إبراهيم حامد العاسمي يكتب - الثواني العشرة و«تعفّن العقول»

تجاوز القلق من سطوة الخوارزميات حدود الهواجس التربوية وتحول إلى زلزال يضرب أروقة صناع التكنولوجيا والمشرّعين وعلماء الدماغ على حد سواء. ولم يكن اختيار قاموس أكسفورد مصطلح «تعفّن العقول» (Brain rot) ككلمة لعام 2024 لكثرة تداولها، مجرد رصد لغوي، بل إعلان رسمي عن وباء رقمي يجتاح الإدراك البشري. هذا المصطلح الذي استحضره إيلون ماسك مؤخراً في بودكاست عندما وصف الفيديوهات القصيرة بأنها «من أسوأ ما أُنتج في تاريخ الإنترنت»، يمثل صرخة إنذار من قلب المنظومة الرقمية ذاتها، محذراً من تحلل قدرتنا على التفكير الرصين أمام سيل الفيديوهات القصيرة التي تختصر الوعي في لحظات عابرة ومفرغة من المعنى، وهذا يتطابق مع البعد الفلسفي العميق الذي حذر منه نيكولاس كار في كتابه «المياه الضحلة»، حيث يرى أننا نعيش تحولاً مأساوياً من «العقل التأملي»، القادر على الصبر والغوص خلف المعاني، إلى «عقل الاستجابة» الذي يقتصر عمله على رد الفعل تجاه المنبهات السريعة، ويقتات على الإثارة الآنية بدلاً من الفهم الراسخ، وهو تماماً ما أثبتته شواهد علمية تراكمت خلال العقد الأخير كالدراسات المنشورة في دوريات متخصصة كبرى مثل Nature Neuroscience.

هذا الإنذار بالانحدار المعرفي هو ما دفع حكومات كبرى، مثل أستراليا، لاتخاذ قرار تاريخي بحظر استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمن هم دون السادسة عشرة، وجاء هذا القرار استناداً إلى تقارير ودراسات تربط بين محفزات السعادة «لهاث الدوبامين» خلف الشاشات وتراجع الأداء الذهني.

إن المفارقة المأساوية تكمن في أن هذه الخوارزميات لم تُصمم لتدمير.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الجريدة

منذ 3 ساعات
منذ 45 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 9 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 7 ساعات
صحيفة الراي منذ 11 ساعة
صحيفة الراي منذ 11 ساعة
صحيفة الراي منذ 11 ساعة
جريدة النهار الكويتية منذ 3 ساعات
صحيفة الجريدة منذ 13 ساعة
صحيفة الراي منذ ساعة