د. محمد السعيد إدريس كان أمراً لافتاً لمن شاركوا ومن لم يشاركوا في قمة مجموعة «بريكس» الأخيرة التي استضافتها روسيا في قازان بين 22 و24 الشهر الماضي حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قمة هذه المجموعة على الرغم من أن تركيا تعتبر عضواً مؤسساً لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وزاد الأمر إثارة بتردد معلومات تتحدث عن رغبة تركية في الحصول على عضوية مجموعة «بريكس».
سؤال: لماذا تفكر تركيا في ذلك، وهي تدرك مدى تناقض الأهداف والمصالح بين «بريكس» التي تسعى إلى التعددية في النظام الدولي، وحلف شمال الأطلسي بزعامته الأمريكية التي تتربع منفردة على النظام العالمي الحالي؟
هل هناك مشاكل حقيقية بين تركيا والناتو؟، وهل تريد تركيا لفت أنظار الناتو إلى أنه بمقدورها أن تتمرد، وأن تتخذ خطوات في الاتجاه الآخر المعارض؟ أم هي وصلت إلى طريق مسدود مع الناتو نظراً لـ«غربتها» في هذا الحلف باعتبارها الدولة الإسلامية الوحيدة في الحلف؟
لم تمر غير أيام قليلة حتى بدأت أصداء اجتماعات مع مسؤولين أكراد كبار تحت عنوان «تأسيس (كردستان الكبرى)»، تؤتي تأثيرها في أروقة صنع القرار التركي، وامتدت أيضاً إلى البرلمان خشية أن يتم «فتح الصندوق على العفريت الذي بداخله»، وعندها يمكن أن يتحول «الكابوس الكردي» الذي يفرض نفسه بقوة على القرار الاستراتيجي التركي إلى واقع مؤلم لا تستطيع تركيا أن تتعايش معه أو تقبل به. فلسنوات طويلة عملت تركيا بكل طاقاتها وتنوعاتها لوأد الدعوة الكردية للحكم الذاتي داخل دولة تركية فيدرالية وبسبب هذه الدعوة التي اعتبرتها تركيا (العلمانية والإسلامية) خطاً أحمر لا يمكن الاقتراب منه وضعت تركيا حزب العمال الكردستاني التركي المعارض بزعامة عبدالله أوجلان في قائمة «التنظيمات الإرهابية»، وأيدتها في ذلك الولايات المتحدة وحلف «الناتو»، وبسببها دخلت تركيا الحروب الدامية ضد حزب العمال الكردستاني داخل تركيا وامتدت المواجهة إلى ملاحقته وحلفائه في الأراضي السورية والعراقية ووجدت تركيا نفسها في مواجهة مباشرة مع البلدين.
المخاوف التركية من دعوة «كردستان الكبرى» التي تدعمها إسرائيل لا توصف، وترى تركيا أن دعم إسرائيل لهذه الدعوة تأتي بمثابة رد إسرائيلي على تعاطف تركيا مع حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان، لكن يبدو أن هذا الاعتقاد شديد التبسيط إذا أخذنا في الاعتبار ارتباط إسرائيل بقوة مع دعوة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية