كانت عقارب الساعة تشير إلى الـ11 صباحًا، ومحكمة الأسرة مزدحمة كعادتها، أصوات مختلطة بين بكاء مكتوم ووشوشة سيدات يحملن همومهن، وأطفال يجرون أقدامهم من الملل، وعلى أحد المقاعد الخشبية القديمة جلست زينات، جسدها نحيل كأن المرض لم يترك فيه سوى العناد، وملامحها شاحبة لكنها متماسكة على نحو موجع، وكانت تمسك بملف أزرق، تضغط عليه بيديها وكأنه طوق نجاة، وفي عينيها حكاية أطول من سنوات عمرها، فما قصتها؟
سبب مؤلم وراء طلب الطلاق
زينات لم تكن هنا لتطلب نفقة أو حضانة أو مسكن، بل جاءت تطلب الطلاق، طلاقًا لم تطلبه يومًا بدافع كره أو خيانة، وإنما بدافع حب موجع، وقرار أصعب من المرض نفسه بعد زواج مثالي لم يدم طويلًا، وتحكي زينات لـ«الوطن» أنها تزوجت عن حب، زواج وصفته بالمثالي، لم يكن فيه عنف ولا إهانة ولا خيانة، وزوجها كان صديقها قبل أن يكون زوجها وسندها في كل شيء، لكن بعد عام وثلاثة أشهر فقط من الزواج، زارهم ضيف ثقيل وبدأ جسدها يعلن التمرد.
اقرأ أيضًا: أحلام تطلب الخلع بسبب 10 جنيهات.. «استحملت جحيم 15 سنة»
آلام غريبة، إرهاق لا يزول، ثم تشخيص صادم بإصابتها بسرطان الثدي، تتوقف زينات قليلًا وهي تحكي، كأن الكلمات تحتاج شجاعة مضاعفة، وتقول إن المرض لم يكشف لها ضعف جسدها فقط، بل كشف وجوه الناس من حولها وفي بداية الرحلة، كان زوجها بجانبها يمسك يدها في جلسات الكيماوي، ينتظر معها نتائج التحاليل، ويواسيها حين يتساقط شعرها وتنهار أمام المرآة، لكن خارج غرف المستشفيات كان هناك عالم آخر عالم العائلة والكلام الذي يقال همسًا ثم يتحول إلى طعنات صريحة.
كلام جارح ورغبة معلنة
بعد سنوات من المعاناة، وبعد أن أصبحت حالتها الصحية مستقرة نسبيًا، بدأت تسمع ما لم تتوقع أن تسمعه يومًا، أهل زوجها لم يخفوا رغبتهم في أن يتزوج بابنهم مرة أخرى والسبب كان واضحًا وصريحًا وقاسيًا «الإنجاب»، وتقول زينات إنهم لم يراعوا وجعها ولا تاريخ مرضها، تحدثوا وكأنها عائق وكأنها محطة مؤقتة في حياة ابنهم، كلماتهم كانت مباشرة أحيانًا، ومغلفة بالشفقة الزائفة أحيانًا أخرى «إنتي بنت ناس وكويسة وست محترمة، بس هو لسه شاب وحقه يخلف، إنتي مش هتقدري تمنعيه».
زينات لم ولن تمنعه، وأنها تدرك تمامًا حقه في الأبوة، لكنها لم تكن مستعدة لأن تعيش زوجة أولى مكسورة، تنتظر زوجًا يقسم أيامه بين بيتين، بينما قلبها بالكاد احتمل المرض، فقرار الرحيل الصامت بعد هذه المواجهات، قررت أن تترك بيت الزوجية، ولم تثر مشكلات لم ترفع صوتها، لم تتهم أحدًا جمعت أغراضها في صمت، وخرجت من البيت الذي شهد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن المصرية
