بدأت الهيئة العامة للطرق تطبيق "تقنية تحسين سطح الطريق" بشكل رسمي، في خطوة تهدف إلى تحديث أساليب الصيانة الوقائية ورفع معايير السلامة المرورية على شبكة الطرق الشاسعة في البلاد.
ماذا نعرف عن تقنية تحسين سطح الطريق؟
تعتمد تقنية تحسين سطح الطريق على أسلوب هندسي متطور يُعرف بالفرش "على البارد"، حيث يتم دمج مستحلب أسفلتي مع ركام ناعم عالي الجودة وإضافات كيميائية وماء، ليتم فرش هذه الطبقة الرقيقة مباشرة فوق الرصف القائم دون الحاجة إلى عمليات كشط أو إعادة إنشاء شاملة.
وتبدأ آلية العمل الميداني بتنظيف دقيق لسطح الطريق وإصلاح أي عيوب موضعية، لتتولى بعد ذلك معدات تخصصية ضخمة خلط المواد آليًا وفرشها بسُمك يتراوح ما بين 5 إلى 10 ملم فقط، وهو ما يضمن معالجة التشققات السطحية وزيادة مقاومة الإطارات للانزلاق، مما يطيل العمر التشغيلي للطريق لسنوات إضافية.
وتسمح تقنية تحسين سطح الطريق بإعادة فتح المسارات أمام الحركة المرورية خلال ساعات قليلة من التنفيذ، مما يقلل بشكل جذري من الاختناقات المرورية التي عادة ما ترافق أعمال الصيانة التقليدية التي تتطلب فترات جفاف طويلة أو عمليات تسخين حراري معقدة.
وأكدت الهيئة العامة للطرق في بيانها، اليوم الأحد، أن تبني تقنية تحسين سطح الطريق يمثل ركيزة أساسية في استراتيجيتها للتحول نحو الحلول الصديقة للبيئة؛ إذ تساهم هذه التقنية في خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تسخين المواد، وتقليل استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، مما يعزز الكفاءة الاقتصادية ويخفض تكاليف التشغيل طويلة الأمد.
وتسعى المملكة من خلال هذه الممارسات المبتكرة إلى القفز في التصنيف العالمي لجودة الطرق لتصل إلى المركز السادس بحلول عام 2030، بالتوازي مع خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الحوادث إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة، عبر تعزيز عوامل السلامة المرورية وفق معايير (IRAP) الدولية.
ويشكل هذا التوجه التقني نقلة نوعية في تجربة مستخدمي الطرق، حيث يساهم في تحسين الشكل العام للأسفلت وانتظامه السطحي، مما يوفر قيادة أكثر راحة وأمانًا، ويضمن جاهزية الشبكة لاستيعاب الكثافة المرورية المتزايدة التي تشهدها المدن السعودية الكبرى والمناطق الحيوية.
هذا المحتوى مقدم من العلم
