تحت هذا العنوان نشرت "ديلي ميل" مقالا للمحلل السياسي ديفيد أفير تناول فيه خطط ترامب وآفاق تنفيذ هذه الخطط في ظل الظروف الراهنة.
النظام العالمي الجديد الذي وضعه ترامب: خططه لإنهاء الحرب في أوكرانيا بإنشاء منطقة عازلة بطول 1300 كيلومتر وما يعنيه فوزه لبقية العالم.
حقق الرئيس السابق والمستقبلي دونالد ترامب فوزا ساحقا في الانتخابات التي طال انتظارها هذا الأسبوع.
لكن العالم اليوم مخلف تماما عن العالم الذي تركته إدارة ترامب في يناير عام 2021.
ويقدم موقع "ديلي ميل" تحليلا لأهم القضايا التي يواجهها ترامب، والتأثير المحتمل لعودته.
لقد ترك الفوز الساحق الذي حققه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا الأسبوع السياسيين وقادة الصناعة والقادة العسكريين في جميع أنحاء العالم في حالة من التسرع في معايرة أساليبهم قبل عودته إلى منصبه.
وشهدت الفترة الأولى للمرشح الجمهوري المثير للجدل في البيت الأبيض تعامله مع مجموعة من قضايا السياسة الخارجية الرئيسية، بما في ذلك جائحة "كوفيد=19"، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
إلا أن العالم اليوم مختلف تماما عن العالم الذي تركته إدارة ترامب وراءها يناير من العام 2021، حيث يواجه الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة مشهدا عالميا يتميز بعدد من النقاط المشتعلة بكثافة.
حيث تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثالث، وسقطت منطقة الشرق الأوسط في حالة من الفوضى وسط الصراع بين إسرائيل و"حماس" و"حزب الله" وإيران، فيما بلغت المنافسة بين الولايات المتحدة والصين أشد درجات التوتر.
ولا يزال من غير الواضح كيف سيتعامل ترامب مع هذه المشاكل المعقدة والمشحونة للغاية، على الرغم من أن تقريرا صدر مؤخرا زعم أن مكتبه الانتقالي يسعى إلى تجميد الصراع في أوكرانيا بـ "منطقة منزوعة السلاح تمتد بطول 800 ميل (1300 كلم)".
ومن غير المرجح أن يرحب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وشركاؤه الأوروبيون بذلك، إذ يصرّون على أن كييف لا ينبغي لها التنازل عن أي أراض للكرملين، ويظل هذا الأمر غير مؤكد من قبل المسؤولين الأمريكيين.
أوروبا
أوكرانيا و"الناتو"
قال ترامب إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تكن لتبدأ لو كان في السلطة، وادعى قدرته على إيقاف الصراع فورا دون الكشف عن خططه لتنفيذ ذلك.
وقد زعم تقرير حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلا عن ثلاثة مصادر "قريبة من الرئيس المنتخب" أن المكتب الانتقالي لترامب يدرس اقتراحا واحدا من شأنه أن يمنع كييف من الانضمام إلى "الناتو" لمدة 20 عاما على الأقل مقابل صفقات سلاح سخية.
في الوقت نفسه، سيتم إيقاف الصراع من خلال فرض منطقة منزوعة السلاح من شأنها أن تجمّد القتال فعليا وتجبر كييف على التخلي عن 20% تقريبا من أراضيها كجزء من منطقة منزوعة السلاح بطول 1300 كيلومتر. إلا أن المصادر، في الوقت نفسه، لم تقدم أي فكرة عن كيفية مراقبة أو إدارة مثل هذه المنطقة العازلة بين حدود روسيا وأوكرانيا، بخلاف القول إن ذلك لن يتم بواسطة قوات حفظ سلام أمريكية.
وتابع التقرير: "نستطيع تقديم التدريب وغيره من أشكال الدعم، لكن فوهة البندقية ستكون أوروبية.. ونحن لا ندفع ثمنها"، وفقا للمصادر.
وقد تعهدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدعم أوكرانيا "ما دامت هناك حاجة لذلك"، فيما يعارض زيلينسكي بشدة التنازل عن الأراضي لفلاديمير بوتين.
اليوم، قال الزعيم الأوكرانيا إن تقديم أي تنازلات لبوتين سيكون أمرا "غير مقبول لأوكرانيا" و"انتحارا لأوروبا".
فهل يستطيع ترامب تسوية الصراع الأوكراني؟
مع وضع ذلك في الاعتبار، من الصعب أن نرى كيف يمكن دفع مثل هذه الخطة بخلاف الضغط على كييف بالتهديد بحجب المساعدات العسكرية الأمريكية التي هي في أمس الحاجة إليها.
ومن شأن هذا أن يقوض علاقات واشنطن مع كل أوروبا بشكل كبير، ويشكك في شرعية حلف "الناتو" بالأساس.
وقد حذر بعض المحللين والسياسيين من أن هذا قد يشجع حتى دولا مثل الصين على الاستفادة من الانقسام الملحوظ في الغرب والسعي إلى توسيع نفوذها في المحيط الهادئ.
إن المخاوف من أن الجمهوريين قد يسعون إلى الانسحاب من جانب واحد من "الناتو" هو أمر مبالغ فيه، حيث أقر الكونغرس الأمريكي تشريعا يتطلب تصويت أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ للموافقة على مثل هذه الخطوة.
ومع ذلك، حذر العديد من المحللين من أن ترامب من المرجح أن يقلل بالفعل من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا ويجبر شركاءه الأوروبيين على تحمل عبء الحفاظ على إمدادات كافية من الأسلحة، وهي الخطوة التي من شأنها قطعا أن تضع ضغوطا على زيلينسكي للنظر في تسوية تفاوضية والتنازل عن الأراضي.
يقول المحاضر الأول في السياسة البريطانية والدولية بكلية "كينغز" في لندن الدكتور راسل فوستر إن "لدى ترامب وجهة نظر مشروعة حول أداء الحلفاء الأوروبيين الضعيف في الدفاع والاعتماد المفرط على العم سام لحمايتهم لفترة طويلة جدا، وهذا جرس إنذار كبير للغرب".
ويتابع: "لكن أوروبا وكندا وأستراليا تركت إنفاقها الدفاعي راكدا طويلة، ولم يعد لديهم أي شيء قريب من القاعدة الصناعية والبنية التحتية العسكرية للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا وحتى أنفسهم من المزيد من العدوان دون مساعدة أمريكية. ومن المرجح أن نشهد دعوات كبرى للإنفاق والاستثمار الدفاعي عبر (الناتو) إلا أن هذا سيستغرق سنوات للبناء وسيكون مكلفا للغاية في وقت الركود الاقتصادي، فيما يبدو مستقبل الدفاع الغربي الآن قاتما للغاية".
وأشاف زميل الأبحاث الأول للأمن الأوروبي في معهد الخدمات المتحدة الملكي RUSI إد آرنولد: "ستكون الأزمة المباشرة داخل أوروبا هي كيفية مواصلة الدعم الدبلوماسي والعسكري والإنساني لأوكرانيا بدون الولايات المتحدة. وأيا كانت الآلية التي تأتي من خلالها هذه المساعدات، حلف (الناتو) أو الاتحاد الأوروبي، أو على المستوى الثنائي، فإن التكلفة ستكون باهظة بشكل لا يصدق".
ولعل هذا ما يشير إلى ما قد يحدث في المستقبل، حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع زعماء أوروبيين هذا الأسبوع إن القارة "لا ينبغي لها أن تفوض أمنها إلى الأبد للولايات المتحدة"، حيث قال إن ترامب "يدافع عن مصالح الشعب الأمريكي بشكل مشروع، فهل نحن مستعدون للدفاع عن مصالح الشعب الأوروبي؟".
الاتحاد الأوروبي والاقتصاد
إلى جانب المخاوف الأوروبية بشأن مستقبل أوكرانيا وحلف "الناتو" في ظل رئاسة ترامب، فإن الاتحاد الأوروبي حذر من موقف ترامب من الصفقات التجارية والعلاقات الاقتصادية.
في الداخل، من المرجح أن تخفف عودة ترامب إلى السلطة بشكل كبير من الضغوط التنظيمية التي شهدتها القطاعات المالية والصناعية في ظل إدارة بايدن.
ومن المتوقع تحرير واسع النطاق للقطاع المصرفي والعملات المشفرة والإعفاءات الضريبية للشركات والأثرياء على نطاق واسع.
لكن المصرفيين وقادة الصناعة، في الوقت نفسه، قلقون بشأن تأثير التعريفات التجارية، التي روج لها ترامب كوسيلة للمساعدة في خفض الدين القومي، وهي الخطة التي يقول عدد من خبراء الاقتصاد عنها إنها "محكوم عليها بالفشل".
لقد فرضت إدارة ترامب السابقة رسوما جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي في عام 2018، ما دفع الأوروبيين بالرد على ذلك بفرض رسوم على الدراجات النارية المصنوعة في الولايات المتحدة والبوربون وزبدة الفول السوداني والجينز وغيرها من السلع.
هذه المرة، يطرح ترامب فكرة فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، مع إمكانية فرض معدلات أعلى على السلع مرتفعة القيمة.
ويقدر الخبراء في غولدمان ساكس أنه إذا مضى ترامب قدما في تعريفاته الجمركية، فإن تأثيرها المباشر، إضافة إلى حالة عدم اليقين التجاري التي قد تولدها قد يكلف دول منطقة اليورو نقطة مئوية على الأقل من نمو الناتج المحلي الإجمالي. وأعرب رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو عن قلقه إزاء احتمال اندلاع حرب تجارية، حيث حذر خبراء الاقتصاد من سيناريو يقوم فيه الجانبان بزيادة الرسوم وتدابير الاستيراد الأكثر تقييدا. وقال: "لا ينبغي السماح بحدوث ذلك. دعونا نحاول الآن التأثير على الولايات المتحدة وسياسة ترامب المستقبلية حتى يفهم المخاطر التي تنطوي عليها". وفي الوقت الحالي، كلفت المفوضية الأوروبية فريقا مغلقا من المسؤولين والخبراء الاقتصاديين بدراسة كيفية تأثر الاتحاد الأوروبي قبل تنصيب ترامب يناير المقبل.
آسيا
الصين
تبرز المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على رأس أجندة السياسة الخارجية لترامب، والتي اشتدت على مدى السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تتصاعد هذه المنافسة تحت حكم ترامب. وكان الرئيس المنتخب صريحا بشأن نواياه في الحد بشكل كبير من اعتماد الولايات المتحدة على المنتجات المصنعة والمصدرة من قبل بكين، فيما اقترح ترامب فرض تعريفات جمركية باهظة على الواردات الصينية في حين حاول التخلص التدريجي من سلع معينة مثل الإلكترونيات والصلب والأدوية خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه.
كما يسعى ترامب إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات الصينية التي تحاول شراء عقارات أمريكية والاستثمار في البنية التحتية للطاقة والتكنولوجيا.
وقد قوبل نجاح ترامب الانتخابي برد دبلوماسي وغير ملزم من وزارة الخارجية الصينية التي قالت إنها "ستتعامل مع العلاقات الأمريكية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين".
إلا أن الدبلوماسيين على الجانبين سيجدون صعوبة بالغة في الحفاظ على الخطط المعلنة. وخلص الدكتور فيليب شيتلر جونز، الباحث البارز في معهد RUSI للأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلى أن سياسة ترامب تجاه الصين ستركز في نهاية المطاف على "تجنب الصراع بموجب نهج السلام باستخدام القوة".
على النقيض من ذلك، تركزت محاولات إدارة بايدن للانفصال عن الصين حول الاستفادة من علاقتها مع حلفاء آخرين.
لقد دعمت واشنطن مبادرات الأمن والتجارة المتعددة الأطراف مثل AUKUS (أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، وQuad (أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة) وتحالف Chip-4 الذي يضم اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتايوان ويهدف إلى تأمين سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات والتقنيات الحيوية.
وقال الدكتور زينو ليوني، المحاضر في دراسات الدفاع والزميل التابع لمعهد لاو تشاينا في كلية "كينغز" بلندن، إن طبيعة ترامب الانقسامية قد تلحق ضررا بالتعاون مع الحلفاء الغربيين. وتابع: "في حين أن إدارة ترامب الثانية قد لا تتراجع عن المبادرات التي تركز على الصين، إلا أنها قد تدفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب بشكل أكبر من الاتفاقيات الدولية وممارسة المزيد من الضغوط على الحلفاء المقربين لدعم احتواء الولايات المتحدة للصين بقوة أكبر". وأشار إلى أن الصين "ستظل المنافس الأول للولايات المتحدة، ويأمل صناع الاستراتيجية الصينيون أن تؤدي رئاسة ترامب إلى إضعاف التماسك داخل الكتلة الغربية".
وأضاف شيتلر من معهد RUSI: "ستتسبب رئاسة ترامب الثانية في إثارة القلق في المنطقة بشأن الاضطرابات الناجمة عن تعزيز مبدأ "أمريكا أولا" في السياسة التجارية الأمريكية. وقد يؤدي فوز ترامب إلى توسيع الفجوة الاقتصادية عبر المحيط الهادئ.
تايوان
إن العدوان الصيني المتزايد تجاه جيران الولايات المتحدة الإقليميين، خاصة تايوان، يشكل أيضا عاملا مهما، حيث انتخبت الجزيرة، التي تتمتع بالحكم الذاتي، زعيما جديدا في وقت سابق من هذاا العام، وهو لاي تشينغ تي، الذي أغضب بكين في عدة مناسبات بخطابه المؤيد لسيادة الجزيرة.
وقد أثار ترامب أعصاب تايوان التي تحكمها الديمقراطية، بعد أن أعلن أن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة مقابل دفاعها بينما اشتكى من أن صناعة أشباه الموصلات المتقدمة لديها قد انتزعت الأعمال التجارية من الولايات المتحدة.
لذلك قد تشعر تايوان بالحاجة إلى إثبات أنها تأخذ طلب دونالد ترامب "للحماية" على محمل الجد.
وقال روبرت هاموند تشامبرز، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي التايواني: "لكن، فكر في الأمر باعتباره دفعة أولى، أو وسيلة لجذب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة روسيا اليوم