في واحدة من أكثر مباريات الجولة الثانية إثارة وتشويقًا، خطف المنتخب الموزمبيقي الأضواء وكتب فصلًا جديدًا في تاريخه الكروي، بعدما حقق فوزًا تاريخيًا على منتخب الغابون بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، ضمن منافسات المجموعة السادسة من كأس أمم إفريقيا المغرب 2025.
ودخلت موزمبيق اللقاء بعزيمة واضحة على تعويض خسارتها في الجولة الافتتاحية، ونجحت في فرض أسلوبها خلال الشوط الأول، حيث باغتت الدفاع الغابوني بهدف أول حمل توقيع فيصل بنغال في الدقيقة 38 قبل أن يضاعف جيني كاتامو النتيجة بعد أربع دقائق فقط من علامة الجزاء، في سيناريو أربك حسابات الغابون.
ورغم السيطرة الموزمبيقية لم يستسلم منتخب الغابون، إذ قلّص النجم بيير إيميرك أوباميانغ الفارق في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ليُبقي فريقه في أجواء اللقاء مع صافرة نهاية النصف الأول.
ومع انطلاق الشوط الثاني واصلت موزمبيق ضغطها، لتترجم أفضليتها سريعًا عبر كاليلا الذي أحرز الهدف الثالث في الدقيقة 52 معززًا تقدم فريقه ومشعلًا حماس الجماهير. ولم تهدأ المباراة في دقائقها الأخيرة، حيث عاد الغابون مجددًا إلى الواجهة بتسجيل الهدف الثاني عن طريق أليكس موكيتو موسوندا في الدقيقة 76 لتتحول الدقائق المتبقية إلى صراع مفتوح حتى صافرة النهاية.
هذا الانتصار لم يكن عاديًا، بل يُعد الأول في تاريخ مشاركات موزمبيق بكأس أمم إفريقيا منذ ظهورها الأول عام 1986 بمصر، بعدما عجزت في 15 مباراة سابقة عن تحقيق أي فوز، مكتفية بأربعة تعادلات. وجاء هذا الإنجاز بعد بداية متعثرة في النسخة الحالية، عقب الخسارة أمام كوت ديفوار، حاملة اللقب، بهدف دون رد.
وبفضل هذا الفوز، رفعت موزمبيق رصيدها إلى ثلاث نقاط، لتُنعش آمالها في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل، فيما تعقّد موقف المنتخب الغابوني الذي تلقى خسارته الثانية تواليًا بعد سقوطه في الجولة الأولى أمام الكاميرون، ليجد نفسه أمام حسابات صعبة في قادم الجولات.
موزمبيق اليوم لم تحصد ثلاث نقاط فقط، بل انتصرت على التاريخ، وأثبتت أن الإصرار قادر على تحويل الحلم إلى حقيقة في أكبر المحافل القارية.
هذا المحتوى مقدم من وكالة الأنباء المغربية
