تراجع تاريخي في النمو السكاني الإسرائيلي

سجل معدل النمو السكاني في إسرائيل هذا العام أدنى مستوى له منذ قيام الدولة، حيث لم يتجاوز 0.9% وفق دراسة حديثة صادرة عن مركز "تاوب" للأبحاث الاجتماعية نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ويعتبر هذا الرقم كسرا للاتجاه التاريخي الذي استمر منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث لم ينخفض النمو عن 1.5% سنويا إلا في حالات نادرة.

يعكس هذا التراجع مجموعة من العوامل المتشابكة: ارتفاع معدلات الوفيات.استمرار انخفاض الخصوبة.زيادة أعداد المغادرين مقارنة بالوافدين.ويؤكد معدو الدراسة أن مرحلة "الذروة الطبيعية" في نمو السكان قد انتهت، ما يفتح الباب أمام تحديات ديموغرافية جديدة.

تحولات في معدلات الخصوبة

رغم استقرار عدد الولادات عند نحو 180 ألف سنويا خلال العقد الأخير، تكشف البيانات عن اتجاه عام نحو تراجع الخصوبة. فبين النساء المسلمات والدروز والمسيحيات، انخفضت معدلات الإنجاب بنسبة تقارب 30% خلال السنوات الأخيرة.

أما بين النساء اليهوديات، فقد بدأت مؤشرات الانخفاض بالظهور أيضا: حيث تراجع معدل الخصوبة لدى العلمانيات والتقليديات من نحو طفلين إلى 1.7، بينما يتوقع أن ينخفض لدى المتدينات من 3.7 إلى 2.3، ولدى الحريديم من 6.5 إلى 4.3 طفل لكل امرأة.

وعلى الرغم من أن معدلات الإنجاب في الأوساط الدينية والحريدية ما تزال مرتفعة نسبيا، إلا أن الدراسة تشير إلى أن نحو 15% من أبناء هذه المجتمعات يغادرونها عند بلوغهم سن الرشد، ما يقلل من أثر الخصوبة المرتفع على المدى الطويل.

أثر الشيخوخة والوفيات

العامل الآخر المؤثر هو الارتفاع المتواصل في عدد الوفيات، نتيجة دخول شرائح عمرية واسعة من اليهود والعرب إلى العقدين الـ7 والـ8 من العمر، وهي مراحل ترتفع فيها معدلات الوفاة بشكل حاد.

ويضعف هذا التحول قدرة النمو الطبيعي على تعويض الفاقد السكاني.

ولطالما اعتمدت إسرائيل على النمو الطبيعي لتعزيز عدد سكانها، لكن مع تغير المعادلة باتت بحاجة إلى ميزان هجرة إيجابي.

وتشير المعطيات إلى العكس: ففي عام 2025 بلغ الفارق السلبي بين القادمين والمغادرين نحو 37 ألف شخص.

وأكدت بيانات الأشهر الـ9 الأولى من العام إلى أن عدد المهاجرين الجدد هو الأدنى منذ 2013، باستثناء عام الجائحة.

وليس معظم المغادرين من مواليد إسرائيل وبينهم آلاف من القادمين بعد حرب أوكرانيا عام 2022، لكن اللافت أن أعداد الإسرائيليين المولودين في البلاد الذين يغادرون في تزايد مضطرد، حيث ارتفع الرقم من أقل من 20 ألف عام 2022 إلى أكثر من 30 ألف في 2025.

صورة معقدة

وعلى الرغم من هذه المؤشرات المقلقة، يشير الباحثون إلى أن الهجرة ليست بالضرورة سلبية إذا كانت مؤقتة، إذ قد تتيح فرصا لاكتساب خبرات جديدة وتعزيز التعاون الأكاديمي والتجاري.

ويبقلا الغموض قائما حول ما إذا كان ارتفاع أعداد المغادرين سيقابله في المستقبل عودة واسعة للإسرائيليين إلى بلادهم.(ترجمات)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
قناة العربية منذ 16 ساعة