اخترنا الربع الأخير من مجرى سيل الزرقاء "يابوق" لمسار ريفي حيث المشهد ربيعيّ النسيم
كانت البداية من طواحين العدوان وهو الأشهر على نهر الزرقاء "يركا" الذي اختفت الأسماك من مياهه بعد أن تلوثت منذ عهد قريب، وما زلنا نسمع ذكرياتها من الآباء والأجداد، ورحل صيدهم واصطيافهم هناك، وعن منبعه في عمان قبل بناء سقف اسمنتي لمجراه أسفل شارع قريش بوسط البلد
أقام الشيخ عدوان النمر أخو رشيدة الخزاعلة طاحونته على الجزء الجنوبي من السيل بمجرى لجر الماء لبرجها الثلاثي المسارب؛ لتنهمر وتحرك حجر الرحى الذي صمت بعد أن تغيرت التقنية وهجر لمحراث وتمدن الفلاح وأصبح قمحنا أبيض يأتينا من بعيد لبلاد لم يزرها منا الكثير، لتصبح من التراث والذاكرة الوطنية ضمن أراضي عشيرة بني حسن الخصبة على الطريق الإسفلتية الواصل بين الزرقاء وجرش وليس ببعيد بدرب إيلاف قريش وطريق تراجان الحجري بين فيلادلفيا وجراسا
اخترنا مسار استجمامي سهل ضمن الطرق الريفية لشمالي السيل، حيث سفوح مشرفة على المجرى الذي كان يضيق ويتسع عابرين مزارع وكروم فيها مما طاب ولذ، ومستنبتات مجاورة لها النخل والزيتون مستغلة كل شبر بمستوى عالٍ من التقنية، بمشاهد لا تتركك إلا بالتقاط العديد من الصور لتسلسلها اللوني وترتيبها الهندسي العفوي الذي حظي ارتفاع مسارنا فاكتمل المشهد من أعلى
ما من خطوة إلا كان بها النبات الجديد؛ فشقائق النعمان والأقحوان والشومر تفتحت لتكون سيدة الطريق، وما احتضنته من حشرات تمتص رحيق بتلاتها وتلقح أخريات بتكامل فطري لدورة الحياة، مصادفين بينها عدد من السلاحف خرجت لتقتات مع الصباح بين نتش البلان والحندقوق الذي تغنينا بشذاة في اغانينا الشعبية
شدنا ضخامة الكينا "الكافور" الذي قد جاء به الجند الأستراليون أبان الحرب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة عمون الإخبارية
