رُفعت دعوى قضائية مؤخراً في كاليفورنيا تزعم أن برنامج «شات جي بي تي» شجع المراهق آدم راين، 16 عاماً، على الانتحار. وكان آدم قد بدأ في استخدام البرنامج في سبتمبر 2024 للمساعدة في واجباته المدرسية. وعلى مدار الأشهر اللاحقة، تُظهر سجلات النظام أن البرنامج عزل المراهق تدريجياً عن شقيقه وأصدقائه ووالديه، وادعى أنه الرفيق الوحيد القادر على فهمه تماماً. كما تزعم الدعوى أن البرنامج سهل ودعم خطة آدم المُحكمة لإنهاء حياته في أبريل الماضي. ولا تعد تلك الحادثة منفردة، فقد رُفعت سبع دعاوى قضائية جديدة مؤخراً في كاليفورنيا بتهم مماثلة.وقد حملت المحاكم الأصدقاء والشركاء المسؤولية في قضايا مماثلة تتعلق بالبشر، من بينهم ميشيل كارتر من ماساتشوستس والتي أُدينت بالقتل غير العمد لإقناعها صديقها كونراد روي بالانتحار عام 2014. واستندت قضية كارتر إلى مئات الرسائل النصية التي اعتبرها القاضي سبباً في وفاة صديقها.
ومهما وُصفت، فإن نماذج اللغة الكبيرة، المعروفة بأنها برمجيات الدردشة الآلية، تمثل تقنية اجتماعية بالغة القوة، ولديها القدرة على التفاعل مع النفس البشرية على أعمق المستويات. وتشير تقديرات «أوبن إيه آي» إلى أن أكثر من مليون مستخدم راودتهم أفكار انتحارية على منصتها. وبما أن المعالج النفسي قد يخضع للمساءلة القانونية في كثير من الولايات بتهمة دفع شخص للانتحار، فهل يمكن تحميل نماذج اللغة الضخمة نفس المسؤولية؟
وجادل المفكرون منذ أرسطو بأن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته. فالإنسان يأتي إلى العالم وتتشكل هويته عبر الآخرين، وتبقى حياته متشابكة معهم حتى النهاية. ولم تغب تلك الفكرة عن رواد التكنولوجيا في وادي السيليكون. ففي سنوات ازدهار تطوير نماذج اللغة الكبيرة، بُذلت جهود كبيرة لتطوير تقنية يتفاعل معها البشر كما لو كانوا يتحدثون إلى وسيط شبه بشري. وفي إصدارات «أوبن إيه آي» حول نماذجها الحديثة، يبرز بوضوح تركيزها على كيفية تطوير نماذجها لـ«الصوت» والطبيعية و«الشخصية».
ولا يعتبر هذا النهج جديداً، فقد سعت حركة «التسويق المعرفي» في القرن الـ20 إلى استخدام علم النفس والعلوم ذات الصلة لفهم الإدراك البشري وخصائصه الضمنية. مثلاً ما هي أنواع الألوان أو الروائح التي يستجيب لها البشر، أو التي يمكن تدريبهم على الاستجابة لها؟ وبناء على ذلك، يحاول المسوقون التأثير على رغبات المستهلكين.
ويمكن اعتبار تطوير تلك النماذج القائمة على التعلم بمثابة دفعة قوية لحركة التسويق المعرفي، إذ تجد مختبرات الذكاء الاصطناعي طرقاً فعالة ليس فقط لهندسة الآلات، بل للتفاعل مع النفس البشرية على مستوى أعمق. وتستغل شركات مثل «أوبن إيه آي» الرغبة الجامحة في العلاقات الإنسانية، وتستخدمها لتعزيز التفاعل.
وتعتبر أغرب سمات تطوير نماذج الدردشة الحالية القائمة على التعلم مشكلة يسميها مطورو الذكاء الاصطناعي «التملق». إذ تستجيب هذه النماذج.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
