عاجل | «عكاظ» تستعرض تجارب منصات تواصل مع الذكاء الاصطناعي.. فقاعات.. وخوارزميات ! 80% يعانون من تأثير «فقاعة الفلترة».. 70% يقضون وقتاً أطول مع المحتوى.. 65% يشعرون بأن المحتوى المخصص يعزز تجربتهم.. 60% أصبحوا أكثر ميلاً لتبني الآراء. متعب العواد

في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبح الذكاء الاصطناعي، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لا سيما في مجال منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتمثل أحد أكبر تأثيرات الذكاء الاصطناعي في كيفية تخصيص المحتوى الذي يظهر للمستخدمين، ما يؤثر بشكل كبير على آرائهم وسلوكياتهم.

«عكاظ»، تستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على المحتوى، وتستند إلى آراء الخبراء وإحصاءات ودراسات تعكس الحالة، حيث تستخدم منصات فيسبوك، إنستغرام، وإكس خوارزميات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد بعنوان «تأثير الذكاء الاصطناعي على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي»، فإن 70% من المستخدمين يقضون وقتاً أطول على المنصات التي تستخدم تقنيات الذكاء لتخصيص المحتوى.

التعصب للأفكار وقلة الحوار

على الرغم من الفوائد، تبرز المخاطر. ووفقاً لدراسة من جامعة ستانفورد، بعنوان «فقاعة الفلترة: تأثير خوارزميات الذكاء الاصطناعي على المعلومات»، فإن 80% من المستخدمين يعانون من تأثير «فقاعة الفلترة»، حيث يتم حصرهم في محتوى يؤكد آراءهم ويمنعهم من التعرض لوجهات نظر متنوعة.

ويقول خبير علم النفس الاجتماعي الاستشاري المتخصص عبدالله البقعاوي: إن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تعزيز الانقسام الاجتماعي، إذ يزداد التعصب للأفكار ويقل الحوار البناء بين الأفراد.

ويضيف، أن التقنيات المستخدمة في تخصيص المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تميل إلى تقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات وآراء المستخدمين الحالية. هذا الأمر، على الرغم من أنه قد يبدو مريحاً في البداية، إلا أنه يؤدي إلى إنشاء بيئات افتراضية مغلقة، حيث يتعرض الأفراد فقط لأفكار وآراء تتوافق مع معتقداتهم.

ويشرح البقعاوي: «عندما يعتاد الأفراد على رؤية محتوى يؤكد وجهات نظرهم، فإنهم يصبحون أقل استعداداً للتفاعل مع الآراء المختلفة. هذا التعزيز المستمر لمعتقداتهم يمكن أن يؤدي إلى عدم التسامح مع الآراء المخالفة، مما تنتج عنه انقسامات اجتماعية أكبر».

القدرة على الاستماع

يشير البقعاوي، إلى أن هذا الوضع يؤثر على الحوار الاجتماعي بشكل عام، إذ يصبح النقاش حول القضايا المهمة أقل شمولية. في المجتمع، يتطلب التفاهم والتواصل الفعال القدرة على الاستماع إلى وجهات نظر متنوعة، ولكن عندما يتم حصر الأفراد في فقاعات معلوماتية تقل فرص الحوار البنّاء.

ويتابع البقعاوي، أن هذه الظاهرة تؤثر على الشباب بشكل خاص، الذين يعدّون أكثر عرضة للتأثر بالمحتوى المعروض عليهم، إذا نشأوا في بيئات افتراضية تعزز التعصب والافتقار للتنوع فإن ذلك قد يجردهم من القدرة على التفكير النقدي والتفاعل مع الآخرين بشكل صحي.

ويؤكد البقعاوي، على أهمية الوعي النقدي لدى المستخدمين، إذ يجب أن يسعى الأفراد لتوسيع آفاقهم من خلال استكشاف وجهات نظر مختلفة. «إذا لم نتخذ خطوات واعية للخروج من فقاعاتنا فإننا نعرض أنفسنا لخطر فقدان التنوع الفكري والثقافي الذي يعد ضرورياً لأي مجتمع صحي».

محتوى مؤيد فقط

يؤثر المحتوى المخصص على سلوك المستخدمين، إذ أظهرت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا بعنوان «تأثير المحتوى الاجتماعي على آراء المستخدمين» أن 60% من المستخدمين الذين تعرضوا لمحتوى مؤيد لوجهة نظر معينة كانوا أكثر عرضة لتبني تلك الآراء. ويؤكد المتخصص في علم الاجتماع الحاسوبي بجامعة واشنطن الدكتور جيفن وست، في بحث متخصص اطلعت «عكاظ»، على تفاصيله، أن الذكاء الاصطناعي لا يحدد فقط ما نراه، بل يلعب دوراً في تشكيل معتقداتنا، وعلينا أن نكون واعين لذلك ونتحدى أنفسنا للخروج من فقاعاتنا.

ويشير الدكتور وست، إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي يتجاوز مجرد تخصيص المحتوى ليشمل تشكيل الآراء والمعتقدات بشكل أعمق، فالتقنيات التي تستخدمها منصات مثل فيسبوك وإنستغرام تعتمد على خوارزميات معقدة تهدف إلى زيادة التفاعل من خلال تقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات المستخدمين السابقة. لكن هذا التخصيص، كما يوضح، قد يؤدي إلى إنشاء بيئات افتراضية تفتقر إلى التنوع الفكري.

ويقول: «عندما نقوم بمراجعة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي نجد أن الخوارزميات لا تعرض لنا فقط ما نحب، بل تدفعنا أيضاً إلى تعزيز معتقدات معينة. هذه العملية تتسبب في ترسيخ الآراء الموجودة بالفعل، مما يجعل من الصعب علينا استكشاف وجهات نظر جديدة».

أجيال العالم الرقمي

يضيف الدكتور وست، أن هذا التأثير له عواقب اجتماعية كبيرة. إذا تم حصر الأفراد في فقاعات معلوماتية فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تآكل الحوار الاجتماعي. يصبح النقاش حول القضايا المهمة محدوداً، ويقل التفاعل بين الأفراد من خلفيات وأيديولوجيات مختلفة.

وفي سياق تأثير الظاهرة على الشباب، يشير الدكتور وست، إلى أن الأجيال الجديدة، التي نشأت في عالم رقمي، تكون أكثر عرضة للتأثر بالمحتوى المخصص. الشباب اليوم يتعرضون لمحتوى يحدد لهم ما يجب أن يفكروا به، وأي آراء يجب أن يتبنوها. هذه الديناميكية تعني أنهم قد يفقدون القدرة على التفكير النقدي واستكشاف أفكار جديدة.

علاوة على ذلك، يؤكد الدكتور وست، على أهمية الوعي الذاتي. «يجب على الأفراد أن يكونوا واعين لكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على تجاربهم الرقمية. من المهم أن نتحدى أنفسنا للخروج من فقاعاتنا، وأن نبحث عن مصادر معلومات متنوعة». ويشدد على أنه من خلال الانفتاح على الآراء المختلفة يمكننا تعزيز التفكير النقدي ونمو الحوار الصحي.

ويؤكد الدكتور وست، أن دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل معتقداتنا هو موضوع يتطلب دراسة ووعياً عميقين. «إذا لم نتخذ خطوات واعية للخروج من فقاعاتنا، سنستمر في تعزيز الانقسام الاجتماعي ونفقد القدرة على التواصل الفعال».

محتويات ضارة ومضللة

المتخصصة في القانون هيا السليمان تقول: إن التقنيات الحديثة، خصوصا الذكاء الاصطناعي، تطرح تحديات جديدة تتعلق بالقانون والنظام، مما يتطلب منا إعادة التفكير في كيفية تنظيم المحتوى الذي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتشير إلى أن الذكاء الاصطناعي، يلعب دوراً متزايداً في تحديد نوعية المحتوى الذي يتم عرضه للمستخدمين، وهذا قد يؤدي إلى مشكلات قانونية وأخلاقية، فعندما يتم تخصيص المحتوى بناءً على خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يظهر محتوى ضار أو مضلل، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية المنصات عن هذا المحتوى.

وتؤكد هيا السليمان، على أهمية وجود إطار قانوني ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب أن نضع قواعد واضحة تحدد المسؤوليات القانونية للمنصات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمحتوى الذي يمكن أن يؤثر على سلوكيات وآراء المستخدمين. عدم وجود مثل هذه القوانين قد يؤدي إلى تفشي المعلومات المضللة وزيادة الانقسام الاجتماعي.

وتضيف: «هناك حاجة ملحة لتوعية المستخدمين حول كيفية عمل هذه الخوارزميات، وكيف يمكن أن تؤثر على آرائهم وسلوكياتهم. يجب أن يكون الأفراد قادرين على فهم كيف يتم تخصيص المحتوى، وأن تكون لديهم الأدوات اللازمة للتعامل مع المعلومات».

دقة في تخصيص المحتوى

يقول أستاذ علوم الحاسوب في جامعة حائل الدكتور مشاري سعود العازمي: «الذكاء الاصطناعي يسمح بتخصيص المحتوى بشكل دقيق، ما يزيد من تفاعل المستخدمين، لكن هذه الخوارزميات يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تشكيل فقاعات معلوماتية، إذ يتعرض المستخدمون لمحتوى يؤكد آراءهم السابقة فقط. ويشير العازمي إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى يعد من أبرز التطورات التكنولوجية التي شهدناها في السنوات الأخيرة. فالخوارزميات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل سلوكيات المستخدمين، مثل المحتوى الذي يتفاعلون معه، والمواضيع التي يهتمون بها، مما يتيح للمنصات تقديم محتوى يتناسب مع اهتماماتهم الفردية، وهذا النوع من التخصيص يمكن أن يزيد من تفاعل المستخدمين ويعزز تجربتهم على المنصات. ومع ذلك، يحذر العازمي من المخاطر المرتبطة بهذا النوع من التخصيص. «عندما يتم حصر المستخدمين في محتوى يعزز معتقداتهم وأفكارهم السابقة، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى ما يعرف بفقاعات الفلترة، وفي هذه الفقاعات يصبح الأفراد غير قادرين على التعرض لوجهات نظر متنوعة، مما يؤدي إلى تعزيز التعصب الفكري وتقليل الحوار البناء».

استعداد لتحدي المعتقدات

العازمي يؤكد أن هذه الظاهرة قد تؤثر على المجتمع بشكل عام، إذا استمر الأفراد في تلقي معلومات تتفق مع آرائهم فقط فإنهم يصبحون أقل استعدادًا لتحدي معتقداتهم أو التفكير النقدي. هذا يمكن أن يعزز الانقسام الاجتماعي ويزيد من الاستقطاب بين الجماعات المختلفة. ويشير أيضًا إلى أهمية الوعي لدى المستخدمين. ويجب أن يكون لدى الأفراد فهم لكيفية عمل الخوارزميات وأثرها على تجاربهم الرقمية من خلال الوعي، ويمكنهم اتخاذ خطوات لتوسيع آفاقهم، مثل متابعة مصادر متعددة للأخبار والمعلومات، والانفتاح على آراء جديدة.

ويؤكد العازمي على.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة عكاظ

منذ 5 ساعات
منذ ساعتين
منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
صحيفة الوطن السعودية منذ 6 ساعات
قناة الإخبارية السعودية منذ 19 ساعة
صحيفة سبق منذ 17 ساعة
صحيفة سبق منذ 15 ساعة
صحيفة المواطن السعودية منذ 9 ساعات
موقع سعودي منذ 18 ساعة
صحيفة سبق منذ 15 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 4 ساعات