عمان- بعد غياب طويل، تعود المطربة الأردنية رويدا العاص إلى عالم الغناء، لتطل على جمهورها بإعادة توزيع أغنيتها الوطنية يا بلادي أنت حرة ، في إطار جديد من إنتاج وزارة الثقافة، بمناسبة احتفالات المملكة بمئوية الدولة، وهي من ألحان والدها الراحل الموسيقار جميل العاص، وكلمات ناصر محمد، وتوزيع موسيقي حسان عوني، وتم تصويرها على نظام كروما في ستوديوهات نشمي
وتمتلك رويدا العاص واسمها الحقيقي سميرة العاص، صوتاً فريداً، يتميز بتلك البحة الخاصة بها، التي تجعل المستمع يتعرف عليها من أول جملة. كما تملك قدرة رهيبة على تمثيل المعنى، فيشعر المتلقي بصدق الجملة الشعرية التي يتناغم مضمونها مع طريقة الأداء، فتلك التموجات الصوتية التي تصاحب نبرة الشجن عندها كفيلة بأن تجعل الحمولة الدلالية للجملة أو للمقطع الغنائي تقع عند المتلقي موقعاً عميقاً ومؤثراً
وتقول الفنان يؤسس شخصيته الطربية بأغان يندمج معها الجمهور ومختلفة عن باقي الألوان الغنائية، فجمهور الأغنية الطربية مختلف تماما عن باقي الألوان الغنائية ، مشيرة إلى أهمية إتقان الفنان مخارج الحروف الصحيحة في أدائه الغنائي الذي يسهم بشكل كبير في نجاحه، وخصوصا إذا أدى الأغنية باللهجة العامة، مؤكدة أنها ستصل إلى الجمهور بسلاسة، ما يعزز قوة شخصيتها وحضورها في العالم الغنائي
وتؤكد العاص أن الأغنية الطربية العاطفية لن يلحقها أي ضرر يطمس هويتها الأصيلة، ما دامت تلقى آذانا صاغية لمؤديها، على اعتبارها جزءاً مهماً من الأصالة والتراث والطرب، وهي عوامل تشكل أساسا متينا للفن، مشيرة بحسب قولها: لا يمكن لمطرب أن يعبر عن موهبته الحقيقية أمام الناس، إلا إذا مر من خلال النقاء الطربي، وهو منطلق صحيح لتحسين الأداء والاستماع والصوت قبل كل شيء
كما تعيد تأكيد أهمية الفن الغنائي الملتزم ودخوله وجدان المتلقي، مشيرة إلى أنه من الصعب لأي مطرب الخروج من نمط الطرب، لأنه سرعان ما يعود إليه، فهو مهارة يصعب على المطرب تجاهلها، خصوصا بعد إتقانها والتولع بها
وتحمل العاص مع الموزع حسان عوني مشروعاً لإعادة الأغاني التي كتبها ولحنها والدها الموسيقار جميل، وأدتها المطربة اللبنانية سميرة توفيق، إضافة لإعادة أغانيها، وذلك لتنفيذ الوعد الذي قطعته لوالدها باستكمال مسيرتها الفنية التي بدأتها منذ نعومة أظفارها، في إعلاء شأن الأغنية الأردنية وإعادة مكانتها كما كانت في السابق، إلا أن هذا المشروع لم يلاق الدعم لإبرازه حيز الوجود، مؤكدة أنها تواجه إحباطاً لعدم تلقيها الدعم الحكومي لإنتاج هذا المشروع الذي من شأنه إحياء الأغنية الأردنية وإعادة ألقها كما كانت في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي
وتقول العاص، في حديثها لـ الغد : طموحي ومشروعي الفني قائم على بناء نوع ونمط غنائي جديد يضم أنماطا وأنواعا غنائية موسيقية مختلفة بصيغة جديدة، وتعلمتها لبناء شخصية غنائية موسيقية مستقلة وخاصة بما أقدمه من أعمال ، مبينة أن مشروعها الغنائي ينطلق اعتماداً على بحثها الدائم عن الاستقلالية الفنية وتقديم الجديد للأغنية الأردنية
وترى العاص أن الفن الغنائي بحاجة إلى تضافر كل الجهود والتنظيم بشكل أكبر لتلافي المشاكل التي تعترض سيرها، منوهة لكل ما قدم من أعمال تسهم في استمرار العمل الغنائي في هذا الوقت الصعب، وبخاصة في ظل عدم الاهتمام بإنتاج الأغنية الأردنية. وتضيف ثقافتنا الغنائية تتميز بخصوصيتها الرائعة، إلى جانب تكاملها وانسجامها مع غيرها من ثقافات المحيط الجغرافي لها ، معتبرة أن هناك خطرا يهدد هويتها لعدم وجود تصنيف وحفظ علمي لها، ما يجعلها عرضة للتغير في أساسياتها مع الزمن لعدم تدوينها
وتؤكد العاص أنه لا يوجد عدد كبير من شركات الإنتاج الفنية الوطنية التي ترعى الناحية الغنائية والموسيقية، عكس الاهتمام الكبير بقطاع الدراما، ما يستدعي إيجاد حلول سريعة لمساعدتنا على الانتشار، داعية الحكومة إلى الانتباه إلى الفنان الأردني الذي يحتاج إلى الحضن الدافئ، وتدعيم إبداعه ليستمر في تقديم رسالته الإنسانية للناس كما كانت في السابق. وتشير إلى أن الفن يتراجع والسبب غياب الاهتمام به، وسيبقى يتراجع إذا لم يكن هناك دراسة لواقع الحركة الفنية وتطويره، وإيجاد منافذ للإنتاج الفني برمته، ودعم قطاع الإنتاج الخاص للمساهمة في رفع سوية الحركة الفنية برمتها
واعترفت بأنها مدينة للتراث الموسيقي العربي الذي ينهل منه دائما، مؤكدة ضرورة إحياء التراث ليكون أكثر قربا من الأجيال.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
