د. ندى أحمد جابر*
هذا الذكي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.. ولا نبالغ لو قلنا إنه أصبح الإصبع السادس في أيدينا.. يرافقنا طوال يومنا وحيثما ذهبنا، وحتى عندما ننام نحرص أن يكون إلى جانبنا لعل خبراً ما يصلنا. هو صلة الوصل بيننا وبين العالم. بهرنا بذكائه الفائق وبتطبيقاته التي جمعت بريدنا وكل أسرارنا وحتى تفاصيل حساباتنا البنكية المفتوحة أمامه.. لكنه يعدنا بكتمان كل ما يسمع ويسجل ويرصد، ونصدق، لا نناقش وكيف نناقش؟ والعالم كله سبقنا باعتماده.. ولماذا نناقش؟ والجميع كباراً وصغاراً لم يناقشوا، بل شجعونا عليه، وحتى الرؤساء والقادة أنفسهم يعتمدون عليه.
هذا الهاتف المُسالم الذكي.. أثبت خلال الحروب الأخيرة أنه فعلاً ذكي. لكنه ليس مسالماً كما يدعي.. القصة بدأت بتطبيقات التجسس المتاحة والتي تباع علناً في المتاجر على الإنترنت. ومما لا شك فيه أن التلصص على الآخرين والتفتيش عن أسرارهم ليس جديداً.. إذ يقال إن صحفاً في القرن التاسع عشر كانت تُسلط الأضواء على المشاهير وتتناول الشائعات التي تدور حولهم قبل سنوات كثيرة من ظهور التكنولوجيا التي تسهل مُراقبة ومُتابعة الناس العاديين.
برر العلماء إتاحة هذه التطبيقات بهدف مراقبة الأهل لأبنائهم أو في مجال العمل مراقبة الموظفين.. لكن كل ذلك يتنافى في نظر الكثيرين مع مبدأ حقوق الإنسان. ومع ذلك ما كادت تتطور المناقشات في هذا المجال حتى وجد العالم أنه كله مُراقب من قبل شركات التكنولوجيا التي تقدم له خدماتها الجذابة بلا مقابل سوى الدخول إلى حياته الخاصة ورصد كل تحركاته وتاريخ علاقاته وجغرافية تنقلاته والاحتفاظ بها وتحليلها للتنبؤ بتحركاته المستقبلية قبل أن يُقررها هو.. كل ذلك جاء تحت غطاء أنها تُستعمل في تسهيل وصول الإعلانات التي يحتاج إليها. تبرر هذه الشركات لنفسها كل تلك الانتهاكات بأنها لا تتقاضى مقابل الخدمات التي تقدمها للمُستخدم، وبالتالي تحتاج إلى التمويل من شركات الإعلان. وتؤكد أن رصد المعلومات الشخصية يتم بطريقة آلية لا بتدخل بشري فيها وتبقى الخصوصية مصانة بسرية تامة..
تصدق أو لا تصدق.. هذه مشكلتك لن تجد دليلاً واحداً يجيب عن تساؤلاتك.
إلى هنا استمر النقاش بين أخذ ورد من دون أن يثير أي مخاوف، حتى جاءت الحروب الأخيرة التي بدأت بالتحذير من الأجهزة التي نحملها والتي قد تكون فيها ثغرة لا يَعرفها إلا مُطورها ويستطيع من خلالها تحويلها إلى قنبلة إذا ما قامت حرب عالمية. وقد نرفض هذه التحذيرات ونستبعد حدوثها.. لكن الأفضل أن ندرس ونتعلم ونسأل. أما تطبيقات التجسس فالأكيد أنها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية