الصين تطلق أكبر حزمة تحفيز منذ الجائحة.. والأسواق تحتفل

أطلقت الصين أكبر حزمة تحفيز اقتصادي منذ جائحة كورونا، في محاولة جديدة لإنعاش النمو الاقتصادي المتباطئ واستعادة الزخم بعد أشهر من البيانات السلبية والتعثر الكبير لعمالقة قطاع العقار، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق مستهدف نمو عند 5%.

وكشف بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني )،اليوم الثلاثاء، عن أكبر حزمة تحفيز يتم إقرارها منذ الوباء، وذلك بعدما تباطأ نمو الاقتصاد الصيني خلال الربع الثاني من العام 2024، إلى 4.7 % على أساس سنوي، نزولاً من 5.3 % في الربع الأول للعام نفسه، ومقابل توقعات تسجيل نمو بنسبة 5.1% خلال الفترة.

تمثل الحزمة الأوسع والتي تقدم المزيد من التمويل وخفض أسعار الفائدة، محاولة قد تكون الأخيرة من جانب صناع السياسات لاستعادة الثقة بثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد سلسلة من البيانات المخيبة للآمال التي أثارت مخاوف من تباطؤ طويل الأمد.

رد فعل الأسواق

ارتفعت الأسهم الصينية بوتيرة حادة عند نهاية تعاملات اليوم بنسبة تجاوزت 4%، وسجلت الأسهم الآسيوية أعلى مستوياتها في عامين ونصف العام.

في الوقت ذاته ومع استمرار فرق سعر الفائدة بين اليوان والدولار ارتفعت قيمة العملة الصينية إلى أعلى مستويات منذ مايو 2023.

زادت قيمة اليوان إلى أعلى مستوياتها في 16 شهراً مقابل الدولار، وزاد الرنمينبي إلى مستويات 7.0338 لكل دولار بارتفاع 0.3%.

قفز مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ 4.13% إلى مستويات 19000 بزيادة 753 نقطة.

ارتفع مؤشر شنغهاي الرئيس في الصين 4.15% أو ما يعادل 114 نقطة إلى مستويات 2863 نقطة.

صعد مؤشر شنزن CSI 300 بنسبة 4.35 إلى مستويات 3352 نقطة رابحا 140 نقطة.

سنخفض، في المستقبل القريب، حجم النقد الذي يتعين على البنوك الاحتفاظ به كاحتياطيات بمقدار 50 نقطة أساس

ماذا حدث؟

أعلن محافظ البنك المركزي الصيني بأن جونغ شنغ عن خطط لخفض تكاليف الاقتراض وضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد، فضلاً عن تخفيف أعباء سداد الرهن العقاري على الأسر.

وقال في مؤتمر صحفي: «إن البنك المركزي سيخفض في المستقبل القريب حجم النقد الذي يتعين على البنوك الاحتفاظ به كاحتياطيات - المعروفة باسم نسب الاحتياطي الإلزامي - بمقدار 50 نقطة أساس».

يعني قرار الصين الجديد تحرير نحو تريليون يوان (142 مليار دولار) للإقراض الجديد، من الاحتياطيات الإلزامية القابعة في خزائن البنوك.

واعتماداً على وضع سيولة السوق في وقت لاحق من هذا العام، فإن نسبة الاحتياطي الإلزامي قد تُخْفَض بمقدار 0.25 إلى 0.5 نقطة مئوية.

خفض الفائدة

أعلن محافظ بنك الشعب الصيني أن البنك يعتزم خفض سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام، وهو معياره الجديد، بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 1.5%، فضلاً عن أسعار الفائدة الرئيسة الأخرى.

فيما تعتمد الصين ثلاثة أسعار رئيسة للفائدة، الأول سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام، والثاني أسعار الفائدة لمدة عام والثالث أسعار الفائدة الخلاصة بالقروض العقارية لمدة 5 سنوات، إلا أن محافظ البنك لم يحدد متى ستدخل هذه الخطوات حيز التنفيذ.

وتفاجأت الأسواق صباح أمس الاثنين، بقرار بنك الصين المركزي، بخفض معدل الفائدة على إعادة الشراء العكسي لأجل 14 يوماً، بواقع 0.1%، ليصبح معدل الفائدة على إعادة الشراء العكسي عند مستوى 1.85%، وذلك من 1.95% سابقاً.

أزمة العقارات

تضمنت حزمة الإنعاش دعم سوق العقارات خفض أسعار الفائدة المتوسطة بمقدار 50 نقطة أساس على الرهن العقاري الحالي.

وأشار محافظ البنك إلى أن هناك توجيها سيصدر بخفض الحد الأدنى لمتطلبات الدفعة المقدمة إلى 15% على جميع أنواع المساكن، من بين تدابير أخرى نزولا من 20%.

في مطلع العام الجاري أقر البنك المركزي في قرار غير مسبوق خفض الحد الأدنى لمتطلبات الدفعة المقدمة من 30% إلى 20%.

نعتزم خفض سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام

هل تنجح؟

ألغت بكين العديد من القيود على شراء المنازل وخفضت بشكل حاد أسعار الرهن العقاري ومتطلبات الدفعة الأولى، ولكن الإجراءات السابقة فشلت حتى الآن في إنعاش الطلب أو وقف هبوط أسعار المساكن، التي انخفضت بأسرع وتيرة في أكثر من تسع سنوات في أغسطس.

يأتي ذلك بينما تئن سوق العقارات في الصين بعدما دخلت حالة تباطؤ حاد منذ أن بلغت ذروتها في عام 2021، حيث تخلف عدد من المطورين عن سداد ديونهم.

في الوقت ذاته ازدادت مخزونات الشقق والعقارات غير المباعة لتصل إلى مستويات مقلقة ما أدى إلى هبوط أسعار المساكن إلى أدنى مستوى في 3 سنوات.

كما أثقلت أزمة العقارات كاهل الاقتصاد، وأدت إلى شلل ثقة المستهلكين، نظراً لأن 70% من مدخرات الأسر مستثمرة في العقارات، وفق بيانات رسمية.

ورغم حزم التحفيز السابقة أظهرت البيانات الحديثة تراجع ثقة الأسر التي تشعر بعدم اليقين بشأن آفاق دخلها في سوق عمل ضعيفة، وأنها قد لا تكون على استعداد لتحمل قدر أكبر من الديون.

أداة جديدة

قدم بنك الشعب الصيني أداة جديدة لتعزيز سوق رأس المال، عبر إتاحة برنامجين جديدين للتمويل:

البرنامج الأول

برنامج مبادلة بقيمة أولية قدرها 500 مليار يوان ـ للصناديق وشركات التأمين والوسطاء، ويتيح الوصول بسهولة أكبر إلى التمويل من أجل شراء الأسهم.

البرنامج الثاني

برنامج يوفر ما يصل إلى 300 مليار يوان في شكل قروض رخيصة من بنك الشعب الصيني للبنوك التجارية لمساعدتها على تمويل عمليات شراء وإعادة شراء أسهم كيانات أخرى.

دعم الفيدرالي

تأتي الإجراءات الصينية الأخيرة بعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بشكل كبير الأسبوع الماضي.

سمح قرار الفيدرالي لبنك الشعب الصيني بتخفيف الظروف النقدية دون الضغط كثيرا على اليوان نظرا لفوارق أسعار الفائدة، ولا يزال هناك مجال لمزيد من التيسير.

نظرا للبيانات السلبية الأخيرة الصادرة عن الاقتصاد الصيني خفضت البنوك الاستثمارية على غرار «غولدمان ساكس» و«نومورا» و«يو بي إس» و«بنك أوف أميركا» توقعاتها للنمو في عام 2024.

كما أظهرت البيانات الرسمية تسجيل الناتج المحلي الإجمالي (معدل النمو) نموا بنسبة 4.7% دون التوقعات بنمو 5% ودون النمو في الربع الأول 5.3%.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ 28 دقيقة
صحيفة الاقتصادية منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
إرم بزنس منذ 6 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 7 ساعات