مشروع قومى ضخم لا يزال يعمل على قدم وساق فى كافة أرجاء مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وهو مشروع الاستثمار بالسياحة المستدامة والمتكاملة، الذى يهدف إلى إطلاق إمكانيات التراث الثقافى المتنوع، بما يعهد لإعادة إحياء تلك المنطقة لصورة مستدامة ووضع القرية بما تشكله من معالم تراثية متميزة على الخريطة السياحية.
وفى هذا الصدد تم العمل خلال الفترة الماضية على التطوير الشامل والترميمات الدقيقة بأيدى أمهر الشباب والفتيات داخل معصرة الزيوت التاريخية فى مدينة إسنا، التى تعتبر أقدم معصرة زيوت يدوية فى الأقصر ويعود تاريخها لأكثر من 212 سنة مضت، حيث تحولت المعصرة الواقعة على بعد 100 متر من معبد خنوم بمدينة إسنا جراء التطوير لتحفة تراثية مميزة، تجذب الضيوف والسائحين من حول العالم، حيث تتضمن هذه الإجراءات عادةً إصلاح الأجزاء المتضررة أو المفقودة، واستبدال المواد القديمة بأخرى مماثلة، وتحديث أنظمة البنية التحتية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
وكان مبنى معصرة الزيوت اليدوية بمدينة إسنا، عبارة عن جدران قديمة ومبنى مكون من غرفتين تم بناؤه بالطوب اللبن والذى كان قديمًا كان أشهر من النار على العلم، وكان يتوافد عليه الزبائن طوال النهار لشراء الزيوت المميزة التى تم إنتاجها داخل المعصرة التاريخية بالمدينة، ومؤخرًا بالكاد تعمل المعصرة لأيام معدودة فى الشهر وتتوقف فترة لقلة الحبوب والبذور التى يتم طحنها وإخراج الزيوت منها لقلة الإقبال من الأهالى على الشراء وتهالك معداتها، وعادت للحياة من جديد بعد خطط التطوير التى حصلت عليها بدعم مشروع إكتشاف أصول إسنا التراثية المميز.
وتعتبر تلك المعصرة التى تم تطويرها مؤخرًا أقدم معصرة يدوية فى جنوب الأقصر، حيث أنها كانت عبارة عن حجر ضخم يعصر الغلة التى يتم جلبها بأنواع معينة لإنتاج الزيوت المختلفة، ويقوم الجمل بالدوران بالحجر والعصا لطحن الغلال لتنتج العجينة النهائية قبل دخولها مرحلة العصر، موضحًا أن أول عصر وطحن للغلال تبدأ بعد الفجر مباشرة حتى الساعة العاشرة صباحًا، حيث يقوم شخص بقيادة الجمل أو البقرة حسب الماشية المتوفرة لتحريكه فى حركات دائرية لإتمام العصر للغلال حتى وصولها لمرحلة العجينة، وبعد العصر تدخل العجينة لمرحلة المكبس والذى يوضع داخله "براش" عبارة عن عقد دائرية لحبال بأشكال مختلفة معينة يتم وضعها بطريقة فنية داخل المكبس لكى تخرج العجينة زيتها والشكل النهائى للزيوت التى تقدم للتجار لبيعها للمواطنين.
وعن التاريخ التراثى لأقدم معصرة فى إسنا، فقد كشف عمر فخرى، مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بقطاع آثار إسنا، أن المعصرة تعد من التراث التاريخى بمحافظة الأقصر، حيث بنيت منذ أكثر من 127 سنة وفى فترة ولاية محمد على باشا وأسرته حكم مصر، حيث بنيت فى عام 1897 وهى معصرة الزيت الوحيدة المتبقية العاملة فى إسنا، وكانت معصرة الزيت هذه تنتج زيوتًا مصنوعة من حبوب الخس والسمسم، ونادرًا ما يوجد زيت الخس فى الوقت الحاضر، ويقال فى الماضى أن هذا الزيت كان.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة اليوم السابع