أثار فيلم "الملحد" حالة واسعة من الجدل فور الإعلان عن طرحه، وهو جدل كان متوقعا من قِبل صنّاع العمل منذ اللحظات الأولى، نظرا لحساسية العنوان والموضوع الذي يتناوله.جدلفيلم "الملحد" وقد حرص فريق الفيلم على التأكيد مرارا أن العمل لا يقف ضد الدين كما يروج البعض، بل يسعى إلى مناقشة ظاهرة الإلحاد بوصفها قضية اجتماعية قائمة تستحق الطرح والنقاش في إطار فني وفكري هادف.وفي تصريحات خاصة لـ"المشهد"، كشف صنّاع وأبطال الفيلم كواليس العمل وأسباب الجدل المثار حوله، متحدثين بصراحة عن التحديات التي واجهوها، وردود الأفعال المسبقة التي صاحبت الإعلان عنه قبل عرضه على الجمهور.أحمد السبكي: عنوان الفيلم سبب الجدلفي السياق، أكد المنتج أحمد السبكي أن السبب الرئيسي وراء الجدل الكبير الذي أُثير حول الفيلم يعود في المقام الأول إلى عنوانه، موضحا أنه لو لم يحمل هذا الاسم لما أثار كل هذه الضجة الإعلامية والمجتمعية.وأشار السبكي إلى أن ما شجّعه على إنتاج الفيلم هو وجود اسم الكاتب إبراهيم عيسى، مؤكدا ثقته في أسلوبه الفكري وجرأته في تناول القضايا غير التقليدية، وقال: "أدرك أن إبراهيم عيسى يطرح أفكارا غير معتادة، وقد تكون صادمة للبعض، لكن عندما قرأت السيناريو أعجبني كثيرا".وشدّد على أن الفيلم لا يهاجم الدين بأي شكل من الأشكال، بل يقف ضده الإلحاد، موضحا أن سوء الفهم المسبق هو ما تسبب في الهجوم على العمل، داعيًا الجمهور إلى مشاهدة الفيلم قبل إصدار الأحكام النهائية عليه.أحمد حاتم: الدور شكل تحديا حقيقيامن جانبه، أوضح الفنان أحمد حاتم أن مشاركته في فيلم "الملحد" لم تكن قرارا سهلا، مؤكدا أن الدور تطلب تفكيرا عميقا قبل الموافقة عليه نظرا لتعقيد الشخصية وحساسية القضية المطروحة.وبيّن أنه بعد قبوله الدور، خضع لتحضيرات مكثفة، وعمل بشكل احترافي مع مدرب متخصص من أجل تقديم تطور شخصية يحيى بصورة دقيقة تعكس أبعادها النفسية والإنسانية، قائلًا:"الشخصية تمر بمنحنى درامي كبير منذ بداية الفيلم وحتى نهايته، وكان من الضروري أن يعيش المشاهد هذه الرحلة كاملة ويتفاعل معها".وأضاف أن الجدل الذي سبق عرض الفيلم يُعد أمرًا طبيعيًا، بل مؤشرًا صحيًا على أهمية الموضوع، مؤكدًا احترامه لكافة الآراء، ومشددًا على أن رسالة العمل ستتضح بجلاء لمن يشاهده.حسين فهمي: الاختلاف في الرأي ضرورةأما الفنان حسين فهمي، فأكد أن فيلم "الملحد" يتناول قضية شديدة الحساسية تمسّ المجتمع بأسره، موضحًا أنه يفضّل المشاركة في الأعمال الفنية التي تفتح باب الحوار والنقاش مع الجمهور.وأشار إلى أن الاختلاف في الرأي أمر ضروري ومهم، مؤكدًا أن ظاهرة الإلحاد ليست حكرًا على ديانة بعينها، بل موجودة في مختلف الأديان، سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية، وهو ما يجعل مناقشتها أمرًا واقعيًا وليس استفزازيًا.فاطمة ناعوت: انتصار لحرية التعبيرمن جانبها، أعربت الكاتبة فاطمة ناعوت عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذا العمل، مؤكدة أن حماسها للفيلم لا يعود فقط إلى صداقتها مع الكاتب إبراهيم عيسى، وإنما نابع من إيمانها العميق بمبدأ حرية التعبير.وأوضحت أنها سعيدة بخروج الفيلم إلى النور بعد محاولات متكررة لمنعه، معتبرة ذلك خطوة مهمة في دعم الفن الذي يتناول القضايا الفكرية الشائكة ويطرحها للنقاش المجتمعي.محمد العدل: الفن يجب أن يناقش القضايا الحساسةبدوره، أكد المخرج محمد العدل أنه منذ قراءته الأولى للسيناريو كان مدركًا تمامًا لحساسية القضية المطروحة، وأن كثيرين قد يترددون في خوض تجربة فنية بهذا الحجم.وأوضح أن الفن الحقيقي لا ينبغي أن يبتعد عن الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل، بل عليه أن يناقشها بجرأة ووعي، مشيرًا إلى أن القلق الذي صاحب الإعلان عن الفيلم كان متوقعًا بسبب حساسية العنوان والموضوع، وهو أمر صحي يعكس أهمية القضية المطروحة.نجلاء بدر: العنوان ليس إهانةوفيما يتعلق بعنوان الفيلم، دافعت الفنانة نجلاء بدر عن اختيار اسم "الملحد"، مؤكدة أن الكلمة ليست إهانة أو سبّة، وإنما وصف فكري متداول يعبر عن حالة موجودة في المجتمع، ويأتي استخدامه في إطار درامي يناقش الظاهرة ولا يروج لها.(المشهد - مصر)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
