خالد المالك: «هيئة الصحفيين» تمارس عملها على الكفاف

(خالد المالك).. اسم له رنين وبريق، منح الصحافة رحيق حياته، لم تسلب منه الصحافة شيئاً -كما يقول في حواره الموسع مع «عكاظ»-: «لم تعطني شيئاً، إلا بقدر ما أخذته منه من وقت وجهد، عرضتني بأخطائي الاجتهادية إلى ما كنت لا أتمناه، إلا إذا كانت محبة الناس، وعلاقتي الطيبة معهم، تعتبر من عطاياها، فهذه عطايا استثنائية ليس لي أن أنكرها، أو أجحدها»

لا يزال المالك مدافعاً رصيناً وشرساً عن الصحافة الورقية، التي لم يخفت بريقها، ولم يضعف محتواها، ولم تتراجع مقروئيتها، وعن هيئة الصحفيين، التي ترأسها من قبل، يقول إنها ولدت دون وجود ممول أو ميزانية لها، وظلت تمارس عملها على الكفاف..

يروي المالك لـ«عكاظ» جوانب متعددة ومميزة في مسيرته مع مهنة البحث عن المتاعب، وعن قصيدة غازي التي أقالته من رئاسة التحرير، وعن طفولته، وتداخلات المهنة وتشابكاتها.

ثم يُعرّج إلى أوضاع الصحف اليوم فهي- كما يقول- «أشبه بالغريق الذي يبحث عن مُنقذ، ولعل تحويلها إلى شركات يوفر لها السيولة المالية المفقودة الآن، وإنقاذها من خلال الشروع في تنفيذ برامج وخطط تناسب المرحلة الحالية والمستقبلية، بدلاً من تركها للمجهول».

لم يخفت بريقها

كيف ترى المرحلة الحالية للصحافة في المملكة؟ وما المعوقات والمقترحات، التي يقدمها أقدم رئيس تحرير في الصحافة السعودية الآن؟



ودي أقول لك إن الصحافة الورقية لم يخفت بريقها، ولم يضعف محتواها، ولم تتراجع مقروئيتها، وإنها تواصل الصدور كما كانت، لولا أن الواقع يقول غير ذلك، على أنه بالمال المشروط بالتخطيط لمرحلة قادمة يمكن أن ينقذها، ولكن أين هو المال؟

تجربتكم في رئاسة هيئة الصحفيين، كيف كانت؟ وبماذا تنصح عضوان الأحمري؟



هيئة الصحفيين ولدت دون وجود ممول أو ميزانية لها، وظلت تمارس عملها على الكفاف، ولن يتغير وضعها بنصيحة مني أو دونها، ما لم يتم التعرّف على هويتها، والمطلوب منها ولها، وهذه مسؤولية وزارة الإعلام، ودون تعضيد من الوزارة فلن يكون حالها مع الزميل عضوان بأفضل مما كانت عليه مع المرحوم تركي السديري ومعي.

المُحب والناصح

تربطك علاقة مع الملك سلمان منذ عقودٍ طويلة، ما أهم نصيحة قدمها لك؟



علاقة الملك سلمان مع كلِّ الإعلاميين والصحفيين؛ سعوديين وغير سعوديين، وليست معي فقط، يحبهم، ويقربهم له، ويدافع عنهم، ويلتمس لهم العذر إن خانهم اجتهادهم في كلمة، أو خبر، أو رأي، وتوجيهه لهم توجيه المحب والناصح، يقوده إيمانه برسالة الصحافة، ومتابعته لما ينشر فيها، وما أكثر ما نصح ووجه ودافع عن كل واحد منهم، وتوجيهاته بالنسبة لي كثيرة، وكلها مهمة، ونصائحه متعددة، وما من واحدة منها إلا وكانت تصب في مصلحتي.. ومن بين نصائحه لي عند عودتي رئيساً لتحرير صحيفة الجزيرة للمرة الثانية أن وجهني بأن يكون ضمن أولوياتي الاهتمام بإنهاء التباين في وجهات النظر بين أعضاء المؤسسة؛ كي تعود (الجزيرة) كما كانت صحيفة مقروءة ومتابعة من القراء.

فالملك سلمان حين كان أميراً لمنطقة الرياض، كان بمواصفات ملك، يؤخذ برأيه ومشورته، ويستأنس بوجهة نظره، فيه من الحكمة، وبعد النظر، وسداد الرأي، ما جعل منه صاحب رأي لا يغيب عن كل قرار يصدر من الملوك. وفي شأن الإعلام، فبحكم درايته، ومتابعته، وإلمامه بالإعلام، فقد كان يعرف عنه أكثر مما يعرفه وزراء الإعلام، فيوجه دون تدخل، وينصح دون إلزام، متى رأى أن هناك ضرورة للنصيحة، وأهمية للتوجيه.

هذه قصة منعي من السفر

ما قصة منعك من السفر؟



بعد نشر قصيدة الدكتور غازي القصيبي (رسالة المتنبي إلى سيف الدولة) المنشورة في صحيفة الجزيرة، وحُمّلت المسؤولية في نشرها، تمت استقالتي -بالأمر- وفهم خطأ أن الإقالة يجب أن يصحبها المنع من السفر، وهو ما لم أعلم عنه إلا في المطار، وحين علم نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز-رحمه الله- بالأمر وكان أمير المنطقة سلمان بن عبدالعزيز خارج المملكة، أبلغ المسؤول بالمطار بالسماح لي بالسفر، وعندما عدت إلى الرياض، وكان الملك سلمان قد سبقني بالعودة إلى المملكة، عالج المنع بشكل نهائي، ورفع اسمي من قائمة المنع من السفر.

أنا وعمران العمران

لو كان غازي القصيبي موجوداً اليوم، ما أكثر فكرة سيتبناها في الصحافة؛ حسب فهمك له؟



الدكتور غازي من جيل صحافة الورق، والتحول من الصحافة الورقية إلى الصحافة الرقمية، خارج فهم الدكتور غازي، ولا أعتقد أنه كان سيتفاعل مع التحول كثيراً، لكن في ظني أنه لو كان حياً بيننا لما تخلّى عن دعم الصحافة أيّاً كانت الأدوات التي تصدر بها.

عمران العمران، خالد المالك، الأستاذ والتلميذ.. يقودنا أن نقول: بماذا يتشارك الرئيسان اليوم؟



لم أعمل مع رئيس تحرير صحيفة الرياض الأسبق الأستاذ عمران العمران، وقد اقتصرت العلاقة بيني وبينه على زيارة له في مكتبه، لإبداء رغبتي في العمل بصحيفة الرياض دون سابق خبرة، فرحّب الرجل، غير أن صحيفة الجزيرة كانت الأسرع في تبني شاب يريد أن يكون صحفياً في المستقبل، وعمران وخالد المالك من جيلين مختلفين صحفياً، فبينما قادتني الموهبة إلى دخول عالم الصحافة، فإن الأستاذ عمران ساعده اهتمامه بالأدب، والكتابة، في اختياره رئيساً لتحرير صحيفة الرياض.

تعميم المقالات على الصحف

حلّقت مع اليمامة، وأنت مُستقر على شاطئ الجزيرة، كيف يحقق الصحفي النجاح في جريدتين مُختلفتين؟



كلما تذكرت قيامي بالعمل في مؤسستين صحفيتين يفترض فيهما أن يتنافسا، كلما أخذني الاستغراب، والذهول، والشعور بأن الأجواء في تلك الفترة غيرها فيما بعد، وتأتي الغرابة أكثر حين يكون عملي في المؤسستين في تخصص واحد؛ وهو تحرير الصفحات الرياضية في كل من صحيفة الجزيرة ومجلة اليمامة في آنٍ واحد، لكن هكذا هي الصحافة في تلك المرحلة بإيجابياتها وسلبياتها.

لديك مشكلة بصفتك رئيس تحرير أن يكون الصحفي ممن يكتب في الجزيرة، يكتب لصحيفة أخرى؟



تُتهم الصحافة السعودية بأنها تتشابه كثيراً في المحتوى، وعادة ما يكون الاعتماد للتأكيد على ذلك بتكرار أسماء الكتاب بما ينشرونه في أكثر من صحيفة، وأحياناً يكون نفس المقال المنشور في هذه الصحيفة هو ذاته المنشور في الصحيفة الأخرى، وبنفس اليوم، وهذا هو مبعث رفضي لكاتب يُعمم مقالاته على الصحف، ورأيي لكي تكون للصحيفة شخصيتها، فيجب أن يكون كتّابها حصراً في صحيفة واحدة.

صحفيو الرياضة وهامش الحرية

قلت: «الرياضة هي السائدة لتسويق الصحيفة إلى اليوم»، كيف يتم توازن الصحيفة بين انتماءات جماهيرية كثيرة؟ وما الذي يمتاز به الصحفي الرياضي؟



للرياضة جمهورها الكبير، والصحف دون صفحات رياضية تكون قد فرطت بأعداد كبيرة من القراء، فالاهتمام بالرياضة يأتي في مقدمة أدوات التسويق للصحيفة، مع التأكيد على أن الصحف بلا استثناء في المملكة وغير المملكة عادة ما تكون محسوبة على هذا النادي أو ذاك بحسب ما ينشر منها، غير أن متابعة الجمهور الرياضي للصحفية يكون دائماً من المؤيدين لها، ومن داعمي الشكوى من انحيازها ضد ناديهم، والصحفي الرياضي يمتاز عن غيره من الصحفيين بوجود هامش واسع من الحرية في إبداء الرأي.

عقود من العمل الصحفي، كيف ترى الصحافة اليوم؟ وماذا ترد على من يقول إن زمن الصُحف انتهى؟



أجبت عن سؤال سابق عن هذا السؤال، وأزيد على ما سبق بأن الصحف اليوم أشبه بالغريق الذي يبحث عن منقذ، ولعل تحويلها إلى شركات يوفر لها السيولة المالية المفقودة الآن، وبالتالي إنقاذها من خلال الشروع في تنفيذ برامج وخطط تناسب المرحلة الحالية والمستقبلية، بدلاً من تركها للمجهول، مع احتفاظ وزارة الإعلام في حقها بمراقبة ما يُنشر فيها بعد تحويلها إلى شركات.

هل تعتقد أن الصحف السعودية نجحت في مواكبة التحول الرقمي؟



الصحف السعودية في ظل الضائقة المالية التي تمر بها، ومنشؤها انحصار الإعلان، وتواضع التوزيع، وتخلي الكوادر الصحفية المميزة عنها؛ بحثاً في فرص عمل أكثر ضماناً، لا نستطيع أن نطالبها بأكثر مما تفعله الآن، وهي تواكب التحول من الصحافة التقليدية إلى الصحافة الرقمية في حدود معقولة.

لن أحرق مقالاتي

ما أكبر تحدٍّ يواجهه رئيس التحرير في ظِل وفرة المصادر؟



مع وفرة المصادر، وانخفاض عدد صفحات الصحف، ضمن الترشيد الذي تقوم به الصحف، فإن أكبر تحدٍّ يواجهه رؤساء التحرير عدم قدرتهم على استيعاب كل المعلومات والأخبار والمستجدات التي تتسارع في كل المجالات ومن مصادر عدة، كما أن متابعتها، وفرزها، ونشر المهم منها يحتاج إلى جيش من الصحفيين مما لا قدرة للصحف على تأمينه في ظل شُح إيرادات الصحف.

لو أجُبرت على حرق جميع مقالاتك، مع أحقيتك بالاحتفاظ بمقال واحد، ما هذا المقال؟ ولماذا؟



لن أجبر على حرق جميع مقالاتي، فهذا افتراض غير ممكن، ولن أقبل بمقال واحد يبقى بين يدي دون غيره من المقالات، فكل مقالاتي لها مكانتها، وكتبتها تبعاً لمبرراتها، ومن غير الممكن تصور موقف كاتب سيكون أمام قرار بإعدام أفكاره، حرقاً دون سبب، وقد أصبحت بعد نشرها معممة ولا تخصه وحده.

ما الصعوبات التسويقية للصُحف؟ وهل يوجد زبون للورق اليوم؟



من أكثر ما تواجهه إدارات التسويق في المؤسسات الصحفية، أن شركة التوزيع الوحيدة المملوكة لها توقف نشاطها، ولم يعد هناك من شركة أخرى بمواصفاتها يمكنها أن تقوم بالمهمة، كما أن ضعف محتوى الصحف لا يساعد أجهزة التسويق فيها على إقناع المعلنين والمشترين والمشتركين بها، فضلاً عن أن أقسام التسويق فرّغت من كثير من الكفاءات، وبالتالي ضعف الجهد والعمل والتخطيط في هذه الأقسام، مع أن للصحف الورقية قراءها لو كان هناك تسويق جيد لها.

ماذا سلبت منك الصحافة؟ وماذا أهدت لك بالمقابل؟



بصراحة لم تسلب الصحافة مني شيئاً، ولم تعطني شيئاً، إلا بقدر ما أخذته مني من وقت وجهد، وعرضتني بأخطائي الاجتهادية إلى ما كنت لا أتمناه، إلا إذا كانت محبة الناس، وعلاقتي الطيبة معهم، تعتبر من عطاياها، فهذه عطايا استثنائية ليس لي أن أنكرها، أو أجحدها.

(منصة X) وفي زمن متسارع التهمت كل مصادر المعلومات وقدمتها بصورة مستساغة أجبرت المتلقي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
صحيفة سبق منذ 13 ساعة
موقع سعودي منذ 22 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
صحيفة الوطن السعودية منذ 10 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 14 ساعة