يتجه معدن النحاس، اليوم الأربعاء، لتحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ عام 2009، ليصبح أفضل المعادن الأساسية أداءً خلال العام، بدعم من مخاوف نقص الإمدادات وتوقّعات قفزة قوية في الطلب مدفوعة بطفرة الذكاء الاصطناعي والتحوّل في قطاع الطاقة، وهو ما غذّى موجة صعود حادة في الأسعار. يُستخدم النحاس على نطاق واسع في قطاعات الطاقة والبناء، وتزايد اهتمام المستثمرين به مع تصاعد دوره في تكنولوجيا التحوّل نحو الطاقة النظيفة والتوسّع في البنية التحتية لمراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من تراجع السعر الفوري لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بنسبة طفيفة بلغت 0.16% ليصل إلى 12,538 دولاراً للطن المتري بحلول الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش، فإن المعدن الأحمر كان على وشك إنهاء العام بمكاسب تتجاوز 43%.

في بورصة شنغهاي، ارتفع عقد النحاس الأكثر تداولاً بنسبة 1.28% ليبلغ 98,670 يواناً للطن، متجهاً نحو إنهاء العام بمكاسب تفوق 33%.

وقف إنتاج في مناجم كبرى يعزّز الاتجاه الصاعد اخترق النحاس مستويات مفصلية عدة هذا العام مسجلاً مستويات قياسية جديدة، بدعم من تعطّل الإمدادات في المناجم، ومن بينها تعليق الإنتاج في منجم غراسبرغ الرئيسي في إندونيسيا التابع لشركة فريبورت، وهو ما دعم الزخم الصعودي.

ووصل السعر القياسي في بورصة لندن هذا الأسبوع إلى مستوى تاريخي عند 12,960 دولاراً للطن، فيما لامس العقد القياسي في بورصة شنغهاي مستوى قياسياً عند 102,660 يواناً الأسبوع الماضي.

شُحّ الإمدادات خارج أميركا وتحوّل المخزونات تواصل توقعات نقص النحاس المكرر خارج السوق الأميركي دعم الأسعار، مع توسّع الفجوة بين الأسعار في بورصة أميركية وبورصة لندن، وهو ما دفع المخزونات إلى التحوّل من مخازن لندن إلى مخازن أميركية.

وارتفعت مخزونات النحاس في مستودعات أميركية إلى مستوى قياسي بلغ 490,722 طناً وفق بيانات الثلاثاء، بزيادة قدرها 426.75% منذ بداية العام.

وفي المقابل، سجّلت بورصة لندن أحجام النحاس المتاح للتسليم عند 149,475 طناً الاثنين، بانخفاض 44.91%.

قيود صينية تعزّز مخاوف نقص الإمدادات عمّقت خطط الصين للسيطرة على طاقات صهر النحاس المتنامية، إلى جانب نية أكبر المصاهر الصينية خفض إنتاج 2026، من مخاوف نقص الإمدادات.

وكان القصدير أقرب المعادن الأساسية لتسجيل ثاني أكبر مكاسب سنوية بعد النحاس.

فقد تراجع القصدير لثلاثة أشهر في لندن بنسبة 1.38%، لكنه اتجه لإنهاء العام بزيادة تفوق 42%.

وفي شنغهاي، ارتفع العقد الأكثر نشاطاً بنسبة طفيفة بلغت 0.04%، ومتجهاً لمكاسب تقارب 30% على أساس سنوي، مدعوماً بتعطّل الإمدادات في ميانمار وإندونيسيا وتراجع التدفقات إلى السوق الصينية.

أما الألومنيوم، فكان من الرابحين خلال 2025 بدعم من السقف المفروض على قدرات الصهر في الصين، وصعد السعر القياسي في لندن 0.18% الأربعاء متجهاً لمكاسب تقارب 17%، فيما ارتفع العقد في شنغهاي بنسبة 1.78% متجهاً لإنهاء العام بزيادة تقارب 13%.

ارتداد النيكل ومكاسب محدودة في معادن أخرى ويتجه النيكل أيضاً لتحقيق مكاسب سنوية للمرة الأولى منذ 2023، بعدما دعم قرار الحكومة الإندونيسية بخفض حصص التعدين لعام 2026 الأسعار بقوة خلال ديسمبر كانون الأوّل.

وتراجع سعر النيكل في لندن الأربعاء بنسبة 2.28% إلى 16,445 دولاراً للطن، لكنه كان في طريقه لإنهاء العام بارتفاع يفوق 7%.

وفي شنغهاي، ارتفع النيكل بنسبة 1.34% إلى 131,420 يواناً للطن، متجهاً لمكاسب تبلغ نحو 2%.

وتراجعت أسعار الزنك والرصاص في كل من لندن وشنغهاي بنسب متفاوتة مع نهاية العام.

(رويترز)

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية