بعد سنوات من الهيمنة.. هل سيواجه ستارلينك منافسة حقيقية في 2026؟

لتقديم خدمات الإنترنت من المدار المنخفض للأرض، تشهد سوق الإنترنت الفضائي المستند إلى الأقمار الصناعية سباقاً عالمياً متسارعاً بين عدد من الشركات العملاقة والناشئة، التي تتنافس مع شبكة «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» التي يملكها الميلياردير إيلون ماسك. وهذا السباق يثير تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان المنافسين أن يحققوا اختراقاً حقيقياً في 2026 ويقلصوا الفارق مع ستارلينك، التي تُعدّ حاليًا المعيار في هذا المجال.

حضور عالمي

منذ إطلاقها في 2019، نجحت «ستارلينك» في بناء واحدة من أكبر شبكات الأقمار الصناعية للإنترنت في المدار المنخفض، مع آلاف الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء وعدد عملاء يتجاوز الملايين في مناطق متعددة حول العالم. إضافة إلى ذلك، عززت الشركة خدماتها من خلال شراكات تقنية وتوسع في خدمات الاتصال المباشر إلى الهواتف الذكية وتغطية المناطق النائية، مما جعلها تتفوق بسهولة على منافسيها التقليديين.

ورغم التحديات التقنية واللوجستية التي تواجه أي مشروع فضائي، فإن ستارلينك تتمتع بميزة السبق في السوق، والتي يصعب على المنافسين اللحاق بها خلال فترة قصيرة. وهذه الميزة تشمل شبكة إطلاق الأقمار الصناعية المتطورة، والخبرة الصناعية المتراكمة، والتكامل مع خدمات الأرضية.

منافسون جدد

أحد أبرز المنافسين هو مشروع «أمازون ليو»، الذي كان يُعرف سابقا باسم «بروجكت كويبر» الذي يهدف إلى نشر أكثر من 3236 قمراً صناعياً لتوفير خدمات الإنترنت من المدار المنخفض، مع توقع بدء تقديم الخدمة التجارية خلال عام 2026. ويمتلك أمازون ليو ميزات تنافسية مثل التكامل مع خدمات (Amazon Web Services)، مما يمنحه قدرة تقنية وتسويقية إضافية. كما طوّر طرازات متعددة من الأجهزة الأرضية لتلبية احتياجات مختلفة، تبدأ من الاستخدام المنزلي وتصل إلى المؤسسات الكبيرة. إلا أن المشروع لا يزال في مراحل مبكرة نسبيا مقارنة بـ«ستارلينك»، وهذا يظهر في الفارق الكبير بعدد الأقمار الصناعية المنتشرة والوقت الذي يحتاجه للوصول إلى طيف تغطية واسع.

إطلاق صاروخ فالكون 9 التابع لـ«سبيس إكس» حاملاً القمر الصناعي «الثريا 4» التابع لشركة «سبيس 42».

سباق جيوسياسي

إلى جانب «أمازون ليو»، هناك مشاريع دولية أخرى تسعى لدخول السوق، من بينها مشروع (Qianfan) الصيني الذي يخطط لإطلاق الآلاف من الأقمار الصناعية لتغطية الإنترنت عالميًا وقد أحرز تقدماً ملموساً، رغم التحديات التقنية والسياسية. كذلك، هنالك مشاريع أوروبية وشبكات تعمل مع مشغلي الاتصالات المحليين لتوفير خدمات خاصة بالطوارئ أو شبكات مستقلة. إلى جانب كل ذلك، هناك أيضًا شركات أخرى مثل (Eutelsat OneWeb) و(Telesat) التي لديها شبكات صغيرة أو خطط توسعية تستهدف الأسواق المتخصصة. لكن رغم هذا التنوع، لا تزال جميع هذه المشاريع في مراحل تطور مختلفة وتخضع لمتطلبات تنظيمية كبيرة قبل أن تشكل تهديداً حقيقياً لـ«ستارلينك».

توقعات مستقبلية

حتى نهاية 2026، من المرجّح أن يزداد التنافس في سوق أمازون ليو للإنترنت الفضائي، مع استمرار ستارلينك في توسيع شبكتها وتشغيل خدماتها في مزيد من البلدان. في الوقت نفسه، المشاريع المنافسة قد تبدأ في تقديم خدماتها على نطاق أوسع، خصوصا في المناطق التي توجد فيها احتياجات قوية للربط بالإنترنت. ومع ذلك، تقول تحليلات الخبراء إن الفارق الذي أنشأته ستارلينك عبر سنوات من التطوير الكثيف لن يُلغى بسهولة، وقد يتطلب من المنافسين عدة سنوات إضافية واستثمارات ضخمة لتقليل هذا الفارق بشكل حقيقي.

بمعنى آخر، على الرغم من ظهور عدة منافسين واعدين في سوق الإنترنت الفضائي، لكن التحدي أمامهم كبير جداً، لأن «ستارلينك» تستغل موقعها المبكر وتوسعها المستمر، بينما المشاريع المنافسة رغم إمكانياتها وقدراتها المالية الكبيرة، تتطلب المزيد من الوقت لتحقيق تغطية وتنافس فعلي على مستوى عالمي.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 12 ساعة
مجلة رواد الأعمال منذ 7 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 6 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ ساعتين
منصة CNN الاقتصادية منذ 7 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات