (الاشتباك مع جورجيا) و2014 (ضم القرم)، فاندفعوا من دون جهدٍ كبيرٍ في الفهم أو التفاوض، باتجاه دعم أوكرانيا قبل نشوب الحرب الروسية الأوكرانية وبعد نشوبها. كانت حُجة روسيا أن الاتحاد الأوروبي والأطلسي كلاهما يحاصرانها، بينما كان الأوروبيون يستنجدون بالولايات المتحدة ويمضون قُدُماً في دعم أوكرانيا بكلّ الوسائل. وقبل نهاية العام الأول من الحرب، كان الأميركيون والأوروبيون يتنافسون في العمل التسلحي والسياسي لصالح أوكرانيا، وفي حسبانهم أنه في الحرب التقليدية يمكن الانتصار على روسيا أو إيقافها بالجبهة الأوروبية الموحدة وبالتدخل الأميركي الكبير.
ووجهة نظر «تود» أنّ الفشل سيكون من نصيب الفريقين نتيجة التعب العسكري والمالي والاستراتيجي. وقد عادت شركات التسلح هائلة النفوذ للعمل الحثيث، بمكاسبه الهائلة، وهو مصلحة أميركية بالدرجة الأولى، بينما راح الأوروبيون يعدون العدةَ لتغيير استراتيجياتهم وعدم الاعتماد الدائم على الولايات المتحدة. لكنهم رغم البدء في الإنفاق الكبير، فوجئوا بتحولات الرئيس ترامب الذي تجاوز ارتباكهم وسعى للخروج من الحرب بالمفاوضات المباشرة مع روسيا والسعي لتربيحها، في حين تستولي أميركا على ثروات أوكرانيا ومعادنها النادرة مقابل ضمانات لأمنها إذا تنازلت لروسيا عن إقليم دونباس.
تركيبة الأطلسي، وعموده الولايات المتحدة، ما عادت صالحة، حتى لو لبَّى الأوروبيون رغبات ترامب في زيادة الإنفاق من جانبهم. ثم إنّ روسيا ما عادت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
