تحدثت في المقال السابق عن قرار إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الأمن القومي العربي، وبيانات الإدانة العربية التي صدرت بعد ذلك . وقلت ان العرب يتحملون مسؤولية اساسية عما حدث بإهمالهم للصومال وتجاهلها لعقود .
الذي حدث مع الصومال هو مجرد مثال واحد لأمثلة كثيرة جدا تجسد ظاهرة كارثية في الحياة السياسية العربية والعمل العربي . نعني ظاهرة ان أزمات كثيرة تتفجر في المنطقة العربية وتطورات خطيرة تحدث الى ان تصل الى حد الكارثة . وفي غضون ذلك لا يفعل العرب شيئا ولا يقدمون على أي تحرك الا بعد وقوع الكارثة .
وحين تقع الكارثة ويكون قد تم فرض امر واقع جديد يهدد العرب والأمن العربي، كل ما يفعله العرب هو ان يصدروا بيانات الإدانة والتنديد والمطالبات للجهات والمنظمات الدولية بالتدخل .
بالطبع رد الفعل العربي على هذا النحو لا تكون له في العادة قيمة او تأثير ملموس .
كيف نفسر هذه الظاهرة؟
هناك ثلاثة اسباب أساسية وراء ذلك :
1 - ان الدول العربية بشكل عام لا تفكر تفكيرا استراتيجيا بعيد المدى . بمعنى ان الدول العربية وبالأخص على صعيد العمل الجماعي العربي لا تملك رؤى استراتيجية بعيدة المدى بخصوص أي قضية كبرى، وبالتالي لا تملك خططا للتعامل مع التطورات المستقبلية ولا تعد سيناريوهات للمستقبل .
بالطبع في ظل هذا الحال لا يمكن ان نتوقع قدرة عربية على التحرك العاجل او التصرف السريع للحيلولة دون وقوع أي كارثة في أي مجال وإزاء اي تطورات .
2 - الخلافات العربية حول كل القضايا تقريبا .
لا تكاد توجد قضية عربية كبرى مهما كانت خطورتها الا وتوجد خلافات عربية حول الموقف منها وكيفية التعامل معها .
في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة أخبار الخليج البحرينية
