خولة علي (أبوظبي) الخط العربي ليس مجرد حروف تُرسم على الورق، بل لغة تنبض بالجمال، وتختزل في انحناءاتها روح الحضارة الإسلامية وعمق الهوية العربية. ومن بين أولئك الذين سخّروا حياتهم للحرف العربي وأسراره، ومحاولة صونه وحفظه، يتجلّى اسم الخطاط إسماعيل خلف الحوسني، الذي جعل من الحرف فناً ورسالة، ومن الجمال منهجاً يعبّر به عن ذاته ووطنه. منذ صغره، شدّه سحر الكلمة وجاذبية الحروف، فكانت بدايته نواة لمسيرةٍ فنية حافلة بالاجتهاد والتعلم والإبداع.
وفي حواره عن تجربته ومسيرته، يكشف الحوسني عن عالم من الشّغف المتجدّد، ورؤيةٍ تسعى إلى صون هذا الفن العريق ونقله إلى الأجيال بروحٍ معاصرة تجمع بين الأصالة والتجديد. نشأة الموهبة كانت الحروف العربية رفيقة درب إسماعيل خلف الحوسني منذ الصغر. فقد وجد في حروفها لغة تعبّر عما يجول في داخله من شغفٍ وإبداع. نشأ في مدينة زايد بالظفرة، حيث أنهى دراسته الثانوية، ثم واصل تعليمه في معهد الشارقة للدراسات المصرفية، ليحصل على دبلوم مصرفي. وظل شغفه بالخط العربي حيّاً لا يخبو، يقوده نحو عالم الفن والهوية. كانت بداياته في المجمع الثقافي في أبوظبي، حيث تعلّم الأُسس الأولى لهذا الفن، ثم تابع مشواره عبر دورات في خطوط النسخ والرقعة والديواني، على أيدي أساتذة متمكنين، ولا يزال إلى اليوم يطوّر أدواته في مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، مؤكداً أن العِلم في هذا الفن لا ينتهي.
اكتشاف الموهبة
اكتشف الحوسني تعلّقه بفن الخط العربي، حين كان يقلِّد عناوين الصحف والمجلات بشغفٍ لافت، فلفت أنظار معلميه الذين لاحظوا جمال خطه ودقته. كانوا يطلبون منه أن يكتب على السبورة أمام زملائه، كما شارك في تنفيذ اللوحات المدرسية التي كانت تزين الفصول والممرات. تلك اللحظات الأولى كانت البذرة التي نمت مع الأيام لتصبح شجرة إبداع مثمرة، فازداد تعلقه بالحرف العربي الذي رآه انعكاساً للجمال والروح والهوية، ومنذ ذلك الوقت أدرك أن هذا الفن سيكون طريقه ومجاله الأثير. يقول الحوسني: الخط العربي هو شغفي وأسلوبي في التعبير عن الجمال والهوية، إذ يُعيدني دوماً إلى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية





