يتساءل العديد من المغاربة في جميع ربوع المملكة، عن الجدوى من تنظيم كأس إفريقيا ببلادهم دون أن يتمكنوا من حضور مباريات المنتخب أو المنتخبات الأخرى، بسبب أسعار التذاكر التي حددتها الكاف بتنسيق مع الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي لم تراع القدرة الشرائية للمواطنين الذين يرغبون في متابعة المباريات من الملعب.

وحسب العديد من المواطنين، فقد ارتكبت جامعة كرة القدم والكونفدرالية الإفريقية، خطئا كبيرا من خلال عملية بيع التذاكر عبر الأنترنيت، عوض وضعها في الشبابيك أو في فضاءات مخصصة لذلك بأثمنة في متناول أصحاب الدخل المحدود، من الأسر الفقيرة والمتوسطة، والأشخاص في وضعية إعاقة، مراعاة لهذه الفئات التي حرمت من دخول الملاعب المبنية بأموال المغاربة.

فقد اقتصر حضور مباريات كأس إفريقيا على الفئات الميسورة القادرة على اقتناء التذاكر بمبالغ مرتفعة، إلى جانب المؤثرين الذين يحصلون على التذاكر المجانية من قبل الجامعة، وفئات أخرى محظوظة تلقى الاهتمام من قبل مسؤولي الجامعة و الكاف ، بينما عامة الشعب المغربي يشاهد المباريات عبر التلفاز فقط، دون أن تقوم الجامعة والجهة المنظمة بتخصيص عشرة آلاف أو عشرين ألف تذكرة بأثمنة 50 درهما لإتاحة الفرصة لأبناء الفقراء والطبقة المسحوقة لحضور المباريات.

ويسود استياء كبير لدى الجماهير المغربية بسبب البيروقراطية التي نهجتها الكاف والجامعة في التعامل مع المغاربة من خلال وضع أسعار فوق طاقتهم، واقتصار العملية على الاقتناء الإلكتروني دون مراعاة الفئات الأمية أو التي ليست لها تجربة في مجال التطبيقات والإعلاميات والتوفر على حساب بنكي وإجادة اللغة الفرنسية، حيث أن العملية جد معقدة وتتطلب الحصول على هوية رقمية في تطبيق يالا ، وانتظار المصادقة ثم اقتناء التذاكر، إلى جانب المنافسة والسرعة في الولوج للمنصة، الشيء الذي أدى إلى حرمان الآلاف من مشاهدة مباريات الكان عن قرب، عوض توفيرها في الشبابيك والقاعات الرياضية بشكل يمكن المواطنين من شرائها بدون قيود أو إجراءات تقنية معقدة لا يفهمها إلا من له دراية بالإعلاميات وعالم التطبيقات.

هذا المحتوى مقدم من صحيفة الأسبوع الصحفي