عقدةُ البحرين: هل تُفكّك الممرّات الضيقة ما تعجز عنه الحروب الكبرى؟

تمهيد

في 26 ديسمبر 2025، خطت دولة إسرائيل خطوة غير مسبوقة عندما أعلنت أول اعترافها رسميا بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة، متجاوزة عقودًا من الجمود الدولي تجاه هذا الكيان الانفصالي الواقع في القرن الإفريقي، المطل على خليج عدن. جاءت هذه الخطوة .

لتشكل إعلانًا محفورًا في ذاكرة الجغرافيا السياسية: ليس مجرد مسافة بين هرجيسا وتل أبيب، بل نقطة محور في صراع أوسع لمن يحكم مفاصل حركات البحار، الموانئ، والتجارة العالمية. منذ بداية الألفية، ظل إقليم صومالي لاند هو كيانٌ بلا اعتراف دولي، رغم أنه يتمتع بإدارة مستقلة منذ 1991 وميليشيات ودولة فعلية، وهو يشرف على أكثر من 740 كيلومترًا من السواحل الحيوية التي تشكل بوابة لـ باب المندب الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر وقناة السويس. في الجانب الآخر من القرن الإفريقي، وعلى الضفة الجنوبية من باب المندب، تتنامى مطالبات الجنوب اليمني بالانفصال وتشكيل حكومة موحدة مستقلة، تدفعها عوامل داخلية وخارجية، وتُنظر إليها دول إقليمية على أنها أداة ضغط وتوازن لقوى أكبر في لعبة صراع النفوذ الإقليمي.

هنا يتقاطع السؤال المركزي: هل نحن إزاء إعادة تشكيل بنى النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي معا، أم انه مجرد تبادل مواقع بين قوى كبرى تنتظر اللحظة المناسبة؟



صومالي لاند: عقدة استراتيجية في دوّامة النفوذ

ليست مجرد كيان طارئ على خريطة القرن الإفريقي، بل هي نقطة تشابك حيوية في قلب مضيق باب المندب، أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم. وجودها يضمن وصولاً بحريًا مباشراً من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، وهو ما يمثل قيمة استراتيجية هائلة لأي قوة تبحث عن امتداد أمني ـ بحري خارج حدودها التقليدية. لذا، فإن الاعتراف الإسرائيلي لم يأتِ من فراغ، بل هو تتويج لأكثر من خمس سنوات من التفكير الاستراتيجي في توسيع دائرة النفوذ نحو شرق أفريقيا وبحر العرب كجزء من أولويات الأمن القومي. فقد ظهرت مؤشرات مبكرة على وعي إسرائيلي بأهمية المنطقة منذ أوائل العقد، حين بدأ الحديث في دوائر سياسية وعسكرية في تل أبيب وواشنطن عن إمكانية ربط ممرات بحرية ومستقبل أمني خارجي بعيدًا عن المحيط المتوسط التقليدي، رغم عدم إعلان مواقف رسمية مباشرة قبل 2025. هذا الاعتراف يشكل تمهيدًا لتعاون أمني واقتصادي أوسع بين إسرائيل وصوماليلاند في مجالات الأمن البحري ومراقبة الملاحة، وربما فتح قواعد لوجستية استخباراتية في مواجهة ما تعتبره تهديدات من الحوثيين المواليين لإيران في اليمن، الذين فرضوا واقعًا أمنيًا معقدًا في مضيق باب المندب عبر هجماتهم المتكررة على السفن الدولية.

وبناءً عليه، يصبح السؤال الاستراتيجي:هل تُعاد صياغة منظومات الأمن البحري من الأطراف، حين تفقد الممرات صبرها على الدول؟أم أننا أمام مرحلة لا تثور فيها الجغرافيا على الدولة، بل تُعاد برمجتها لتخدم من يملك مفاتيح العبور.

-

الجنوب اليمني: تداعيات انفصاله على أمن باب المندب والقرن الإفريقي

في الأيام الأخيرة، نشأت حركة داخلية في الجنوب اليمني تسعى لاستعادة هويتها كدولة مستقلة، مطالبات ازدادت حدتها وسط اضطرابات وانقسامات في اليمن بسبب الحرب الأهلية الممتدة منذ 2014. هذه الحركة لا تنفصل عن الصراع الأكبر بين القوى الإقليمية: السعودية، الإمارات، وإيران من جهة الحوثيين. ما يزيد المشهد تعقيدًا هو أن الجنوب اليمني يشرف مباشرة على خليج عدن وباب المندب، مما يجعله نقطةَ تماس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من وكالة الحدث العراقية

منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 40 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 49 دقيقة
قناة السومرية منذ 8 ساعات
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ 18 ساعة
قناة السومرية منذ 16 ساعة
عراق أوبزيرڤر منذ 9 ساعات
قناة السومرية منذ 10 ساعات
قناة السومرية منذ 11 ساعة
قناة السومرية منذ 12 ساعة