كيف أصبحت تايلور سويفت "الناخب الأكبر" في أميركا؟. وما حقيقة أن المغنية الشابة والتيار الذي يحمل اسمها "السويفتيون" فتحت الطريق أمام كامالا هاريس إلى البيت البيض؟. وهل يمكن أن تكون الكتلة الوازنة في انتخابات رئاسة أميركا 2024؟. تقرير "اندبندنت عربية" يناقش معكم الإجابات #نكمن_في_التفاصيل

هل يمكن للمغنية الأميركية الشابة، تايلور سويفت، أن تكون الكتلة الوازنة في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024؟

علامة استفهام تتجلى في الأفق، لا سيما منذ نشرها منشوراً على موقع "إنستغرام"، حمل توقيع "سيدة القطط بلا أطفال" في إشارة إلى تعليقات نائب ترمب المختار للترشح على تذكرته جي دي فانس.

في منشورها الذي كسر صمتها في شأن تصويتها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قالت تايلور "سأصوت لمصلحة كامالا هاريس، لأنها تناضل من أجل الحقوق والقضايا التي أعتقد أنها في حاجة إلى محارب من أجلها".

هل هذه هي المرة الأولى التي تقترب فيها المغنية الذائعة الصيت من منطقة الانتخابات الرئاسية الأميركية لهذا العام؟

بالقطع لا، ففي مارس (آذار) الماضي، حثت سويفت معجبيها في ولاية تينيسي، موطنها الأصلي، وغيرها من الولايات، على ممارسة حقهم الديمقراطي من خلال الإدلاء بأصواتهم في "نهار الثلاثاء الكبير".

في ذلك النهار كتبت تايلور "أريد أن أذكركم بأن تصوتوا للأشخاص الذين يمثلونكم أكثر من غيرهم للوصول إلى السلطة".

على أن السياسة التي تجري في دماء تايلور، هي عينها التي دفعتها عام 2018 إلى مناصرة الديمقراطي فيل بريديسين الذي خسر سباق مجلس الشيوخ أمام الجمهورية مارشا بلاكبيرن، والنائب جيم كوبر، الديمقراطي الذي فاز بإعادة انتخابه لمجلس النواب، ثم أيدت لاحقاً جو بايدن في فوزه على الرئيس ترمب عام 2020.

هل استطاع منشور تايلور أن يضيف لمسة إيجابية على أجواء الانتخابات الأميركية بصورة عامة، مما يجعل من السباق إلى البيت الأبيض هذه المرة له مذاق خاص، عبر تصويت حاشد غير مسبوق؟

ثم وربما هذا هو الأهم: هل يجيء دعم تايلور نائبة الرئيس هاريس ليعزز بالفعل من حظوظها في الفوز، أم أنه سيتسبب لها في نتيجة عكسية؟

وبين هذا وذاك، ماذا عن ظاهرة "السويفتيون الجدد"، وتأثيرهم في عملية الاقتراع نهار الثلاثاء الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل؟

تايلور الكاريزماتية متعددة المواهب

من الواضح أننا أمام شخصية كاريزماتية، ينطبق عليها تعبير "الكتكوت الفصيح في البيضة يصيح"، لا سيما أنها أظهرت اهتماماً بالموسيقى في سن مبكرة، وتقدمت بسرعة من الأدوار في مسرح الأطفال إلى ظهورها الأول أمام حشد من الآلاف. كانت تبلغ من العمر 11 سنة عندما غنت "ذا ستار سبانغلدبانز" قبل مباراة كرة السلة لفريق "فيلادلفيا سفنتي سيكرز"، وفي العام التالي التقطت الغيتار وبدأت في كتابة الأغاني.

ولدت سويفت عام 1989 ونشأت في ويوميسينغ، بنسلفانيا، لأبوين أندريا ربة منزل، وسكوت سمسار بورصة، غير أن دماء الفن من الواضح أنها كانت تجري في عروقها من جدتها ماجوري فيتالي مغنية الأوبرا.

عندما كانت تايلور في الصف الرابع ربحت مسابقة شعرية وطنية بقصيدة من ثلاث صفحات كان عنوانها "وحش في خزانتي"، وفي عمر الـ10 علمها مصلح حواسيب كيف تعزف على ثلاثة من أوتار القيثارة.

استلهمت سويفت موسيقاها من فناني موسيقى الريف مثل شانيا توين وديكسي تشيكس، إذ ابتكرت مادة أصلية تعكس تجربتها مع اغتراب المراهقين.

خلال السنوات التالية أصدرت عدداً من الألبومات، التي لاقت رواجاً منقطع النظير في الداخل الأميركي، مما أدى إلى حصولها على الأسطوانة البلاتينية عام 2007 بعد أن باعت أكثر من مليون نسخة في الولايات المتحدة.

تمتلئ الشبكة العنكبوتية والمواقع الإنترنتية بأخبار وقصص سويفت، التي تسلقت الشهرة بسرعة الصاروخ، كما أنشأت شركة خاصة لأدوات التجميل، وكلاهما زادا من ثروتها التي بلغت 1.1 مليار دولار، وبالوصول إلى العام الماضي 2023، كانت مجلة "تايم سويفت" تكرمها كشخصية العام، وجاء هذا التكريم بعد فترة وجيزة من إعلان منصة بث الموسيقى "سبوتفاي" أن سويفت هي أكثر من يستمع إليها جمهور المنصة.

هل غازلت شهوة السلطة سويفت، كما غازلت وتغازل كثيراً من مشاهير هوليوود، وبعضهم وصل بالفعل إلى البيت الأبيض كما الحال مع رونالد ريغان؟

سويفت وطريق من المواقف السياسية

من الواضح أن دعم سويفت هاريس لم يكن أول مسيرة المواقف السياسية لمغنية البوب الأميركية الشهيرة، فقد تزايد حضورها السياسي على مدى السنوات الـ13 الماضية. ففي عام 2012 أخبرت الصحافي النرويجي فريدريك سكافلان عن سبب عدم تحدثها في شؤون السياسة "أتصور أنني مغنية تبلغ من العمر 22 سنة ولا أعرف ما إذا كان الناس يريدون حقاً سماع آرائي السياسية... أعتقد أنهم يريدون سماعي أغني أغاني عن الانفصال والمشاعر".

غير أن الأمر تغير بعد ذلك، ففي فيلمها الوثائقي Miss Americana الذي عرض على شبكة "نتفليكس" عام 2020، تحدثت سويفت عن معتقداتها السياسية، وأيدت في ذلك الوقت مرشح مجلس الشيوخ الأميركي فيل بريدسين، الديمقراطي من ولاية تينيسي كما سبق الإشارة.

قبلها بعامين حذرتها وكيلة الدعاية الخاصة بها تيري باين، من ملاحقة ترمب لها، فكان رد سويفت مازحة "ليذهب إلى الجحيم. أنا لا أهتم إذا تعرضت لهجوم سيئ من الصحافة". وأضافت "لا تضعوا عنصرياً معادياً للمثليين في المنصب".

يوماً تلو الآخر كانت رؤى سويفت السياسية تتصاعد وتتجذر، إلى درجة أن والدها، سكوت سويفت، أعرب عن قلقه ومخاوفه على حياتها وسلامتها بعد إحدى المناقشات الحادة التي أعقبت عرض فيلمها الوثائقي هذا، مردداً "أشعر بالرعب الآن وأفكر في الخروج وشراء سيارة مدرعة"، في إشارة لا تخطئها العين إلى التهديدات التي تتعرض لها ابنته، على رغم أن هذا كان قبل تأييدها الواضح هاريس، الذي يضعها حكماً في مواجهة ثورة اليمين الأميركي المتشدد إلى حد التطرف.

اتخذت سويفت موقفاً مناهضاً لترمب، فبعد أربعة أيام من مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة، وصفت المغنية الأشهر ترمب في منشور لها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه الشخص العنصري الذي يؤجج نيران التفوق الأبيض والعنصرية طوال فترة رئاسته ووجهت له سؤالاً قاسياً "هل لديك الجرأة للتظاهر بالتفوق الأخلاقي قبل التهديد بالعنف؟" وأجابت "عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار" واختتمت بقولها "سنصوت لإخراجك في نوفمبر المقبل"، وهذا ما حدث بالفعل.

تأثير سويفت بعد منشور هاريس

لعل العالم يتساءل: كيف يمكن أن يكون لمغنية شابة مثل هذا التأثير الكبير في مسارات الأحداث في الداخل الأميركي، وغالب الظن أن كثيراً من الأميركيين يشاركون التساؤل عينه.

أدى منشور سويفت الذي تدعم فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس في سباق البيت الأبيض، إلى دفع أكثر من 400 ألف أميركي لزيارة موقع vote.gov، على مدى اليوم التالي، وهي علامة على التأثير المحتمل لقرارها بالتحدث علناً عن انتخابات نوفمبر المقبل.

والمعروف أن هذا الموقع تديره وكالة فيدرالية تعرف باسم "إدارة الخدمات العامة"، بالشراكة مع لجنة مساعدة الانتخابات الأميركية. يتضمن الموقع معلومات حول كيفية التسجيل للتصويت ويوجه المستخدمين إلى مكاتب التسجيل في الولايات.

ما الكلمات المفتاحية التي أوردتها سويفت ودعت إلى هذا الانقلاب الذهني عند مئات من آلاف الأميركيين؟

"لقد أجريت بحثي، واتخذت قراري. البحث متروك لك. والاختيار متروك لك. أريد أيضاً أن أقول، وبخاصة للناخبين أول مرة، تذكروا أنه من أجل التصويت، يجب أن تكون مسجلاً، كما أجد أنه من الأسهل التصويت مبكراً".

هذا ما قالته سويفت، وهذا ما ترك انطباعاً كبيراً وهائلاً على أعداد كفيلة بأن تغير بالفعل نتيجة الانتخابات الأميركية، التي قررتها في مرات سابقة، نحو 500 صوت، ولو مشكوك فيها في فلوريدا عام 2000 لتحسم المسابقة الرئاسية لمصلحة بوش الابن، حتى لو عاد الأميركيون وندموا على "آل غور الذي ضيعوه"، والتعبير هنا لمنظر العولمة الأميركي الأشهر توماس فريدمان من "نيويورك تايمز".

ولعله من المثير أن حملة هاريس، ومن جراء دعم سويفت، حظيت بدعم سريع وفاعل ومؤثر، ذلك أنه سرعان ما بدأت الحملة في بيع أساور الصداقة التي تحمل اسم هاريس ووولز، وهي الأكسسوارات الأنيقة التي ارتداها ملايين المعجبين بسويفت في جولتها الموسيقية Eras Tour حول العالم، وقد بيعت الأساور بالكامل وبسرعة شديدة خلال 24 ساعة.

عدت سويفت أن هاريس "زعيمة ثابتة وموهوبة"، ويبدو أن اختيارها كلماتها في منشور "إنستغرام" كان يتمتع بذكاء شديد، استطاعت من خلاله أن توجه ضربات عداء للعنصرية لحملة ترمب الانتخابية، التي تفوه نائبه المرشح خلالها بعبارات غالب الظن أنها أدت إلى تضرر الحملة الجمهورية... كيف ذلك؟

بتفصيل ما أشرنا إليه في المقدمة، فإن سويفت وقعت على منشورها باسم "سيدة القطط التي ليس لديها أطفال"، في إشارة إلى تعليقات السيناتور جي دي فانس، المرشح لمنصب نائب ترمب، ففي مقابلة عام 2021 قال فانس "إن البلاد يديرها مجموعة من سيدات القطط التي ليس لديهن أطفال، واللاتي يعانين البؤس في حياتهن".

غير أنه لاحقاً، وبعد منشور سويفت الأخير هذا، وفي مقابلة له مع قناة "فوكس نيوز"، قال فانس "نحن معجبون بموسيقى سويفت، لكن لا أعتقد أن معظم الأميركيين، سواء كانوا يحبون موسيقاها أو من معجبيها أم لا، سيتأثرون بشخصية مشهورة من المليارديرات التي أعتقد أنها منفصلة بصورة أساسية عن مصالح ومشكلات معظم الأميركيين".

هل كان فانس على حق في أن منشور سويفت لم يكن له تأثير يذكر، أم أن الحقيقة على خلاف ما ذهب إليه؟

السويفتيون والتسويق لهاريس انتخابياً

يعبر مصطلح السويفتيين عن ملايين الأميركيين المعجبين بالمغنية الشابة، الذين باتوا وعن حق يمثلون قوة ضاغطة وفاعلة ومؤثرة في سياق الأحداث اليومية، وليس الانتخابية فحسب.

قبل أسابيع من تأييد سويفت هاريس على "إنستغرام"، كانت الأمور قد بدأت بالفعل في تحويل ملايين المعجبين بسويفت إلى ناخبين حقيقيين لهاريس.

على سبيل المثال، تتحدث "إيرين كيم"، 29 سنة، إلى شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، التي تقضي ما يصل إلى 14.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 15 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 21 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 51 دقيقة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة