أثار حادث رفض دخول عالم فرنسي إلى الولايات المتحدة في مارس الماضي، بعد أن خضع هاتفه لتفتيش من قبل سلطات الحدود، جدلا واسعا بين واشنطن وباريس.
وبينما نفت السلطات الأميركية أن يكون القرار مرتبطا باعتبارات سياسية، رأت باريس أن رسائل تتعلق بسياسات الرئيس دونالد ترامب لعبت دورا في الحادثة، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة سؤالا ملحا: هل هذه الممارسات قانونية؟
ووفق القانون الأميركي، فإن الإجابة هي" نعم"، حيث يتمتع موظفو الجمارك وحماية الحدود (CBP) بسلطات واسعة تسمح لهم بتفتيش الهواتف وأجهزة الحاسوب المحمولة وغيرها من الوسائط الإلكترونية، استنادا إلى استثناء من الحماية التي يوفرها التعديل الرابع ضد التفتيش من دون مذكرة قضائية.
وتشير بيانات الوكالة إلى أنها أجرت أكثر من 55 ألف عملية تفتيش للأجهزة خلال السنة المالية 2025، أي ما يعادل 0.01% فقط من أصل 420 مليون مسافر عبروا المنافذ الجوية والبرية والبحرية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".الأمن القومي والحقوق الفردية
تؤكد الوكالة أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع دخول مواد رقمية محظورة أو محتوى مرتبط بالإرهاب، لكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف متزايدة لدى المسافرين الذين أبلغوا عن استجوابهم بشأن محتوى محمي قانونيا، مثل الآراء السياسية أو المراسلات الخاصة.
وتختلف الحقوق الرقمية للمسافرين بحسب الجنسية ومكان الدخول، حيث أظهرت البيانات أن معظم الأجهزة التي خضعت للتفتيش تعود لغير المواطنين، مع ارتفاع نسبة الأجهزة الخاصة بالأميركيين من 21% إلى 25% خلال الأعوام الأخيرة.
ويملك موظفو الحدود صلاحية طلب فتح الأجهزة، لكن القانون يلزمهم بالسماح للمواطنين والمقيمين الدائمين بالدخول حتى في حال رفضهم، إلا أن الأجهزة قد تصادر لأيام عدة وربما أسابيع، وفق تقدير المسؤولين.
ويصف خبراء الخصوصية قرار فتح الجهاز بأنه "شخصي للغاية"، إذ قد يوازن المسافر بين حماية بياناته وبين فقدان هاتفه لفترة طويلة.
وفي حالات نادرة، قد يجرى تفتيش جنائي متقدم يشمل نسخ محتويات الجهاز وتحليلها، بما في ذلك الملفات المحذوفة.
وبحسب التقرير، ليست القوانين الفيدرالية موحدة في هذا المجال، ففي بعض الولايات يشترط وجود "شك معقول" لإجراء تفتيش جنائي بينما لا يطلب ذلك في ولايات أخرى.
أما في نيويورك، فالوضع أكثر تعقيدا بسبب تضارب قرارات المحاكم، فيما تدرس محكمة الاستئناف قاعدة موحدة.
ويتيح القانون استثناء واسعا يتعلق بـ"الأمن القومي" ما يمنح السلطات هامشا كبيرا في تفسيره.
كيف تحمي بياناتك؟
ينصح خبراء الخصوصية المسافرين باتخاذ إجراءات وقائية منها استخدام كلمات مرور قوية، وتحديث أنظمة التشغيل، وإيقاف الجهاز قبل الوصول إلى الجمارك لتعطيل خاصية التعرف على الوجه أو البصمة.
ويوصى بالاحتفاظ بنسخ ورقية من الوثائق المهمة والاعتماد على نسخ احتياطية في السحابة مع إمكانية مسح الجهاز قبل السفر.
وفي حال مصادرة الجهاز، يحق للمسافر الحصول على إيصال رسمي يحدد جهة الاتصال المسؤولة.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
